عبدالهادي المجالي و رسالة إلى السيدة الطويلة جدا
ماالذي يفعله عبد الهادي راجي المجالي ؟ في منتصف ليلة ماطرة ...بصراحة كنت اشرب الشاي , وأبحث في الجوجل عن تفاصيل حياة مقدمة برنامج (ارب أيدول) والطويلة جدا جدا جدا ...لدرجة حين تشاهدها على المسرح تشعر أنهم قاموا بتركيب (وصلات) لها ...
إكتشفت أن إسمها (انابيلا هلال) من مواليد 4 يونيو 1986, وقد عملت كعارضة أزياء , ومتزوجه من طبيب لبناني إسمه نادر صعب , وللعلم لديها (3) أولاد وهم بالترتيب وحسب السن :- ماييفا , نادرجينيور , جولا ..
هل تريدون معلومات أكثر ؟ أنابيلا حاصلة على درجة الدكتوراه في الحقوق ..لاحظوا , جميلة وطويلة ودكتورة ...
تذكرني أنابيلا بـ ( حليمه) وهي سيدة في العقد الرابع من العمر ولديها أيضا (3) أولاد :- مدلله , عفيف , والأصغر (شحاده) ...وتعمل في القطاع الخاص , كونها تؤمن أن فرص التطورفي ذاك القطاع أكثر منها في القطاع العام , بالطبع الوظيفة (مأمورة مقسم) ..
إبني الأصغر ياسر يحب ( أنابيلا) ..ويتابع (أرب ايدول) بإستمرار , ويبدو أن كل الأطفال يتسمرون على شاشات التلفاز , حين تطل أنابيلا ...حتى أنا أعود مراهقا واصبح في العمر فتى أخضر القلب , وأراقب هذا الطول (الفارع) ...وجدولتها التي تشبه ذيل الفرس ...
في طفولتي لم يكن لدينا (أرب أيدول) , وأنابيلا لم تكن مولودة بعد.. كنا نتسمر في الصور التي تنشرها مجلة الوطن العربي , عن دلال المغربي الفدائية الفلسطينية التي إخترقت حدود إسرائيل وأختطفت باصا مليئا بالجنود ...وأتذكر أن أبي أحضر لنا صحيفة ذات يوم وفيها صورة ذاك القذر ( إيهود باراك) وهو يجهز ببندقيته على تلك البطلة الفلسطينية ...سنوات مرت على عملية (كمال عدوان) التي قادتها دلال والإعلام العربي ينشر كل يوم تفاصيل جديدة .
دلال لم تكن تحمل مايكريفونا , كانت تحمل (كلاشينكوف) , ومن ضمن ما عرفته عنها أنها ولدت في مخيم (صبرا) , وتلقت تعليمها الإبتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث , وكانت حصيلة عملية (كمال عدوان) ما يقارب الـ (30) قتيلا بحسب الرواية الإسرائيلية ...
مازالت صورة (إيهود باراك) وهو يشد دلال من شعرها في ذهني, حين كانت تلفظ الرمق الأخير من على تراب فلسطين ...وتعلن أن الزناد لا يعرف في درب الكفاح إصبع أنثى أو إصبع رجل , هي فلسطين وحدها التي توحد في الفداء بين الهويات والأجناس .
كل لية سبت , أجلس مهزوما ..فالأولاد يريدون مشاهدة (أنابيلا) في أرب أيدول وأنابيلا , هزمت القلب وأرخت الشوارب , وأدرينالين الحب تدفق في الوريد هي مناضلة الغرام بالطبع , ...وأنا أستسلم وأشاهد معهم (انابيلا) ماذا عساني أن أفعل ؟
وفي الليل حين ينامون , أدير التلفاز على الأخبار ..وهنا تأتي (داعش) ومشاهد الذبح والقتل والنحر والتخلف في أوضح صورة ...كيف إنقسم عالمنا العربي ؟ كيف أصبحت شوارع عمان في التاسعة من مساء كل سبت تخلو من الناس الذين عادوا إلى منازلهم كي يتابعوا (انابيلا) ؟ ..وكيف صرت مقسما بين صباي الذي قمت فيه بإلصاق صورة دلال المغربي على حائط الغرفة في منزلنا , وبين كهولتي التي إستسلمت فيها للطول الفارع الذي تملكه (أنابيلا) ...
ما وصلت إليه هو أن من أنتج في عالمنا العربي داعش , ومشاهد الذبح ومن أنتج برامج الترف هو واحد , ذاك أن داعش تنحر بالسكين والجميلات الفارعات في الطول واللواتي يظهرن في تلك البرامج يذبحن بطولهن الفارع ..فأحيانا تلتقي قمة التطرف مع قمة الإستهلاك والفراغ والترف ....
أما أنا فما زلت رهين عشق دلال المغربي , هي الصورة الحقيقية للمرأة العربي وكلما ضج الغرام في قلبي إستعدتها ...حية , حرة ,عربية وأنثى بحجم كل الشموس
أنا لا أكتب مقالا ..ولكني أستعيد نفس الغرام القومي , ليس هناك من مخرج لهذه الأمة إلا بالنفس القومي ..المجاهد ....
ولو أن الأمة أنجبت مليون (انابيلا) ...ستبقى دلال هي العنوان والدليل .