شفافية الماء بين الكيمياء والسياسة
اعجبني الموضوع الذي يتعلق بالشفافيه باعتباره احد منهجيات الحكم الرشيد و مقومات العدالة والمساواه , واحد عناصر النزاهة , و مدخلات الحرية وقاعدة الاصلاح البنائي الذي نهرول اليه ونلهث باتجاهه علنا وعلنا وعلنا ندنوا سياجه . فكما نقابل الدنيا حين ولادتنا بالماء نودع حياتنا بشهادة تطهيرنا بالماء فسبحان الذي خلق الحياة من الممات وسبحان الذي خلق الممات من الحياه وسبحان الذي جعل من المياه شاهد الحق في الممات وفي الحياه
الشفافية في المياه وبمعناها الكيماوي , رموز نجهد من اجل ان نطابق مفاهيم عناصرها ومضامينها ومعانيها بصيغة المعنى السياسي , فبينما نسعى لان يكون الماء لا لون له ولا طعم ولا رائحه نسعى ان تكون منهجيتنا وسياستنا ومشارعنا وتوجهاتنا شفافه كالماء لا شوائب بها تعكرها ولا ايادي سوداء تلوثها ولا تدخلات تفسدها
الماء الشفاف هو الماء الذي قبل التحديات وتجاوز الصعوبات رغم الشح والقلة . فما زال يسعى لان يكون رفيقا صديقا للناس يسمع لهم ويلبي حاجتهم قدر الاستطاعة ويبني علاقات الثقة والتقارب , ويعمل على توسيع هذه القاعدة بهدف الوصول الى راي الاغلبية وتطلعات الاكثريه لتكون دليلهم ومرشدهم نحو الطريق السليم, فالماء هو الحياة وحيث وجد الماء وجدت الحياه , فكما اقيمت الحضارات على ضفاف الانهر كحضارات ما بين النهرين والنيل كالاشوريين والكنعانيين والبابليين والسامرائيين اندثرت حضارة اليمن بسبب خراب سد مأرب وحضارة الانباط بسبب قطع المياه عنها.
الماء الفاسد هو الماء غير الشفاف وهو الذي لا يشرب(بضم الياء) ولا يستهلك فهو بالتالي مضر بالصحة ومسيء للبيئة ومدمر للمجتمع بالضبط كما هو الحال بالشخصيات التي تضهر بغير ما تضمر وتتجمل بغير ما تكمر , فتسيء وتحطم , وتظلم وتهمر , غايتها نفسها متجاهلة انها غير صالحة ولا تصلح لسقيا البشر . نريد الماء شفافا , كما جاء من خالقة بلغة المطر. , نريد ان نعيش لا ان ننظر ونتحسر , ونجحر فتتفجر ," نريد الماء الذي تعرفون الذي انزله الله من المزن فكان المنزل الممنون " .
اعاصير وهجرات بشرية سحقت ما خططنا له ورسمنا , ونسفت ما بنينا ودككنا فيه قواعدنا ب منظورنا القادم , وهيئنا انفسنا لان نكفي الوطن بالوطن . فما اكثر القمح والخبز والزيتون وما اعذب مياهك يا زيزون , , قتلوه وصلبوه وبالابار من حوله خنقوه وبالسدود اثقلوه فكنت يا يرموك جريحا اليما , تأن ولا تعن , تصرخ والبسمة في شدقيك للحق تناجي وتنادي هلم الي , هلم الي ؟
آه ايها الشامخ بين نصفي جسدي ماتت كل الينابيع وبقيت تغني وتصدح بعطر الزمان , غنت لك الجداول وصفقت لك العصافير وتخلدت بالمسيح . شطحت لك اصوات القوارير فيروز ما زالت تنادي يا نهر الاردن اغني , يا مجد التاريخ وسيرة نبينا عيسى والحواريين ,واسفار الطهارة المنقذين ., آه يا شرف طبريا , ويا خدرها الذي تعود الماء الزلال ؟ ذهبت ايام الجلال , والكبرياء ينتظر الزؤام , فصلي يا شرف العظام ان لنا في نهرنا حق لا يضام .
طارت اهاديل المنايا وناجتها زهور السرايا فعلى ضفتيك يا اردن صرخت قرابين الضحايا , وتفجرت من حولها مشاريع الوصايا , فكان واديك يا اردن خير جنة , للارض والبشر في دنيا الزوال وما زلت رغم القساوة شيخ نبع تشرب ماءه الزرع والضرع وابناء السلام .
لقد جعل ربنا الحياة بالماء , لكن العبث بها او الاساءة اليها , افساد ما بعده افساد , افساد الحياه والطعن بالكون , وهو نوع من الكفر بنعم الله التي منها الخالق علينا , والعابث بها , يعني عبث بحق الاخرين وهو مخالف لشرع الله , فكيف تكون الماء الطهور ماء افسدتها السرقات , والتطاول على اعماق الارض وعلى الخطوط و المسطحات ,, فحياك يا مصادر الحياه , يا معجزة الخالق ويا منة الله . ؟ حتى انت لم تسلمي من عبدة المال اعداء الحياه , فاشهدي يا خواتم الفيضان في الموجب والوحدة وطلال , والعرب وشعيب والتنور والوالة و يا منعة الكرامة , كم نحن مشتاقون لزخات المطر وحبات البرد , وقرارات الصرامة ؟ لتزهو البلاد وينتعش العباد , ونرسم على محيا هذا الوطن الاخضر فتقر به عيوننا وتطئن له انفسنا .
ففي الوطن قصة عشق ومواعيد عناق الارض والمياه عناق الماء والحياه , انها ارادة الباري في علاه اخراج الميت من الحي ., فيا روابينا , وياهضاب عجلون والكرك ويا معشر الديسى والحسا ووادي عربه , لا زال سيدنا محمد يقول , الخير في وفي امتي الى يوم الدين , وما زالت ارضي الخير والبركة تؤطر بدورها مملكة الامة ,التي لم تكن يوما لذاتها , ولم تستطع في يوم من الايام ان تخلع ثوبها, وترتدي ما قبله غيرها؟ فنحن للامة مثلما نعتقد ان الامة معنا ؟
الماء الشفاف هو الذي نسعى اليه في القلوب والعقول والممارسات وهو نفسه المطلوب بالعمل والعطاء.
الشفافيه لا تعني هلامية الشكل والمنطق والنتيجة بل نقاوتها وحصافتها كالماء الذي يفيد ولا يقيد ينفع ولا يضر . فالعنوان هو النتيجة . انه الماء. الماء الذي نزرع به فنحصد , ونصنع به فنلبس ونتطور , , والماء هو الذي نتطهر به فنكون انقياء قلوبنا مشرهبة وشآبيب الخير مفتاح رحمتها , فتستقر العقول وتطمئن القلوب فيبات الفرد على طراحته وبراحته اصابع الشهادة نشرعها للصلاة. نعم انها شفافية المياه التي لا تسودها مفسدة او مظلمة او عنصرة , فتنعش النفس وتزكيها ومن الامراض تحميها . فهل بالامكان ان نصل بالشفافية الى مبتغاها . ؟