ثغرة حماس الأخيرة
قيل مرارا إن غزَّة لا يراد لها أبداً أن تنهض من جديد، وصحيفة هآرتس الإسرائيلية تقول البارحة ان الحرب قد تتجدد في غزة، لاعتبارات مختلفة.
هناك عملية خنق لغزَّة، فالشتاء اقبل على المدنية، وقد غرقت، تحت الأمطار، وآلاف البيوت مهدومة كليا، أو جزئيا، وعشرات آلاف العائلات مشردة، ولا رواتب ولا حياة اقتصادية، هذا فوق الآثار النفسية للعدوان الإسرائيلي.
خنق غزَّة يجري لأن هناك توافقا دوليا على عدم السماح لحماس بقطف ثمرة المعركة الأخيرة، وهذا قرار مُتَّخذ، وأبرز تجلياته، الاشتراطات بعودة غزة الى يد السلطة الوطنية الفلسطينية، عبر تسليم المعابر لجند السلطة، وعبر الإعمار الدولي بواسطة السلطة الوطنية، ولن يسمح العالم لحماس ان تعود بأي مكتسب للغزيين، لأنه يراد بث الندم بين الغزيين، ودفعهم للانقلاب الكلي على حماس.
بقية مقال ماهر ابو طير
المنشور على الصفحة اخيرة الجزء الاول
عمليات هدم البيوت المصرية قرب غزة، ستؤدي الى اغلاق الانفاق، وهذه المنطقة العازلة، ستؤدي الى وقف تهريب الادوية وا لاسلحة والاغذية الى القطاع، والخلاصة مزيد من الخنق للغزيين، لأن المقصود، انهاء المقاومة كليا في القطاع ودفع الناس الى الخروج في موجة غضب عارمة ضد حماس، وضد ما يجري لحياة الناس في القطاع.
الخيارات امام حماس محدودة، أما اشتعال الحرب من جديد، وهذا احتمال قليل لأن مخزون السلاح لدى حماس اقل من السابق، ولأن كلفة حرب جديدة غير مضمونة قياسا مع كلفة الحرب التي رأيناها قبل اسابيع.
والخيار الثاني، التحوصل داخل القطاع في ظل اغلاقات المعابر والحدود والانفاق وعدم وجود اعمار، مع التجفيف المالي، وهذا اخطر من تجدد الحرب ضد غزة.
ثالث الخيارات التخلي، عن المقاومة كليا او جزئيا، والالتحاق بسفينة اوسلو، وهذا أمر مشكوك فيه، ولو من باب التوقيت الحالي، او شروط الالتحاق.
رابع الخيارات، -وهو الأرجح- تفجير انتفاضة فلسطينية ثالثة عارمة في كل مكان، تحت عنوان «الأقصى» وهكذا خيار قد يكون الأسلم لحماس، إذا استطاعت الوصول اليه، ولو عبر قوى بديلة تتمثل بإسلاميي الثمانية واربعين، والقوى الشعبية التي لن تسكت على ايذاء الاقصى يوميا.
الأرجح أن حماس لن تسكت على محاولات الخنق، وستلجأ الى بديل لإعادة بعثرة أوراق الإسرائيليين، والذي يتأمل الخيارات الأربعة، يجد ان التخلص من حالة الخنق، عبر القدس والاقصى، قد يكون القرار المنطقي والوحيد، اذا استطاعت اليه حماس سبيلا، بحيث يتم نقل المعركة من غزة الى كل فلسطين.
المشهد الحالي، لا يمكن أن يستمر، وسنرى الثغرة فيه، عمَّا قريب.