أبناء البادية الشمالية والحقوق المهدورة
شهدت الاردن في الأونة الاخيرة تغيراً ملموسا وملحوظا على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية جراء الاحداث الاخيرة في المنطقة العربية.
ولعل الثورة السورية من أهم الاحداث المباشره التي أثرت على منطقتنا, فبعد لجوء أشقاءنا السوريين الى الاردن و اختيار منطقة الزعتري عام 2012 لتكون ملاذا للاجئين السوريين
كان لابد من انشاء العديد من المنظمات العالمية وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الأغاثية الأمر الذي ادى لزاما الى توفير العديد من الشواغر الوظيفية لشباب وشابات المنطقة بشكل خاص واللذين يعانون من مستويات بطالة مرتفعة حسب أخر احصائيات .
الا أن تلك التوقعات لم تكن كما خُطط لها فقد لاحظنا في الأونة الاخيرة عزوف الكثير من المنظمات العالمية عن تشغيل أبناء مناطق البادية الشمالية - ومن ضمنها ابناء منطقة الزعتري – ويعتذر هؤلاء على أن القوانين وأسس اختيار العامليين في هذه المنظمات تعتمد على أسس ومعايير خاصة كخلفية ثقافية وخبرات في العمل الميداني والاحصائي ومهارات استخدام الحاسوب واتقان اللغة الانجليزية .
ولعل هذا الامر يقودنا الى أمر أعم من ذلك وأشمل الا وهي مشكلة التعليم في هذه المناطق التي تعد من اقل المناطق حظا في المملكة .
أن مناطق البادية الشمالية تعد من اكثر مناطق المملكة ظلما حيث ينقصها الكثير من الاساسيات التعليمية والمتابعة والذي بدوره ينتج لنا اجيالا ينقصها الكثير من العلم والتجارب والخبرات مقارنة بابناء المحافظات الاخرى .
كما أن متابعة مثل هذه المدارس وخاصة النائية منها من شأنه زياده المستوى التعليمي لدى الطلبة وتحفيز المعلميين على استخدام اساليب تعليمية حديثة ومختلفة .
علاوة على ذلك , فان من أكثر الامور سلبا على المستوى الدراسي للطلبة هي مشكلة الترفيع التلقائي للطلبة ذوي المستوى المتدني , فان لهذه العملية الاثر الاكبر على تأخر الطالب عن أقرانه وتدني مستواه الدراسي أكثر فأكثر .
ومن هنا كان لزاما علينا ان نطالب بحقوق هؤلاء الطلاب الذين سيصنعون لنا حاضرا ومستقبلا لنعيد للوطن هيبته وللانسان حقه في أن يكون جزءاً من غدِ مشرق .