بشائر اندلاع الانتفاضة الشعبية
بشائر اندلاع الانتفاضة الشعبية في ذمة الله والتاريخ ايها الرفاق الابطال غسان واعدي ابوالجمل اولئك لقد رفعتم رأس والدكم وأمتكم والنصر سيكون حليف مقاومة الشعب الفلسطيني ان الرجال هم الذين يصنعون التاريخ ، وحركة الشعوب هي قاطرة التاريخ والقادة والزعماء والأبطال والشهداء هم رموز الامة وشغاف قلبها وشعلتها التي تنير لها دروب الانتصار .
يبدو أن بشائر اندلاع الانتفاضة الشعبية الثالثة في القدس بعد عملية فدائية أسفرت عن مقتل وإصابة مجموعة من المستوطنين الصهاينة غرب مدينة القدس المحتلة. وفي ظل هذه الأجواء لم يعد أمام الشعب الفلسطيني إلا خيار وحيد هو بدء الانتفاضة الثالثة كخيار لمقاومة الاحتلال والانتهاكات الصهيونية ، لذا فقد بات الخيار وهو الانتفاضة هو الخيار الأمثل ، حيث أن الانتفاضة الشعبية لا يستطيع الصهاينة الوقوف في وجهها ، ولن تغني عنهم قدراتهم العسكرية وترساناتهم من الأسلحة شيئًا ، وقد لمسنا ذلك من خلال عمليات الدهس والاغتيالات التي قام بها المقدسيين في الآونة الأخيرة ، حيث فشل الجيش الصهيوني في صد الهجمات الفردية التي نفذها المقدسيين. الاحتلال الصهيوني عندما يظن أن الشعب الفلسطيني قد أُعدم وسائل المقاومة والنضال ، وأنه بات عاجزاً عن اجتراح وسائل جديدة وطرقاً مختلفة ليواجه صلف الاحتلال ، ويتحدى اجراءاته ، ويتصدى لسياساته ، وينتصر على التحديات التي يضعها ، والصعاب التي يفرضها. بعد أن تابعت مختلف وسائل الإعلام الفلسطينية و تصريحات و لقاءات مسئولي الفصائل الصحفية المختلفة حول عملية القدس , و كالعادة ذهب البعض منهم للحديث عن التنسيق ألأمني و 'المفاوضات ألعبثية , و كأن 'التنسيق ألأمني يمنع كل أشكال المواجهة مع العدو ! , و كأن كل مناضل و مجاهدي الفصائل المختلفة يقبعون في سجون السلطة الفلسطينية ! , و كأنهم لا يعلمون أن السلطة الفلسطينية تسيطر على ما لا يزيد عن 16% من أراضي الضفة الغربية و أن هذه النسبة تقلصت فعليا بعد الانتفاضة الثانية 'انتفاضة ألأقصى حيث تعمد الكيان الصهيوني تدمير الأجهزة الأمنية الفلسطينية و مقارها في الضفة و غزة .
أنا شخصيا أتحفظ على التنسيق ألأمني و ضد التهدئة مع العدو الصهيوني وأقف بقوة مع التأزيم السياسي و الميداني بكل أشكاله مع العدو الواحد , لا أكتب هذه الكلمات للدفاع عن السلطة أو القيادة أو للتهجم على المنتقدين لهذه السياسة أو على المقتنعين بها , و لكن كتبتها بعد أن استفزني مذيع فضائية فلسطين اليوم الناطقة باسم حركة الجهاد الإسلامي و مذيع فضائية الأقصى المتحدثة باسم حركة حماس , حيث أجمع الاثنين على أن السلطة الفلسطينية و الرئيس عباس أعوان للإحلال !!
