ايّها الإسرائيليّون أحصدوا ما زرعتم
ان عملية الهجوم على الكنيس اليهودي في القدس الغربيّة جائت إنتقاما للإجراءات الصهيونيّة في القدس وخاصّة في الحرم القدسي ولم يستخدم الشهيدين غسّان وعدي طائرات او مدفعيّة للتعبير عن الغلّْ الذي بصدريهما كما تفعل اسرائيل وجيشها وشرطتها ومستوطنيها ومتديِّنيها ومتطرِّفيها وكانا يحملان بلطة ومسدّس وصدريين عاريين وقلبان منزوع منهما الخوف وارادة وايمان بالله وحب بالشهادة.
نحن لا نحب الموت ولا نعشق رائحة الدم ولانرغب بنزع روح وهبها الله الحياة ونؤمن بان من قتل نفسا بغير حقِّ فكأنّما قتل الناس جميعا ولكنّكم اوجدتم الحقّ وأعطيتم المبرِّر لشباب زرعتم الغلّ في صدورهم والحقد في قلوبهم وجعلتموهم يؤمنون ان الشهادة والحياة الآخرة اشرف من حياة الذلْ التي تريدونها لنا ايّها الأنذال .
اليس افضل لكم ان تضعوا قبّة حديدية فوق رأس وجسد كل مصلِّ وفرد من شعب اسرائيل لتحموه من عبث القادة الصهاينة وتعطّشهم للدم العربي والكرامة الفلسطينيّة , اوليس افضل للحكومة الإسرائيليّة ان تامر مواطنيها ان يعيشوا في الملاجئ تحت الارض باستمرار خوفا من غضب فلسطيني لا يدرون متى ينفجر .
هل يعتقد رئيس الحكومة نتنياهو ان هدم بيوت اهالي الثوّار واعتقال اقربائهم سوف يؤمّن الحماية لمواطنيه ام انّه يجعل الفلسطينيّون يعلنون التوبة ويغلقون باب المقاومة فسوف لا ينال هذه ولا تلك لأنّ حماية مواطنيه لا يمكن ان تتحقّق إلاّ بإنهاء الاحتلال والفلسطينيّون لا يمكن ان يشعروا بالسلام إلاّ بإسترداد كافّة حقوقهم وإقامة دولتهم على الاراضي المحتلّة عام 67 كاملة وعاصمتها القدس الشرقيّة ومركزها الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وبغير ذلك ستبقى الدوّامة التي إصطنعها الصهاينة منذ عشرات السنين فهم يضحكون ويقتلون بدم بارد وحين تحين ساعة الإنتقام يبكون ويتباكون ويحمّلون المسؤليّة للضحيّة الفلسطينيّون.
وهكذا زعماء إسرائيل لا يرتاحون ولا يريحون مواطنيهم ولا يريحون شعوب المنطقة والعالم اجمع فماذا يريدون وهل هم يخطّطون لأمور لا يستطيعون ان يطالوها ام هم يحلمون احلام اليقظة ولذلك يضلِّلون شعبهم والإدارة الأمريكيّة والدول التي تدور بفلكهم او المخدوعة بأكاذيبهم .
كيف لنتنياهو ان يقف امام الأمهات اللواتي قتل ابنائهن بينما يرى ام الشهيد عدي وهي تزغرد لإبنها الشهيد لأن الله اختاره الى جواره في السموات العلى وماذا سيقول لهن ام هل يتحمّل لعنتهن ودعواتهن بان يلعنه الله ذلك الذي لم يمضي على وعوده يومين بان يخفّف من اجراءات العنف في القدس والحرم القدسي الشريف الم يكن يعرف ان العنف يولِّد العنف وان الظلم يولّد الحقد وان الحقد والغلّ لا بدّ ان ينفجر من داخل المظلوم ليحطّم كل شيئ امامه ليريح النفس البشريّة فكيف إذا كانت هذه النفس البشريّة متعلّقة بخالقها الم يكن يعلم النتنياهو بكل ذلك قبل ان ينتهج شريعة الغاب التي يأكل فيها القوي الضعيف ويسلبه كل شيئ حتّى ما بقي لديه من كرامة .
لذلك لتعلموا يا كلاب صهيون التي تنبح باستمرار انّ الإنتقام يأتي من افعالكم وليس من ردّات فعلكم فقط فها قد تجاوزتم حدود انتهاك الإنسانيّة في المسجد الأقصى وخارجه ممّا جعلتم الشهيدين البطلين غسّان وعديْ يسرعان بالإنتقام لشعبهم ومقدّساته ويقدّما نفسيهما قربانا للأقصى الشريف نيابة عن العرب والمسلمين وزعمائهم بينما انتم بدأتم بالتحضير لرد الفعل كعادتكم دوما وها انتم ايها الإسرائليّون تحصدون ما زرعتم من قتل وحقد.
قال تعالى (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) صدق الله العظيم