المعلمة انتصار خليل
ودعت الأسرة التربوية في لواء عين الباشا قبل أيام رائدة تربوية من رواد العلم والمعرفة والسخاء والبذل والعطاء المعلمة " انتصار خليل " مديرة مدرسة البقعة الثانوية للبنات التي انتقلت إلى الرفيق الأعلى اثر مرض عضال.
عرفت " انتصار خليل " عندما كنت عضواً في لجنة التربية المحلية للواء عين الباشا ولعدة سنوات متتالية من خلال زياراتنا للمدرسة واللقاءات والاجتماعات والندوات التربوية حيث كانت متميزة في طرحها الموضوعي ومداخلاتها التربوية وبذلها وعطائها عندما استطاعت أن تجعل من مدرستها انموذجاً متميزاً يحتذى به.
" انتصار خليل " كانت رمزاً للبذل والعطاء والسخاء التربوي والشخصية الفذة النادرة تعشق مدرستها وعملها التربوي كعشقها لبيتها وأكثر، تحافظ على طالباتها كمحافظتها على بناتها، حتى أنها في إحدى الزيارات التربوية لعدد من طالبات المدرسة إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا آثرت إلا أن ترافقهن دون غيرها من المعلمات للإشراف على الزيارة والاستفادة العلمية منها وبقيت معهن حتى أوصلت كل طالبة إلى منزل أهلها حفاظاً عليهن كمحافظتها على بناتها.
لا تعرف الكلل والملل ولا الترهل والمحاباة والتسويف، لم يكن في قاموس عملها أسلوب الاعتصامات والاضرابات والمناكفات والابتزازات، قنوعة بما تيسر لها نتيجة كدها وجدها بعملها.
عند زيارتك لتلك المدرسة تشعر أنك في زيارة إلى أحد المعاهد العسكرية العليا لكبار القادة والضباط لما تلمسه من هدوء وانضباط والتزام بالعمل وسلوك منضبط عزّ نظيره في هذه الظروف.
أحسن عطوفة مدير تربية لواء عين الباشا والكادر التربوي والإداري الذي شيّع الجنازة عندما وضع جثمانها الطاهر في ساحة المدرسة قبل أن يوارى الثرى لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة من قبل المعلمات والطالبات اللواتي يعتبرن " انتصار خليل " الأم والأخت والمعلمة والمربية والمديرة والقائد التربوي الفذ.
أتمنى على معالي وزير التربية والتعليم إطلاق اسم المرحومة بأذن الله " انتصار خليل " على المدرسة التي أمضت زهرة شبابها ومعظم حياتها في بنائها واعداد جيل تربى على الفضيلة والانضباط والخلق الحسن وعشق الوطن، إكراماً وإنصافاً لذكراها وتشجيعاً لغيرها عسى أن يحذوا الخلف حذو السلف الصالح المبدع المجد.
رحم الله " انتصار خليل " وغيرها من التربويين الأفاضل الذين استبدلوا اسم وزارة المعارف سابقاً باسمها الحالي واستطاعوا أن يعدّوا أجيالاً تربوا على الفضيلة وحسن الخلق وعشق الوطن رغم شح الموارد والإمكانيات آنذاك، لكن سلاحهم كان العمل بكل جد وأمانة ونزاهة وإخلاص.
wadi1515@yahoo.com