إنها القدس يا مسلمين
أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى: [سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير} صدق الله العظيم.
القدس التي ورد ذكر آبارها في القرآن الكريم مثل بئر أيوب، نسبة إلى النبي أيوب، التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن بسورة ص، حيث جاء: ﴿ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ﴾، وفيها العين المعروفة بعين سلوان، وهي إحدى العيون الجارية التي يؤمن المسلمون أنها ذُكرت في القرآن أيضًا في سورة الرحمن ﴿فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ﴾.
إنها القدس التي قال عنها مجير الدين الحنبلي في نهاية القرن التاسع للهجرة: مدينة عظيمة محكمة البناء بين جبال وأودية، وبعض بناء المدينة مرتفع على علو، وبعضه منخفض في واد وأغلب الأبنية التي في الأماكن العالية مشرفة على ما دونها من الأماكن المنخفضة وشوارع المدينة بعضها سهل وبعضها وعر، وفي أغلب الأماكن يوجد أسفلها أبنية قديمة، وقد بني فوقها بناء مستجد على بناء قديم، وهي كثيرة الآبار المعدة لخزن الماء، لأن ماءَها يجمع من الأمطار.
تتعرض القدس في هذه الايام الى حملة شرسة من الصهاينة المحتلين في محاولة لتغيير الوضع الديموغرافي للمدينة المقدسة من خلال المحاولات المتكررة لتهويدها والاستيلاء على المزيد من الأراضي الفلسطينية وغرس المستوطنات وانتهاكات لحرمة المسجد الأقصى فتارة يقتحم مستوطنون المسجد الأقصى وتارة لا يسمحون لجموع المصلين بالدخول الى المسجد وتحديد أعمار من يسمح لهم بالصلاة داخل المسجد المبارك.
ما جرى يوم الخميس 30 أكتوبرتشرين الأول من اغلاق للمسجد الأقصى جراء محاولة اغتيال اليهودي المتطرف الحاخام يهودا غليك هو الأول منذ قيام دولة الاحتلال المستبدة.
كثيرة هي الاعتداءات على الأقصى من قبل المتطرفين اليهود ودولة الإسرائيلية ولا شك انه هذه الاعتداءات تأتي من خلال عدة ظروف صعبة تمر بالدول العربية والتي من خلالها استغلت وتجرأت إسرائيل بخبث شديد لتوسيع توغلها بالأقصى ولكن لا شك بان القدس هي عاصمة النضال والوجدان العربي الذي سيستيقظ ذات يوم لإرجاع ما سرقه الصهاينة وان طال الانتظار فلا بد ان يأتي اليوم الذي ستنقشع فيها الغمة عن أعين الأمة ويسترد الحق المغتصب.
لعقود مضت ما استكانت دولة الاحتلال الصهيوني عن محاولة التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، في ظل هجمة استيطانية مسعورة وغير مسبوقة لتغيير الوضع القائم علي الأرض من خلال تهجير المواطنين العرب الأصليين وزرع المستوطنات الصهيونية مكانهم.
وقد تعزز هذا المشهد بصورة كبيرة في السنوات العشر الأواخر وخصوصا بعد قيام ما يسمى بالربيع العربي وتغير البوصلة العربية وتدخل الأيدي الخارجية في الثورات العربية لتغيير الأولويات وجعل الشعوب العربية ملتهبة بترتيب بيتها الداخلي في حين تقوم دولة الاحتلال بعمل تغييرات في فلسطين المحتلة.
وهذا يعني ان المشروع الصهيوني لتقسيم الأقصى ومزاعم الهيكل وتصعيد الاعتداء على المصليين وعلى الحرم القدسي كان ضمن توقيت مدروس لليهود لاستثمار ما يحصل في الدول العربية.
إن الاطماع اليهودية الاستيطانية التي يؤسس لها في مدينة القدس المحتلة على وجه التحديد لم تتوقف وهي في استمرار وباتت تستعر يوما بعد يوم ولن تتوقف لطالما بقيت الدول العربية والإسلامية تغط في سبات عميق.
مواقف السلطة الفلسطينية والأنظمة العربية والإسلامية ما زالت ضعيفة وهزيلة جدا ولا تتناسب مع خطورة ما يتعرض له الأقصى وهذا يتطلب موقف حازم من خلال توحيد جميع الجهود العربية والإسلامية في جميع انحاء العالم وتسليط الضوء على الأقصى وما يحدث له وممارسة الضغط على المحتل الإسرائيلي وجعله يرضخ للمطالب الدولية بإقامة الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني وعاصمها القدس الشريف.