العِلم .. وطلاب الجامعات
صَدقوني عندما تَخرج صَباحاً ويقع نَظرك على { طُلاب الجامعة } ( ! ) .. يأتيك شعورٍ أن تَفرك العين وتُرجع البصر مرة أخرى هل ترى من فطور ( ! ) .. كنت أظن أن يرجع لي البصر خاسئاً ويُسكتني ويقول لي : ( ليس فيهم فطور !! ... هؤلاء طُلاب علم ) .. ( ؟ ) ..
وفي الحقيقة أن كل ما تراه ( فطور ) .. تُشاهد طالب الجامعة يتهندم بذاك اللباس الغربي { بنطال ساحل } والشعر كأنه نبات { البِلان } ذاك النبات الشوكي الذي يخرج في المناطق الجبلية ... وفي يديه { جوال الجلاكسي وبُكيت دُخان وينستون } ـ مظاهر لتغطية النقص ـ ومعه كِتاباً صَّوره من أحدى المكتبات الجامعية و لو فتَّشته وتصفحته لن تجد سوى { I LOVE YOU} يَقصد بها { العِلم } ( !! ) ..
وأما الطالبة ، فإن شئت فقل { صالون مكياج مُتنقل } زينت نفسها للعِلم ، لأن الزينة للعلم واجب في شرع هؤلاء ( ! ) ..
صدقاً لم تعد الجامعة معهداً علمياً ، فالشهادة الجامعية فقط هي لـ { للعمل } .. هل تظن جامعاتنا تُخرج لنا كـ { بنت الشاطئ } ؟! كلا .. أو تظن أنها ستخرج لنا كـ { محمود شاكر } ( ! ) .. بل واقعها تُخرج لنا { الغراميات السامجة } .. تجد الشاب قد صَّرف عليه والديه الأموال وفي التخرج يخرج بنتيجة يخجل منها الغِلمان ..
ونحنُ لا نُعمم كلامنا ، فهناك فئة قليلة ذهبت لتتعلم ...
قديماً حين كان الشاب يدخل الجامعة ، تجده على هيئة طالب ـ فالشكل يوحي للناظر حقيقة الشخص ـ وعند عودته من الجامعة تجده يستلم { الأغنام } ويرعى بها في تلك التلال الفسيحة ومعه كتاباً يقرأهُ ..
لم تعد الجامعات كما كانت قديماً ، وأذكر أن الأستاذ الأديب { ناصر الدين الأسد } قال لي مرة : ( أتمنى أن اُدَّرِسَ في المساجد والبيوت وأُعطي الدروس اللغوية فيها كعادة العلماء ، ليس في الجامعات والكُليات ) .
قلت : لأن هذه الدروس يجتمع لها طُلاب العلم وينتشر خيرها ، أما الجامعات فيشهدها من لا يهمه العلم إنما يهمه الشهادة فقط للعمل ..
وختاما أذكر قول المؤرخ العمراني حين سئل : ( هل تخرجت من جامعة ؟! ) . فرد عليه المؤرخ العمراني : ( أنا خريج جامع ؛ وليس الذكر كالأنثى ) ..
صدقاً شتان ما بين من تخرج من الدروس التي تُقام في { الجامع } وبين { الجامعة } .. فليس الذكر كالأنثى .