القدس بين انعدام الحلول وانتظار المُخلّص
وفي خضم الغياب العربي كاملاً عن القضية الأولى والتي لأجلها تعرفنا على " الربيع العربي" الذي أطاح بالكثير وترك الأكثر!! ولأنها الهدف الأوحد الذي يجتمعون على تحقيق سلبه من خلال العرب طبعاً، ولأننا وصلنا إلى حالةٍ يُرثى لها تصيب بالغثيان العام والحقد القومي والانقسام الطائفي والتي تجعل من العدو صديق يُحترم لأنه في النهاية صاحب قضية ومبدأ ومذهب يستميت بالدفاع عنهم بشتى الطرق المباحة والغير مباحة.
ولأننا نملك وبقولي "أننا" أقصد " الخليج " خاصةً وباقي المكونات الشرق أوسطية عامةً كافة الأدوات العسكرية والبترولية والاقتصادية والمجتمعية والولائية والتحالفية والمذهبية التي تجعلنا ننأى بأنفسنا عن علاقاتٍ معهم أو فزعاتٍ سياسيةٍ عسكرية منهم، لجميع ما تم ذكره تركنا الأمر بين أياديهم تحت ذريعة (لا يصلح ) قطع العلاقات لاعتبارات جمة !!
وجعلنا من بعض التدابير معاهدات نمضي عليها مهمشين ما سيتبع هذه التنازلات .
الأمس كان (كامب ديفيد) إلى (قمة انابوليس) واليوم التاريخ يعيد نفسه بشروحاتٍ أوسع ومعاهدات فضفاضة تبتلع الكثير من الحقوق بانتظار التواقيع، وبما أن شوكة العرب الأولى انكسرت باقتتالهم وعدائهم لبعضهم البعض فلا غرابة بأنهم اليوم لا يملكون حيلةً ولا وسيلة لحماية الأقصى من اللاهثين لبناء الهيكل وتحقيق النبوءة المشؤومة !!
هم أصحاب عقيدة ونحن أصحاب عقيدة ، لننظر إلى سخرية السياسة والقدر لنا ، عندما نحيّ على الجهاد يزرعون في صفوفنا " الارهاب " ليصبح جهادنا دموي يستهدف العربي ويستثني العدو الغاصب وهنا لا يصلح ولا يرضى عنه الله ورسوله، وعندما يجيشون الجيوش ويعدون العدة والعتاد للدفاع عن عقيدتهم يتسللون بخفةٍ وتراتبية عبقرية من خلالنا طبعاً ويسطرون حقاً شرعياً لهم بتعاضدهم وتراصهم مع بعضهم البعض في محاربة العرب وليس ابناء شعبهم وجلدتهم ؟!!
رأيتم أين الطامة الكبرى ؟! هي الصفوف والقيادة والغليان العقائدي الحقيقي الخالص الذي لا تشوبه شائبة بقومية منحرفة وعلمانية مصطنعة وليبرالية تائهة ومبادئ متغيرة وماركسية السلطة وجيوبٌ لا تشبع !!!!
هذه السياسات وهذا التراخي والصمت اللذان يقتلعا قلوبنا من اقفاصها سببها أنتم ونحن لا حول لنا ولا قوة. نحن شعب رضع العولمة وأنجب البلادة واللامبالاة ، نحن أمة نائمة إلى حين ميسرة وفرج من الله قريب .
نحن أمة وشعب وعامةً نقتل لأجل لقمة العيش ولا نتحرك لأجل مقدساتنا، فهكذا سيرتنا سياساتكم الا من رحم ربي وهدى .
الأقصى محفوظ بعون الله وبسواعد الفئة القليلة التي تخرج وتُسقط من جنود الاحتلال واحداً تلو الآخر ، وسيشهد التاريخ على فئة تحمل اكفانها على راحتها فداءً للدين والأرض والعرض ولكن صبراً جميل والله المُستعان وعد الله حق وساعته حق وغضبه حق .
والله المستعان