الطاقة النووية السلمية
قبل ايام تشرفت أنا ومجموعة من الزملاء الصحفيين الذين يعملون في مختلف وسائل الاعلام – الصحافة المكتوبة والمرئية والمواقع الالكترونية بزيارة إلى النمسا وبدعوة كريمة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر التنسيق مع هيئة الطاقة الذرية الأردنية .
الزيارة وجلسات العمل كانت مكثفة حيث ركزت الدورة على محورية الدور الكبير الذي تقوم به الوكالة الدولية في مراقبة وسلمية المفاعلات النووية في دول العالم كجزء رئيس من عملها الواسع الذي يمتد إلى مجالات ارحب من ذلك .
وتأتي هذه الزيارة في اطار الرغبة الأردنية في اطلاع الصحفيين والرأي العام الأردني حول اقامة مفاعلين نوويين سلميين للغايات الطبية والبحث العلمي اضافة إلى مواجهة المعضلة الكبيرة وهي الطاقة الكهربائية وفاتورة المحروقات التي تستنزف الان تقريبا اربعة مليارات دينار اردني وقد تتطور في الاعوام المقبلة إلى أن تلتهم كامل الموازنة .
ومن هنا جاءت الرغبة الأردنية في اقامة المفاعل النووي بإطار المصلحة العامة والجدية والحتمية وليس من باب الترف كإقامة منتجعات سياحية أو نوادي ليلية.
كما أن الرغبة الأردنية تأتي في ظل تعقيدات المشهد الاقليمي الذي ادى إلى دمار بعض الدول وانهيار انظمتها السياسية مما رتب على الأردن اعباء اضافية كبيرة وخاصة انقطاع الغاز المصري وتوقف المنحة النفطية شبة المجانية ابان عهد الراحل صدام حسين والمعارضة الاسرائيلية لثني الأردن عن اقامة المشاريع من خلال التأثير على واشنطن لوأد المشروع وبقاء الأردن رهبن سياسة الاستجداء والاعتماد على الاخرين .
أما بالنسبة لمناهضي المشروع النووي الأردني فان رأيهم مهم وهذا يتطلب المزيد من الحوارات والنقاشات العلمية التي تفضي في النهاية إلى تغليب المصلحة الوطنية على سياسة المناكفات شريطة أن تقدم الحكومة كل الخيارات ووسائل الامان والسلامة العامة وعوائد انشاء المفاعل النووي على الاقتصاد الوطني .
فالعالم ماض في اقامة المفاعلات النووية السلمية حيث من المتوقع أن يشهد مطلع العام ألفين وعشرين انشاء العشرات من المفاعلات في ظل الدراسات التي تشير إلى شح سلعة النفط والكلفة العالية للطاقة البديلة أو النظيفة .
وانتشرت المحطات النووية لتوليد الطاقة في العالم حتى وصل عددها مع مطلع عام 2009 إلى قرابة( 442) محطة بأحجام مختلفة منتشرة في ( 44) دولة توفر قرابة 16) % ) من مصادر الطاقة الكهربائية في العالم .
وتعد فرنسا من اكبر دول العالم على الإطلاق من حيث الاعتماد على الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء بمعدل 79) % ) من حاجتها.
ومن بين الدول البارزة في استخدام الطاقة لتوليد الكهرباء بلجيكا حيث تفي بحوالي 56) % ) من حاجتها ، وروسيا البيضاء 49) %) والسويد 47) %) وكوريا الجنوبية 45) %) بينما توفر حوالي 20) % ) من حاجة كل من الولايات المتحدة وبريطانيا .