تحية لخوسيه
منذ عدة شهور حاولت من خلال اتصالاتي ، أن ابحث عن وسيلة للاتصال ومحاولة زيارة الرئيس الذي لقبته الصحافة ب( أفقر رئيس دوله ) لكني أنا أطلق عليه أعظم وأقوى وأكثر إيمانا وتواضعاً ونبلاً ،
أتمنى أن اجلس مع الجد صاحب (79) عاماً الزاهد بالكراسي والزخارف البالية الذي لا تهمه المظاهر وبدلات العنق ، لا تهمه القصور الباردة والمجوهرات العتيقة لا تهمه حفلات السامبا والاستقبالات لا تهمه الطيارات الخاصة ،
لاتهمه كل الأبراج والأرصدة البنكية ، لا يهمه إلا الحب الاستمتاع بالطبيعة مع شريكته ،
أصبحت مهووسة للقاء الرئيس( خوسيه موخيكا )، ربما هو الحنين لرائحة الجد الغائب أو الحنين لرائحة الحاكم العادل أو الحنين لرائحة الحق والمثالية ، أو الحنين والشوق لرائحة العدالة والتواضع والشوق للعدالة بعيداً عن الفساد ،
ما زلت أتوق لنجد مثيلا ً لرئيس الأرواغواي في عوالمنا التي يتشبثون فيها بالكراسي وكأنها دائمة والتي يجدون من ( العرط ) وهو ومصطلح يعني شدة الكذب أي أن الكاذب يصدق ويؤمن بكذبته لدرجة أنه يقتنع بها ، ويعيش على ترانيمها ،
تحية لك أيها الرئيس الرائع المثالي ، الدنيا ليست إلا محطة صغيره جمالها بالحب وفرحها بالرضى والقناعة والصبر وراحة الضمائر ،
وضع خوسيه 80% من راتبه ليستغل لبناء مساكن للفقراء ، وما تبقى فقط ما يكفيه هو وزوجته لحياة هادئة في مزرعته المتواضعة ، وتمسك بسيارته القديمة الرائعة الفولكس فاغن الخنفساء ، رغم تلقيه عرضاً ببيعها بمليون دولار ، لكنه رفض بيعها لأنه مغرم بها ولأنها هدية من مجموعة من الأصدقاء ولا يريد أن يغضبهم ،
ما يفعله هذا الرجل يدعو للتأمل والغبطة إنه يعلم أن الغرام هو الوطن وأن الحب هو الوطن وأن النجاح هو الوطن وأن السعادة هي أن تحب الوطن ،
وأن قمة المتعة أن تعيش ببساطة وتخلع أقنعة الكذب والمظاهر الزائفة بعيداً عن المتعة الزائلة ،
خوسية ما زلت أتشوق لمقابلتك لأروي لك قصص عشق الكراسي في عوالمنا العربية قصص بيع الأوطان قصص في الحب زائفة ،
ونهم وعرط وكذب وفساد ،
ولأعبر لك عن إعجابي احترامي لرئيس هو أب لشعبة يغمرهم بحنانه، وما يريده فقط رضا شعبه ومحبته ،
تحية لخوسيه ، وليعتبر من يظن أن أوراق ألامعه لا تعني أن الشوكلاته ستكون بالضرورة لذيذة .