من يسحب مفتاح الديوان الملكي
كنا في السابق وعندما نلعب لعبة الحاكم والجلاد نكتب على اربع اوراق منفصله الجلاد والحاكم واللص والمفتش وبعدها يسحب كل منا ورقة لتبدأ اللعبه ولعبة تعيين الوزراء والمناصب العليا قد تكون شبيهه الى حد كبير بتلك اللعبه فقد تكون حاكما اليوم ولصا في الجولة الثانية و تنقلب الى جلاد في اليوم التالي وقد لا تكون مفتشا ابداً وهذا يعتمد على الحظ.
فقد بات لكل وزارة مفتاح بما في ذلك المناصب العليا ومقام رئيس الديوان الملكي ايضاً حيث توضع مفاتيح بعض هذه المواقع على طاولة في غرفة ويصار بعد ذلك لأدخال عدد من الاشخاص اللذين اعتادوا على المشاركة في لعبة المناصب حيث يقوم كل واحد منهم بسحب مفتاح بشكل عشوائي وبعد ذلك يستدل الى المكان الذي سيشغره فقد يكون وزيراً للأوقاف او وزيراً للدفاع او وزيراً للمالية او رئيساً للديوان الملكي ويعتمد ذلك على الحظ والعلاقة الخفية التي عادة ما تقدم المساعدة اثناء عملية سحب المفاتيح .
وللأنصاف يوجد هنالك مواقع لا يستطيع بعض الاشخاص من المنافسه عليها لوجود مواصفات خاصة لها فمن غير المعقول لشخص لا يوجد لديه خبرات عسكرية و امنية و ادارية ان يكون قائداً للجيش او مديراً للمخابرات ولكن من الممكن لنفس الشخص ان يكون رئيساً للديوان او رئيساً للوزراء او عين او نائب ونحن نتابع بين الحين والاخر كيف تجري تلك التعينات.
واصبح واضحا لنا سلفاً من سيسحب مفتاح الديوان الملكي ومن سيكون مديرا لمكتب جلالة الملك حتى قبل اجراء عملية السحب لان هنالك خصوصية لهذه المواقع فلا يستطيع اياً من ابناء الشعب الاردني المنافسه على تلك المواقع الحساسة لا لشيء الا لانهم لا ينتمون لتلك الشبكة المهم في الموضوع ان اي امتحان قد يحدث فيه غش لذلك يجب علينا ان لا نستغرب ما يجري من تغشيش اثناء اختيار تلك المناصب الوطنية والتي كانت سبباً في انحدار الاقتصاد و ارتفاع البطالة والمديونية وبيع مقدرات الدولة وتدني مستوى المعيشه للمواطن الاردني وكل ذلك ما زال يحدث بسب المؤسسية المحكومة بقواعد لعبة من اعداد واخراج اولئك المشاركين فيها وتصفيق وترحيب من الجمهور الاردني والذي يستعد عقب كل تعينات لتقديم التهاني بالصحف والزيارات و الوسائل الاخرى لذلك من المتوقع استمرار ذلك النهج طالما بقيت تلك اللعبة وبقي الجمهور على هذا الحال.
سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويجنبنا شرور اولئك اللاعبين اللذين يلعبون بمقدرات الوطن والمواطن انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين