هول الغيبة والنميمه المتزايده بين الناس
يبدو أن هنالك ظاهرة سيئة بدت تزداد يوما بعد يوم بين مختلف الناس آلا وهي( الغيبة والنميمة) وكلاهما مرفوضتان ممقوتان في الدين ومحاسن الأخلاق(قال الله تعالى: {ياأيُّها الَّذين آمنوا اجتنِبُوا كثيراً من الظَّنِّ إنَّ بعضَ الظَّنِّ إثمٌ ولا تَجسَّسوا ولا يغْتَبْ بعْضُكُم بعضاً أيُحِبُّ أحدُكُمْ أن يأكلَ لحمَ أخيهِ مَيْتاً فكرهْتُمُوهُ واتَّقوا الله إنَّ الله توَّابٌ رحيمٌ(.
كما قال الرسول صل الله عليه وسلم في هذا الموضوع الهام
))أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره . قيل أرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته )) رواه مسلم .
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) رواه أبو داود .
وللتأكيد على خطورة الغيبة والنميمة حديث آخر مفاده- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين يعذبان فقال(( إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير بلى إنه كبير أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله )) رواه البخاري ومسلم .
وإبرازا للتشديد واقتداء والتزاما أضيف ناصحا بعظيم ماقرأت- قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( لا يدخل الجنة نمام )) رواه البخاري ومسلم ..
هل هنالك ابغ وأفصح وأصرح من قول الله تعالى وحديث الرسول صل الله عليه وسلم بتحذيرهما للغيبة والنميمة ودعوة الناس أنى كانوا وحيثما تواجدوا ومهما اعتقدوا وكان دينهم أن لايقترفوا هذا الإثم الكبير الذي يضر الناس وينال من سيرتهم وسمعتهم في غيابهم
وغالبا ماتكون الغيبة سرا والمجاهرة بين اثنين او أكثر في اغتياب شخص قام للتو من المجلس وكانوا يمدحوه ويبشوا في وجهه ويحابوه ويمالئوه خداعا ونفاقا.
قبل قليل وعندما كان في مجلسهم كان( الكريم والشجاع والعادل والذكي والمحبوب) وما أن غابت رجلاه عن المجلس حتى أصبح بتقييم غيبتهم (البخيل والجبان والظالم والغبي والمكروه ).
شئ مضحك ومبك أناس منافقون متلونون لهم عدة وجوه ويلبسون عدة أقنعه .
لما لاتكن أخ مؤمن وناصح أمين فتنصح قريبك أو زميلك أو صديقك بما هو سئ فيه ليتدارك أخطائه ويقلع عن مساوئه لان رسولنا الأعظم دعانا للخير والابتعاد عن الشر والضرر وقال (الدين النصيحة)
لذا أدعو نفسي أولا وكل أخ وأخت من القراء أن ينتهي من الآن من هذه المخالفة الدينية والأخلاقية والانسانيه ويكون ناصحا مرشدا أمينا لامغتابا نماما ينهش أعراض الناس وسمعة وسلوكيات الآخرين..
ومن المؤسف جدا تزايد هذه الظاهرة في هذه الأيام بسبب الابتعاد عن الدين وتدني مستوي الأخلاق وتفكك الروابط بين الأسر والأهل والجيران والأصدقاء بسبب تزايد الحقد والحسد والمكر والخبث والدهاء.