بدون تعميم
البعض , تراه مبتسماً لك , مـُرَحّبا بك , تظن للحظة أنَّه على استعداد أن يقطف لكَ من السّماء قطوف عنبٍ دانية , فقط لترضى , أو لتكون سعيداً , البعض يأتيكَ فاتحاً ذراعيه وكأنّه يبني لك منهنّ وطناً , لا عاصمة له الا أَنت , لكن الطَّامّة الكُبرى , أنهم لو خلا بعضهم الى بعض , يأكلون لحمك باطلاً , يكشفون عورة قلبك , وسَوءَة روحك , يغتابونك من حيث لا تدري , ولَن تدري !
لا أدري لماذا ينشغل البعض عن ذكر فلان (بالعاطل) وعلان (بالسّوء) , الا ينظرون الى عيوبهم , وهل يخلى إنسيّ من العيوب ( الكمال لله) , تراه مبتهجَ الكلام , كلامه مذاقه حلو , محياه جميل , لكن مقفاه أبشع من رجس الشيطان , هيهات أن يسروا لَك ما يعلنوا , في ظاهرهم رفقُ ومودَّة وفي باطنهم كرهٌ ونفور , يقولون ما لا يشعرون , يُصابون بوخزٍ في أبدانهم اذا مرَت ساعة دون أن يغتابوا أحد .
صدقاً لماذا لا ينشغل بعضنا ببعضه , ولا يشغل نفسه بغيره بل يُحاول اصلاح اعوجاج قلبه , وغواية روحه , لو أننا في علننا كما نحن في سرّنا , لما انخلق في هذا المجتمع الشحناء والبعضاء والكراهية , الألفة والمودة والرّحمة من أخلاق الدين الأسلامي , أما الغيبة والنّمية من الكبائر في الدين , ترى اتفضّلون اتّباع الخُلق والهدي , واجتناب السّوء , أم اتباع الكبائر , قال تعالى : " أفهمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمّن يمشي على صراط مستقيم " صدق الله العظيم , الملك22
samahzareer@hotmail.com