غرباء اصبحنا ببلدنا
لعله يخرج مزاودا او متحدث برده فعل او من له مصالح ومارب اخرى يزاود على الوطن واهله ويدعي الوطنية والعروبيه والقوميه ولكن اقول ان الوطن هويه لمن يعرف معنى الوطن الوطن ايها السادة هو الذي يكفل كرامة المرء عندما يكون حراً قوياً عزيزاً منيعاً . والحفاظ عليه في مواصفاته هذه تحتاج لكثير من الوعي واليقظة ، فلا تدخل المفردات الصغيرة التي بدل أن تكون فواصل ونقاط تفرز الجمل عن بعضها البعض ، وتأتي في مواضعها الصحيحة لتجعل القارئ أو المتحدث يملأ رئتيه بالهواء النقي الكافي لاستهلاله بمساحة قرائية جديدة تصبح في بعض الوقت مستفزة ، تستفز مشاعر الآخر فتهيج فيه الحمية السلبية مما يزيد في التنافر والتناحر ، وبدل أن تصبح المنابر الثقافية أداة توعية وفاتحة أفق حواري ترفده مراكز الدراسات ، تساندها وسائل الإعلام ، والمنابر الثقافية مؤسسات ترقى بالفكر القومي وتؤسس لعلاقات بينية تضفي على الفكر العربي قيماً ومبادئ يتفرد بها الوطن الذي يحيا أبناؤه حياة التسامح والتسامي نجد أن كل هذه الآفاق السياسية والأدبية تصبح مواقع إشكالية تحريضية ، فتؤدي طقوس جنائزية تشيع الحوار والتسامح ، وتظل في انحدار التنازلات حتى ليصبح رسن الفرس بيد الآخر . ذاك الذي يمكنه أن يضربها (فتهذب) على وجهها إلى حيث لا وجهة .
ويتحول العرس الذي كان بالأمس وطنياً بامتياز ، فادح الخطب بعد رفع الحماية وإحلال استنفار الكلام المريب حتى ليتحول المشهد إلى صورة مفزعة تأخذ البلاد إلى انحدار عمقه أكثر من خمسين عاماً او على الأقل نحو الوراء ، نهايته هوّة سحيقة أوارها يأكل كل مايمكن أن يرتمي فيها... فهلا أفقنا إلى هذا المنحدر فنتحاشاه ، وبدل أن نبكي الفقيد العزيز ، فلنتعقّل ... ونقرأ المفردات كما هي ...ماذا حل وسيحل بنا و بالعالم إلى أين نحن ذاهبون و ماهو مستقبل الناس انَّ فضيلة الفضائل هي حبُّ الوطن والولاء له, ولاء يعصم أبناءه من خيانته او الاساءه اليه , أو هدم بنيانه, أو تشتيت وحدته, أو عرقلة تقدمه. والسلام الاجتماعي الذي هو المناخ الصالح للفضيلة لا يتأتى قط لجماعة يحملون للوطن ضغناً وحقداً. لأنَّ البواعث الفاضلة التي تحيا بالحبّ والصدق, يصبحُ بوارها محققاً في الجماعات التي يسودها الكذب والكراهية,هذه هي خلطة الشعب الاردني التي يحسد عليها وهذا هو الشعب الاردني الذي فطر على حب الولاء والانتماء والعطاء الصادق يضرب امثله في صدق الحب والوقاء هذا هو الاردن الكبير بقيادته وانسانه لم يعرف الاردن..... كيف يتعامل مع ماوصل اليه من سمعه طيبه وموقع هام و انجازات ومطرح وظروف يحسد عليها ... ركو على الاقتصاد وهمش الاخريات ولم يعرف حتى كيف يحمي ثقافته وبيئته ومدنه وبلداته من هذا التوسع الاجباري القاهر كأنهم ينتقمون منها وهي مكان ولادتهم ودبيبهم ومشيتهم وركضهم تاريخهم وتاريخ الاجداد والاحفاد يدمّرونها يومياً بايديهم بتحويل النزوح الذي وجده الغير هينا ورزقا يتكئ عليه دون جهد حتى قسى على المدينه وازال معالمها وثقافتها وحاصرها دون رحمه حتى ان البعض جعلها من ممتلكاته والبعض قسى على اهلها فشردهم لانه الاقدر على دفع بدل الاجارة من فلوس المنظمات والجمعيات حتى غدت مدننا لاتستوعب .
هذا الكم ولاتتحمل مااتى به من ثقافه غريبه وعادات وتقاليدولم يسلم من الاساءه والسلوكيات وماعلى لسان البعض الا بفلوسنا لم تسلم مدننا حتى من مخلفاته التي لم تعد تستوعبها الحاويات التي جعلت من الجمال بشاعه فعلت ذلك حين أتاها باحثاً عن عمل او بحثاً عن ملجأ من حروب وضيق أفق العيش في الأطراف كنا اربعه ملايين فاصبحنا عشره لاالماء ولا الغذاء ولا حتى الشوارع اصبحت قادره على استيعابنا كنا نتكرم ونعين ونمد والان نستجدي كما ننام وابوابنا امنه الان تشرد الكثير ولم يعد عنده سقف يقيه الحر والبرد لانه عجز عن دفع الثمن مثلما يدفع الاخر قتل المالك الطمع فشرد جاره من سنين لاجل حفنه دنانير بحجه قانون المالكين الذي خدم الغريب ولم يخدم ابن البلد واستسلمت مدننا وقرانا لذلك، كأنه قدرٌ، حين تحوّلت أرضها براكين متفجرة يختلط فيها الريف مع الهامشية مع المشاريع السياسية والإفرازات المليشيوية تفتتت المدن تحت وطأة واقعها. وانسحبت تعبيراتها المتفاوتة المتانة الاقتصادية والمدينية إلى صدفاتها. وبعضها ذاب بالواقع الجديد وهاهو تسونامي النزوح مستمر بلا انقطاع لكن قبل ذلك، المدينة نفسها كانت طرية، ولم تكن مشكّلة ثقافياً وسياسياً.
والطبقات الوسطى التي كانت تتشكل قبل النزوح سرعان ما تزعزعت، وارتبطت بمشاريع سياسية ضد الدولة وارتبكت علاقتها بالمدينة لقد تم تدمير نواة مدننا وقرانا والجميع شارك في ذلك، وليس السبب الولادة القيصرية لهذا البلد فحسب، ولا الظروف الاقتصادية والسياسية والأمنية فحسب، إنما لأن أبناء المدن لم يصوغوا مدنيّة، والوافدين لا يبدون استـــعداداً للــــمدنية وللانخــراط فيها والتطـــبع بها وهذه حالة عامة وتاريخية وليست شأناً فردياً فحسب من هنا استصرخ الحكومة واقول سدوا شريان النزوح فاننا لم نعد نطق ذا الوضع