ماذا بقي لدينا
يتجدد حريق المسجد الأقصى، ويتكرر ما يفعله الصهاينة منذ ذكرى ذاك اليوم المشؤوم والى يومنا هذا، وما يحرق الأفئدة حقاً ما قام به الجنود الصهاينة بالدوس بالاقدام على المصاحف الشريفة في المسجد اليوم، وهذا سيناريوا يكاد يتكرر ويعيد نفسه كفيلم سينمائي لما يفعلونه منذ اقتحام الجنرال الصهيوني موردخاي جور عام 7/6/1967 للمسجد الأقصى وحرق المصاحف وضرب المصليين وطردهم ومنعهم من الصلاة فيه ورفع العلم الصهيوني فوق قبته الشريفة الطاهرة والى يومنا هذا .
لا أجد اكثر من هذا ألماً يعتصرنا، ويلقي بعصارته داخل جرح العرب، ولعل أبرز ما يمكن ذكره في هذا الصدد ما نشره موقع مجلة القوة العسكرية تموز 2006 , اذ نشرت خارطة جديدة للشرق الأوسط بمقال مُعَنوَن (حــــــــدود الــــــــدم) , حددت ملامح جديدة لخارطة شرق أوسطية جديدة، وهذا لا يتنافى اطلاقاً بما صرحته لنا كونداليزا رايس، عندما كانت تمثل يوماً رأس الحرية في الإدارة الأميركية بمشروعها الشرق الأوسطي الجديد الذي أراد من خلاله جورج بوش ضرب الشرق الأوسط قبل أن يأتي «الأولاد البررة» ممثلا بباراك أوباما وهيلاري كلينتون ليقودا هذا المشروع لكن بمسمى جديد هو
«الربيع العربي».
هؤلاء هم من ظن بعضنا انهم يحملون الخير في طياتهم لهذا الوطن، بعد أن أسقاهم زعيمهم حلاوة الأمل في معالق حكمه، لكن اقولها لكم بكل وضوح:
دعونا من رومانسيات الإنتماء المزيف الذي تعانق آماله أعناق السحاب ويقبل أنامله نفوذ العرب.
لن يأتوا لنا ابدا بترياق الحياة فهم من ابتدعوا سرطان التشتت في شراييننا لنعجز، ووضعوا ايدز التقليد الأعمى لنهلك، هم من صنعوا لنا حلوى الديمقراطية فهكذا يسمون الظلم في بلادنا العربية، تحت اسم الحرية.
ان من تجري في دمه أصول الصهيونية، وابتدع الآلات لإباداتٍ جماعية، وسحق أطفال العالم بمسمى الدفاع عن الهيبة والديمقراطية، هم جزاريين الماضي وقتلة الحاضر ومغتصبوا المستقبل، وهذا ليس قولي، انه ما يَغمِسُونَهُ في دمائنا لِيَسْطـُروا به تاريخ قتلنا بتيجان الخوف في عيوننا.
أتاني هاجس ذات يوم ٍ في حلمي أنني سأستيقظ يوماً وأجد أعلامهم فوق بيوتنا، تراتيلهم في جوامعنا، أشواكهم في حناجرنا، نلمع لهم أحذيتهم على نواصي قريتنا، ونلملم بقايا الطعام لنسد به جوع انسانيتنا وديننا قبل جوع بطوننا،وفي آخر النهار يربطوننا في حدائقهم لنحرسها ليلاً خوفا من ان يستيقظ لهم صلاح الدين..
قديماً كانوا يربطون بطونهم خوفا من أن يشبعوا ويجوع غيرهم... واليوم نربط أمعائنا لنكف عن أكل بعضنا البعض.
لكن بعد ان استفقت مما كنت فيه، قلت لنفسي:
سامحك الله يا نفس، اننا بالأصل محتلون، بأرضنا، عرضنا، خوفنا، أكلنا، شربنا، نومنا، أحلامنا، اننا وبلا فخر معتقلون منذ مئات السنين منذ أن قتلوا صلاح الدين وباع العرب بكأس نفط قرى فلسطين..
سامحك الله يا نفس كيف نسيتي هذا الواقع المرير .