هوت تشوكلت
يا سبحان الله...غالباً ما تفاجأ مؤسسات الدولة بمسؤولياتها لحظة الاختبار...فقد تعوّدنا منذ الأزل أن تتفاجأ المؤسسة المدنية بقدوم شهر رمضان المبارك وتضطرب عمليات توريد السلع وتامين احتياجات السوق في الأسبوع الأول مع أن «اهمل تلفون» قادر ان يعطيك التقويم الهجري حتى ألف سنة قادمة...وتعودنا كذلك ان تتفاجأ وزارة التربية والتعليم ببدء الفصل الدراسي فتوزّع كتاب الرياضيات للصفوف الابتدائية في آخر أسبوع من الفصل الأول وتوزع كتب الاجتماعيات الفصل الثاني وقت «فك الإكمالات» والسبب طبعاً ان الفصل الأول «ملعون تميسه.. أجا ع بو غفلة».
أمانة عمان هي الأخرى تتفاجأ كل شتاء بفصل الشتاء ،تطوف الشوارع ، تغرق المركبات ، تداهم المياه البيوت ، والمناهل التي تحتل الشوارع وتكسر «أسنان الصنوبرصرات» مجرد اكسسوار بشع في وجه الطريق..يعني نقبل ان يكون 90% من مناهل تصريف الأمطار تعمل ، و10% معطلة، لا بل نقبل ان يكون 50% مغلقا و50% يعمل أما ما نشاهده لا يبشر بخير ابداً.
المشكلة في كل شتاء تجتمع الدوائر المعنية وتعلن جهوزيتها الكاملة واستعدادها التام لاستقبال الموسم ،وتتأهب القشّاطات على أعلى المستويات ،ومع اول بخّة مطر «الكل بيصير يمشي ويزحلق».
وإذا حاولت ان تفضح تقصيرهم بتصريحات ما قبل المنخفض ونتائج ما بعد المنخفض وعن اختفاء الجهوزية التي قالوا عنها... فإنهم سيتعذّرون بأسباب ما أنزل الله بها من سلطان : «حبة المطر كانت اكبر من المتوقع»..»الثلج من النوع اللي بيلزّق»..»البرَدْ من النوع القاسي»...الخ.
أكثر ما «قهرني» ان كاميرا التلفزيون كانت تنقل فيضان المناهل في شوارع وأنفاق وطرق العاصمة الرئيسة ، ومسؤول في أمانة عمان يصرّح للصحافة: (أن لا اغلاقات في شبكة تصريف مياه الأمطار)..
لعاد شو اللي بيفوّر من المناهل قدامنا «هوت تشوكليت»؟