محترفو التسلق
تلك الرياضة الجميلة التي يصل الفائزون فيها إلى القمة بعد عناء طويل ومشقة، وكذلك الشعور الجميل الذي ينتاب هؤلاء المتسلقين بعد أن يقوموا بغرس علم بلادهم على قمم الجبال بكل عز وفخار ، فقد أدهشني متسلقون ( لكن بطريقة مختلفة) لا بل بارعون في التسلق ،لا بتسلق الجبال ولا بتسلق الأشجار ، إنما بالتسلق على حساب الآخرين وانجازاتهم ، فكم نرى أناساً موجودين في مواقع قيادية وهم لا يعرفوا معنى القيادة ولا يحسنوا تدبيرها، فمن الظلم أن تجد معلم لمدرسة ( يتقن التسلق ) أصبح مديرا لها، ومن زملائه من هو أجدر منه وأكفئ منه وأحق منه بالإدارة ، وكم قدمت أعمال مميزة، وانجازات هائلة من أشخاص .
وكان التكريم لأناس آخرين على هذه الانجازات ، وكم سهر ممرضون على راحة مرضاهم وسلامتهم ، وشهادات التقدير تصل لمن ينام الليل مع النهار ،وكم حصل أشخاص على براءة اختراع ، وهم لا يعرفون كم هو ثلث الثلاث. ولم يكتفي المتسلقون بسرقة انجازات غيرهم فحسب، بل أنهم ألقوا بفشلهم على غيرهم ، كمثل المدير الذي سرق ابتكار موظفه، فإذا كان الابتكار حسن ، نسبه لنفسه ،وإذا كان فيه عيب ما نسبه للموظف .
وكذلك مثلما يبعث الأب أثنين من أبناءه ليحملوا كيس من القمح ، فيحمله الابن الأصغر طوال الطريق ،وما أن يقتربوا من البيت حتى يأخذه الابن الأكبر ويحمله أمام أبيه. فنقول لمثل هؤلاء الأصناف: بأن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر ، ولكن لأنه عزيز نفس لا يقع على فريسة غيره مهما كان جائعاً.