و المثير أن مذيع فلسطين اليوم الذي استمعت له مطولا - بعد أن فقدت القدرة على الاستمرار بمتابعة فضائية الأقصى الموغلة في التشويه و التخوين و الفتنة و خدمة الانقسام - و بعد أن ردد أسطوانة المفاوضات العبثية ويد السلطة الثقيلة على ألمقاومة و كرس جهده الأكبر لنقل الفكرة الرئيسية للنقاش من مناقشة العدوان الصهيوني لمناقشة دور السلطة و الرئاسة فيما يدور , و سأل القيادي في حركة الجهاد نعيم خضر عن آخر أخبار المفاوضات الغير مباشرة مع العدو الصهيوني و هل سيتم إضافة شروط جديدة على القديمة فيما يخص القدس و الضفة ؟!! , فرد عليه القيادي خضر بأن الشعب الفلسطيني لا يأخذ الإذن من أحد ليقاوم , و أن المفاوضات الغير مباشرة متوقفة بسبب ما يدور في مصر , و عاد القيادي مجددا ليطالب السلطة برفع يدها عن المقاومين في الضفة !!
فسألت نفسي ألم يقل قبل لحظات أنهم ليسوا بحاجة لإذن من أحد ؟!! و لماذا لا يعملون إذا في بقية المناطق كما يعمل أهل القدس ؟! و هل المفاوضات الغير مباشرة التي لم تعطينا شيئا حتى الآن أيضا ليست عبثية كأختها المباشرة ؟! و هل يعتقد هؤلاء أن هذا الخطاب و النهج الإعلامي يخدم تعبئة الشعب أم تفرقته ؟! ألا يتوجب على من يريد تصعيد المقاومة و يطالب بانتفاضة أن يلتزم بخطاب تعبوي يجمع ولا يفرق ؟! و هل فعلا يقتنع البعض بأن الانتفاضة تقوم بضغطة زر و تتوقف بضغطة أخرى ؟! و هل لا ينتبهون لمواقف و تصريحات حكومة الاحتلال ضد ألرئيس و هل لم تصل لهم أنباء التهديدات الأمريكية على لسان كيري والصهيونية للرئيس ؟! إلى متى هذا الإستخفاف بالعقول ؟! و إلى متى الانشغال عن مواجهة العدو سواء في السياسة أو الميدان بتوجيه السهام لبعضنا البعض ؟! و هل يصح أن نسأل الجهاد و حماس : ألا تستحق القدس و أقصاها صاروخا أو إثنين من غزة ؟! و هل المنتصر يتوقف عن متابعة نصره و الحفاظ عليه ؟! و هل ينتظر ليأخذ ما يريد عندما يتوفر المكان و الشروط المناسبة للتفاوض ؟! و هل سيعطينا العدو ما يطلبه أهلنا في غزة في ظل التهدئة الحالية إذا ما تبنينا وجهة نظر حماس و الجهاد حول المقاومة و النصر ؟! , يجب أن يفهم الإخوة أن الوحدة هي الحل و التنسيق الداخلي هو الحل و تحريم سياسة الصيد في الماء العكر هو الحل و أن في الإبتعاد كل البعد عن المزايدة و التشويه يكمن الحل , و هل فعلا يعتقد الإخوة بأن أهلنا في الضفة جبناء و يرضخون للسطوة الأمنية الفلسطينية ؟! و هل الوحدة الوطنية تعني برنامج متفق عليه و الإحتكام لصندوق الاقتراع أم أن نصبح كلنا نفكر بنفس الطريقة و نتبنى نفس الفكر و وجهة النظر ؟! وأخيرا كيف لنا أن نتوحد في ظل هكذا خطاب و مواقف ؟! لن نستفيد من هذا الخطاب إلا زيادة الفرقة و تعميق الأزمات الفلسطينية الداخلية التي تكاد تعصف بنا و بقضيتنا و مشروعنا الوطني , ليس لنا إلا وحدتنا و العمل الجاد للوصول إليها و لخدمتها , و أن نعي جيدا أن لكل منا دوره المطلوب منه في كل مرحلة من المراحل فليلتزم كل منا بدوره و بمسؤولياته صغرت أم كبرت .