آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

الراحلون

{title}
هوا الأردن - مؤمن حسن مقدادي

يمضون كما تغادر الطيور المهاجرة التي لاتعود .. كما ترحل شمس الغروب مصفرة بعد أن أضاءت حياتنا  ..و لكن الشمس تعاود الشروق وهم لايعودون ..  يرحلون وتظل ذكراهم تعبق في مخيلتنا أياما .. أسابيع .. شهوراً .. سنينا .. ونظل نسكب دموعنا زيتا في قناديل الذكرى كي لاتنطفئ ويخبو نورها ...وكلما هبت رائحتهم  يمر شريط العمر برفقتهم مفرحا موجعا  لم يتبقى منه سوى  أسماء وبعض الحكايات .. واستمطار للرحمات ....

 



يمضون  .. يتساقطون كأوراق شجر ذات خريف .. تصفرّ الورقة .. تصير بلون الغياب والتراب  .. تذبل .. ثم تهوي .. لتذكر الأوراق الأخرى أنها سائرة إلى هذا المصير .. ترى هل تبكي الأوراق؟ نعم انها تئن  ولكنها تلتفت الى برعم صغير ينمو جانبها فتعطيه أجمل أيام عمرها .. رغم أنها تعلم أنها ستسقط عندما يكمل هذا البرعم تفتحه

 



لكم  تبكي الشجرة الأوراق التي سقطت؟ وكم من غابة امتلأت أنهارا من دموع الفقد الموجعة... تسكن  العصافير عندما تسقط ورقة.. تتألم حينما  تتعرى الشجرة في الشتاء لأنها فقدت حضنا كان يلمها . .. لكنها لا تتوقف عن التغريد لأن ورقة شجر سقطت ...

 


وما يبعث الحزن المضاعف الممزوج بحرقة هي أن تسقط الورقة خضراء ذات ربيع و قد انتزعها من حضن أمها عاصفة هوجاء، أو طويت حياتها بيد عابث .. او وطئتها قدم  القدر   .. تسقط يانعة خضراء لم تعرف الذبول .. لكنها تسقط .. تاركة وراءها الفراغ الذي لايشغل ونزيف الوجع الذي لايتوقف

 


 يغادرون بلا عودة  .. رحلة باتجاه واحد ولمرة واحدة .. وكأنهم  يرتاحون من عناء هذه الدنيا وظلمتها تماما كما يخرج الوليد من رحم امه المظلم الى حياة أكثر رحابة ونورا.... هل هو من رحل أم من بقي؟  انهم يعرفون إلى أين يذهبون .. وكانوا يعرفون أنهم راحلون .. فهل أعدوا لهذه الرحلة زادها؟ وهل تركوا ورائهم أياما وذكرى لتقول أنهم  كانوا هنا؟ هل يسعدهم أن يتذكرهم الراحلون بعدهم أم يشقيهم هذا؟ هل يطربون لصوت العويل والنحيب ؟وهل يوقظ النشيج في وجدانهم لوعات؟... وتظل الارض  وحدها الأرض تحتضن  كل الأوراق التي نزفتها الأشجار .. تحتضنها بحب ربما فاق حب أمها الشجرة .. تضمها.. تحتضنها  .. تجمعها مع أخوات سبقنها، وأخريات سيلحقن بها .. تعطيهن الدفء .. ومن دفئهن تولد حياة جديدة.

 


هي الأرض أمّنا الحنون .. خرجنا من رحمها ، واليها سنعود ذات يوم ، .كلهم يرحلون   ....وتبقى الأرض ..  سنغادر وتبقى الشمس التي تنير .. يبقى القمر المضيء والنجوم اللامعة كأعين عشاق  .. تبقى ارادة الله المطلقة التي ليس كمثلها شيء .. تبقى الإرادة التي تنظم كل شيء، وتحسب كل شيء .. تأخذ كل شيء وتعطي كل شيء .. تسأل ولا يحق لأحد أن يسألها .. هي قبل كل شيء .. وبعد كل شيء .. كل شيء .. .
يمضون ، ويقف الراحلون غدا بصمت الخاشعين في  حضرة من سبقوهم ؟ أما كنتم تعرفون أنهم مهاجرون وأنكم راحلون ؟ قد يكون أزف الرحيل قبل أوانه  وقد تتشبث الورقة بأمها الشجرة، ولكنها ستذبل او تقطف .. وتسقط في النهاية  .. الأوراق كلها تعرف طعم هذا الالم ، ومع ذلك يظل الوجع جليسا حاضرا في حضرة الغياب ..ويظل الامل مولودا في برعم  يخلفها وترعاه حتى يشتد عوده ..ثم تغمض عينيها مستسلمة...


أيها المارون بين بين فواصل الذكرى ..ويا أبطال حكايات جميلة كانت برفقتكم... لن نجرؤ على نسيانكم ..ستظلون الغائبين الحاضرين ..كل ما على هذه الارض يعلقنا بكم أكثر وأكثر...لكن هذه الحياة قصيرة على أن اكمال الحكاية ...سنلتقي بكم في حياة لاتنتهي ولانتعب فيها ولانشقى بالفراق ..هناك حيث سنكمل كتابة فصول العمر الذي خطفته يد المنون ...وحتى نلقاكم  نقول : ...الى لقاء...بأمان الله ...

تابعوا هوا الأردن على