جراح المسلمين ومصالح المستعمرين
الدماء العربية والإسلامية تجري أنهارا في كل بقاع الأرض, والمتشدقون بحقوق الإنسان لا يحركون ساكنا ولا تنطق ألسنتهم بكلمة تستنكر ما يصنع بهذه الشعوب لأنهم وببساطة أصحاب مصالح لا أصحاب مبادئ ,ولا شك أن الدنيا تقوم ولا تقعد عندما يتعلق الأمر بما يعنيهم وبما يهدد مصالحهم .
فقتل المسلمين في فلسطين, ومصادرة الأراضي, ومحاولة هدم المسجد الأقصى, وانتهاك الأعراض ليست جرائم ,وليست إرهابا, وليست تطرفا من وجهة نظرهم ! ولا تستحق الشجب والاستنكار من هيئات ومؤسسات دول الاستكبار في الأرض !!!
وقتل مئات الألوف من الأبرياء, في سوريا وتشريد الملايين في أصقاع الدنيا وما زال الدم أنهارا يجري أمور ليس لها علاقة بحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية!!! كذلك فإن هتك الأعراض وتقطيع الأشلاء لا يحرك مشاعر الظالمين لأنه وببساطة تنظر قوى الطغيان للأمور نظرة مصالح ومقدار المردود النفعي الذي يخدم مصالحها.
وفي العراق تراق الدماء البريئة ملوثة بنار الفتن الطائفية المقيتة,والعالم ينظر إلى ذلك ببرودة قاتلة, فعمَ الخراب والدمار في أرض لطالما أنجبت العلماء وشكلت سدا منيعا أمام الأعداء, وأوقف شعبها البطل المدّ الشيعي سنين عديدة عوقب بسببها العراق بكافة شرائحه ودفع الشعب ثمنا غاليا , وليس للمستعمر إلا همُّ واحد وهو تأمين مصادر الطاقة لخدمة مصالحه.
وفي ليبيا سقطت الدولة وأصبحت فاشلة بتآمر القوى الكبرى وبالتعاون مع العملاء من الداخل ليقضى على كل أمل وفكرة من شأنها تغيير واقع الأمة المليء بالجهل والتخلف, فأين المتشدقون بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحرية الشعوب ,ولماذا لا تتدخل قوى الاستكبار لإيقاف نزيف الدم ؟
واليمن الذي كان سعيدا حتى عكَر صفوه المجوس بالتعاون مع أصحاب المصالح فبيعت البلاد وسقطت فريسة لكل طامع, ونال الفرس من العرب والمسلمين ما كان عصيا عليهم ردحا طويلا من الزمن , ففي صنعاء الحكمة والإيمان يقام الآن لطّم وسب, وتحريف لعقائد المسلمين ,وحدَث دون حرج عن الكثير من الجراح والمصائب, والطغاة يضعون تحت أقدامهم كل القيم التي يتشدقون بها فلا يهمهم أبدا إلا مصالحهم,فهم يرقصون طربا على جراحاتنا وجثث الأبرياء .
وفي المقابل نرى الاستنكار والشجب والتحالف ضد أي خطر يهدد مصالحهم ويجيشون الجيوش التي لم تجتمع كهذا الجمع إلا في الحرب العالمية الأولى, والثانية ويطلق العنان للطائرات العمياء فتفتك,وتقتل, وتحرق الأخضر واليابس دون رحمة,وصدق الشاعر حين قال قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر!!!
والحقيقة أن قوى الاستكبار لا تحترم إلا القوي ,فتفرقنا وتشرذمنا وبعدنا عن طريق الله تعالى وتفريطنا بامتلاك أسباب القوة جعل منا فريسة لأطماعهم ولن يتغير حال هذه الأمة إلا بالعودة الصادقة إلى الله والتمسك بحبله المتين حيث نصرها الله في مواطن عدة وهم قلة في العدد والعدة ولكنهم كانوا مع الله وتنازلوا عن الأنا لصالح الكل فكان لهم من الله النصر والعون وصدق الله العظيم حيث يقول ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم أي قوتكم .
اللهم احفظ ديار المسلمين وأعراضهم وأموالهم من كل طامع .