توقيف بني ارشيد ..أسئلة بحاجة ألى أجابات
بهذه المرحلة يبدو واضحآ لجميع المتابعين لتداخلات الفوضى بالحالة الاردنية , أن الازمة السياسية –ألاقتصادية ,التي تمر بها الدولة ألارنية بكل أركانها ,بدأت ترمي بكل ثقلها على الحالة ألاردنية المليئة بتجاذبات الداخل وتأثيرات الفوضى الخارج والاقليم بشكل خاص, فهذه التجاذبات وفوضى الاقليم ككل بدأت تثير حولها مجموعة من العواصف ,كان اخرها حادث أعتقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد وتحويلة إلى سجن الجويدة على ذمة التحقيق,, واغلب المؤشرات تؤكد ان حادثة الاعتقال جاءت على خلفية مقال هاجم فيه بني ارشيد الإمارات,,وفي تفاصيل هذا المقال يقول بني ارشيد :"حكومة الإمارات هي الراعي الأول للإرهاب وتفتقد لشرعية البقاء او الاستمرار وتنصب نفسها وصياحصريا لمصادرة إرادة الشعوب وتشكل اختراقا لهوية الأمة وتدميرا لمصالحها وتمارس ابشع انواع المراهقة السياسية والمقامرة الفرعونية في كازينو الاجندة الصهيونية",, ويكمل هنا بني ارشيد ويقول "حيث تقوم القيادة المتنفذة في الامارات بدور الشرطي الاميركي في المنطقة وباقذر الادوار الوظيفية خدمة للمشروع الصهيوني الماسوني وتقف خلف كل اعمال التخريب والتدمير لمشروع الامة وتتآمر على قضايا الامة وضد حركات التحرر الوطني وتدعم الانقلابات وتتبنى تمويل حركات التجسس والاغتراب فهذه القيادة هي الخلايا السرطانية في جسم الامة العربية",, ويختم بني ارشيد مقالته بقوله "ان المبالغة في خدمة المشروع الصهيوني والتمهيد لهدم المسجد الاقصى من خلال بناء مسجد بديل في احد احياء القدس وافساح المجال لبناء الهيكل اليهودي يشكل تهديدا للامن القومي العربي وإن الاجندة الاماراتية تتناقض مع اهداف الامة العربية ويجب طردها من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي ووضع حد لاستنزاف الامة وخيراتها ",,, فتفاصيل هذا المقال توحي بهجوم أعلامي واسع شنه بني ارشيد على دولة الامارات وعلى بعض الرموز السياسية فيها ,,وبشق اخر يرئ البعض أن بني أرشيد تجاوز بمقالة هذا جميع الخطوط الحمراء والاعراف المتبعة عند الحديث عن أي شأن داخلي لدولة اخرى ,,وبذات الاطار يبرر البعض كلام وحديث بني ارشيد من باب حق الدفاع عن تمدد مشروعهم الاخواني بالمنطقة ,,والذي تحاربة وبقوة وبزخم واسع جدآ بعض ألانظمة الخليجية ,وبرأيي الخاص هنا ارئ ان المشروع الاخواني بالاضافة الى المشروع الوهابي هي جميعها مشاريع ولدت من رحم المشروع الصهيو –امريكي الذي يستهدف منطقتنا العربية ككل ,على كل حال هذا المواضيع ألاقليمية بمجملها لا تعنينا هنا ,, وألاهم هنا هو دراسة ألابعاد والخلفيات وألاسباب المقنعة التي أدت لاعتقال وتوقيف بني ارشيد ,, فهل فعلآ جاء هذا الاعتقال نتيجة ضغوطات خارجية مارستها بعض الاطراف والقوى الاقليمية التي تسعى لتصفية واجهاض تمدد المشروع الاخواني بالمنطقة ,على النظام الرسمي الاردني ,وان كان ذلك صحيحآ فقرار اعتقال وتوقيف بني ارشيد يحتاج الى مرجعية عليا لتصادق عليه ,,وليس كما يعتقد البعض بانه قرار توقيف بسبب مقال هاجم به بني ارشيد النظام الاماراتي ,,وان كان فعلآ ذلك صحيحآ ,,فهذا الموضوع بالذات يطرح مجموعة أسئلة حول خلفيات وابعاد هذا الاعتقال ,, فهل الهدف من ذلك هو تصفية التيار الذي يقودة بني ارشيد داخل جماعة اخوان الاردن ؟؟,,وان كان ذلك هو الهدف ,,فهل من الممكن ان تقوم الجماعة بأعادة ترتيب اوراقها واننا سوف نرئ قريبآ انقلاب أبيض داخل الجماعة يسمح بصعود التيار المعتدل بالجماعة على حساب تيار بني ارشيد ؟؟ ,,وان تم ذلك فهل سيكون هذا التيار الصاعد "المعتدل " وهو التيار الذي يتماهى مع افكار ورؤية النظام الاردني بخصوص مجموع ملفات المنطقة ؟؟,,وهل سنرئ على ضوء كل ذلك حالة طلاق بين اخوان الاردن وحركة حماس بقطاع غزة ؟؟,,وهل سيكون الثمن الذي ستدفعة الجماعة بضوء صعود التيار المعتدل فيها هو الانعزال والانسلاخ عن المشروع الاخواني بالمنطقة والذي تقود تمدده وتوسعه كل من قطر وتركيا ؟؟,, فكل هذه الاسئلة تأتي من باب التكهنات وهي ليست أمرآ واقعآ ,,ولهذا سننتظر ألايام القادمة لتعطينا اجابات واضحة عن كل هذه ألاسئلة والتكهنات ...... *كاتب وناشط سياسي –الاردن . hesham.awamleh@yahoo.com