آخر الأخبار
ticker الأردن والولايات المتحدة يعلنان مشاركة الأردن في برنامج الدخول العالمي ticker عمان الأهلية تشارك بمؤتمر الجمعية الأمريكية للنطق واللغة والسمع ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن

الراحلون

{title}
هوا الأردن - مؤمن حسن مقدادي

يمضون كما تغادر الطيور المهاجرة التي لاتعود .. كما ترحل شمس الغروب مصفرة بعد أن أضاءت حياتنا  ..و لكن الشمس تعاود الشروق وهم لايعودون ..  يرحلون وتظل ذكراهم تعبق في مخيلتنا أياما .. أسابيع .. شهوراً .. سنينا .. ونظل نسكب دموعنا زيتا في قناديل الذكرى كي لاتنطفئ ويخبو نورها ...وكلما هبت رائحتهم  يمر شريط العمر برفقتهم مفرحا موجعا  لم يتبقى منه سوى  أسماء وبعض الحكايات .. واستمطار للرحمات ....

 



يمضون  .. يتساقطون كأوراق شجر ذات خريف .. تصفرّ الورقة .. تصير بلون الغياب والتراب  .. تذبل .. ثم تهوي .. لتذكر الأوراق الأخرى أنها سائرة إلى هذا المصير .. ترى هل تبكي الأوراق؟ نعم انها تئن  ولكنها تلتفت الى برعم صغير ينمو جانبها فتعطيه أجمل أيام عمرها .. رغم أنها تعلم أنها ستسقط عندما يكمل هذا البرعم تفتحه

 



لكم  تبكي الشجرة الأوراق التي سقطت؟ وكم من غابة امتلأت أنهارا من دموع الفقد الموجعة... تسكن  العصافير عندما تسقط ورقة.. تتألم حينما  تتعرى الشجرة في الشتاء لأنها فقدت حضنا كان يلمها . .. لكنها لا تتوقف عن التغريد لأن ورقة شجر سقطت ...

 


وما يبعث الحزن المضاعف الممزوج بحرقة هي أن تسقط الورقة خضراء ذات ربيع و قد انتزعها من حضن أمها عاصفة هوجاء، أو طويت حياتها بيد عابث .. او وطئتها قدم  القدر   .. تسقط يانعة خضراء لم تعرف الذبول .. لكنها تسقط .. تاركة وراءها الفراغ الذي لايشغل ونزيف الوجع الذي لايتوقف

 


 يغادرون بلا عودة  .. رحلة باتجاه واحد ولمرة واحدة .. وكأنهم  يرتاحون من عناء هذه الدنيا وظلمتها تماما كما يخرج الوليد من رحم امه المظلم الى حياة أكثر رحابة ونورا.... هل هو من رحل أم من بقي؟  انهم يعرفون إلى أين يذهبون .. وكانوا يعرفون أنهم راحلون .. فهل أعدوا لهذه الرحلة زادها؟ وهل تركوا ورائهم أياما وذكرى لتقول أنهم  كانوا هنا؟ هل يسعدهم أن يتذكرهم الراحلون بعدهم أم يشقيهم هذا؟ هل يطربون لصوت العويل والنحيب ؟وهل يوقظ النشيج في وجدانهم لوعات؟... وتظل الارض  وحدها الأرض تحتضن  كل الأوراق التي نزفتها الأشجار .. تحتضنها بحب ربما فاق حب أمها الشجرة .. تضمها.. تحتضنها  .. تجمعها مع أخوات سبقنها، وأخريات سيلحقن بها .. تعطيهن الدفء .. ومن دفئهن تولد حياة جديدة.

 


هي الأرض أمّنا الحنون .. خرجنا من رحمها ، واليها سنعود ذات يوم ، .كلهم يرحلون   ....وتبقى الأرض ..  سنغادر وتبقى الشمس التي تنير .. يبقى القمر المضيء والنجوم اللامعة كأعين عشاق  .. تبقى ارادة الله المطلقة التي ليس كمثلها شيء .. تبقى الإرادة التي تنظم كل شيء، وتحسب كل شيء .. تأخذ كل شيء وتعطي كل شيء .. تسأل ولا يحق لأحد أن يسألها .. هي قبل كل شيء .. وبعد كل شيء .. كل شيء .. .
يمضون ، ويقف الراحلون غدا بصمت الخاشعين في  حضرة من سبقوهم ؟ أما كنتم تعرفون أنهم مهاجرون وأنكم راحلون ؟ قد يكون أزف الرحيل قبل أوانه  وقد تتشبث الورقة بأمها الشجرة، ولكنها ستذبل او تقطف .. وتسقط في النهاية  .. الأوراق كلها تعرف طعم هذا الالم ، ومع ذلك يظل الوجع جليسا حاضرا في حضرة الغياب ..ويظل الامل مولودا في برعم  يخلفها وترعاه حتى يشتد عوده ..ثم تغمض عينيها مستسلمة...


أيها المارون بين بين فواصل الذكرى ..ويا أبطال حكايات جميلة كانت برفقتكم... لن نجرؤ على نسيانكم ..ستظلون الغائبين الحاضرين ..كل ما على هذه الارض يعلقنا بكم أكثر وأكثر...لكن هذه الحياة قصيرة على أن اكمال الحكاية ...سنلتقي بكم في حياة لاتنتهي ولانتعب فيها ولانشقى بالفراق ..هناك حيث سنكمل كتابة فصول العمر الذي خطفته يد المنون ...وحتى نلقاكم  نقول : ...الى لقاء...بأمان الله ...

تابعوا هوا الأردن على