آخر الأخبار
ticker المواقع السياحية في الطفيلة تشهد حركة سياحية نشطة ticker في عيد الجلوس .. فعاليات المفرق تحتفي بإنجازات الملك عبدالله الثاني ticker في ذكرى الجلوس .. أبناء العقبة يستذكرون الإنجازات التي تحققت في عهد الملك ticker عيد الجلوس الملكي .. نهج مستمر برعاية ذوي الإعاقة ودمجهم ticker عجلون تسجّل انتعاشا سياحيا خلال عطلة العيد ticker الملكية لشؤون القدس : عيد الجلوس استمرار لمسيرة البناء ticker متصرفية الأغوار الشمالية تدعو لعدم الاقتراب من المسطحات المائية ticker ترامب يعلن مباحثات تجارية بين واشنطن وبكين في لندن ticker ارتفاع احتياطيات النقد الأجنبي بالصين إلى 3.2853 تريليون دولار في أيار ticker القسام تعلن تفجير عين نفق بقوة صهيونية من 6 جنود ticker أولمرت: حكومة إسرائيل عصابة إجرام برئاسة نتنياهو ticker مظاهرات في عواصم أوروبية تنديدا بحرب الإبادة والتجويع في غزة ticker سوريا تعفي الأردنيين من رسوم التأشيرة وسماح الاقامة لمدة 6 أشهر ticker تكية أم علي تباشر بتوزيع لحوم الأضاحي المحلية الطازجة ticker مظاهرة حاشدة في تل أبيب تطالب بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى ticker 100 ألف أضحية سورية تساهم في استقرار الأسعار بمحافظات الشمال .. والعاصمة عمان الأعلى مبيعا ticker ارتفاع رؤوس أموال شركات الصرافة إلى 119 مليون دينار في 2024 ticker تراجع الإعفاءات على رسوم تصاريح عاملات المنازل 80% ticker نقل مجاني لحاملي هذه التذاكر عبر الباص السريع وباص عمّان ticker سوريا تفكك مخيم الركبان قرب حدود الأردن وتنهي "مثلث الموت"

لماذا نقتل انفسنا

{title}
هوا الأردن - أ.د. امل نصير

آن الأوان كي نستيقظ من غفوة الممنوع والمستور والعيب، وإذا كان واقع العلم والثقافة والتكنولوجيا جميعها لم توقظنا من سباتنا العميق، فلعل واقع العنف والجريمة الذي بدأ يتكاثر في مجتمعنا سيوقظنا حتما، لا سيما الجريمة الأسرية، التي هزّت المجتمع الأردني هزّا عنيفا في الأيام الماضية.

 

 


لقد كانت ردة الفعل إزاءها عند كثيرين منا ساذجة لا تتجاوز الحزن والغضب والولولة، وسب الفاعلين، والمطالبة بسرعة إعدامهم، وأستغرب كيف لا يعلم أحدنا أنّ خنق ابن أو قتله هو أكثر إيلاما للأم من الإعدام ذاته، وقلما وجد من بيننا المنصف العاقل الذي يسأل السؤال المنطقي: لماذا تقدم أم على قتل فلذات كبدها التي تمشي على الأرض لاسيما أنّ هذه الصلة هي الأقوى والأصدق بين بني البشر على الإطلاق.

 

 


قلة من علماء النفس وما أكثرهم في بلادنا أساتذة وأطباء ممن تكرموا علينا بتفسير أو رأي، وحتى من فعلوا ذلك، كان على استحياء من خلف التعليقات على خبر الجريمة، وربما تحت أسماء مستعارة، فأين هؤلاء؟ وما رأيهم؟ وفيما صمتهم؟ وإلامَ؟!

 


ونحن – الأفراد والمجتمعات- أما آن لنا أن نتوقف عن قهر بعضنا بعضا؟! وأما آن لنا أن نفهم أن ما أُخفي على الأجيال التي سبقتنا بقصد أو بدون قصد تحت مسميات العيب وضرورة الستر من الحقوق الإنسانية عاطفية كانت أم غير ذلك، كشفته لنا وسائل الاتصال الرقمي؟! وأما آن لنا أن نفهم أن الأمراض النفسية لا تختلف عن الجسمية من ضرورة المسارعة في الكشف عنها ومعالجتها دون خوف أو وجل، وأن نفهم: لا يوجد أحد محصّن منها؟!

 


أما آن لنا أن نطبق في مشاكلنا الزوجية بصدق وتحضّر الآية الكريمة ( إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان )؟ والإحسان مطلوب من المجتمع كله الذي يجب أن يعامل المطلقة بطريقة لائقة، وإلا علينا أن نفهم أن الضغوطات النفسية المتراكمة هي من أهم أسباب الجريمة الأسرية.

 

 


وأما آن لمؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المحلي التي تُعنى بالأمومة والطفولة، والمرأة، وقضايا العنف..... أن تخرج عن صمتها؟! على الأقل لتبرر فائدة وجودها لاسيما في مثل هذا المواقف الصعبة.

 

 


وأـما آن لنا أن نرقى بردة فعلنا إزاء هكذا جرائم بترك الولولة والندب، ونسيان ما حدث، إلى أن نُصدم بجريمة جديدة، ونعود إلى ديدنا من ردة الفعل إياها؟! وعلينا بدلا من ذلك أن نبدأ بالبحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه الجرائم، ومن ثَمَّ العمل على إيجاد الحلول الناجعة لها، ويمكننا في هذا كله أن نفيد من خبرات الآخرين باعتبار الجريمة منتشرة في كل المجتمعات الإنسانية، ويمكن أن يتعرض لها أي شخص يعيش في هذه الدنيا سواء أكان ظالما أم مظلوما.

 


وأما آن للحكومة أن تقوم يإيلاء مؤسسات الأسرة العناية الكافية لتُخرج كثيرا منها من إطار العمل المكتبي، والتنظير غير المجدي، والاحتفالات والمؤتمرات الاستعراضية... إلى إطار العمل الميداني، وتكليف الجهات المختلفة كل حسب اختصاصها بوضع خطة عمل واضحة للبحث عن أسباب العنف في المجتمع لاسيما الأسري منه، ومن ثمّ البحث عن آليات التخفيف منها أو على الأقل منع تفاقمه.

تابعوا هوا الأردن على