وصفي التل ايقونة شعب وتاريخه السياسي
اخي القارئ : لايحرجني ان ازكي في حديثي رجلا , شهد له الأعداء والأصدقاء , والفضل مايشهد به الأعداء . رجلا تختلف فيه صور الرجال , مادارت الظنون يوما حوله , ولا استقرت على ابوابه الخفافيش والثعالب والجآذر والجرذان . رجلا لم يختلس من شعب يفتش عن رغيف خبزه , شهرته , ولم يستحوذ على الجاه والمنصب لجهله وسذاجته , لأنه حكيم بما يكفي , وشجاع كما يريد , ضَرسته التجارب , حذق مراوغة الأيام , لم تخذله الأقدار ولكن.........! رجلا ذا نزعة كولدمانية ,يتميز بكفاءة عالية واتساع معرفة , لا يصدرعنه الا ماكان ينسجم عنده مع نسق التفكير. احب شعبه ووطنه واخلص لقضيته , جًسد احلام الشعب ورؤاه ورهان زمانه , كان صديقا له في زمن عز فيه الأصدقاء يتحدث معه بلغة واحدة , لغة الروح والطموح. هذا الشعب يتمنى لو يجد اليوم وجها مضيئا أيقونة يتغنى بها , وينشدها كإرث وطني مثل وصفي التل , الذي كافح من اجله أصدق كفاح , وناضل أشرف نضال ,دون ان يضعف عزمه ,وتهون عزائمه .ويصف لهم همومهم وأزمات وطنهم بصدق وصراحة وشفافية , تماما مثلما يراها بعينه ويحسها بقلبه , لا كما اللاهون والمنتفعون والعابثون والمفسدون . رجلا قد يتهمه من لا يعرفه , ولم يعرف عن معدنه , او يدرك حقيقة جوهره بالتعصب , وهو من اهل الشرف والوطنية , والده عرار القائل: ماقيمة الألقاب منصوبة * والظهر بالخزي قد احدودب ثم جاء وصفي ليؤكد ماجاء في كلام ابيه : من ان الظهر اذا ذلَ وانحنى سهل تطويعه وتطبيعه وركوبه .أشهد ان هذا الرجل قد بهر الناس باعماله ,واغبطهم بحديثه وآنسهم بلقائه. ومن دواعي اعتزاز الشعب الأردني به .انه اردني حياة وعطاء , لم تلسعه شهوة الجاه والمنصب , لم يتغير في عقيدة او مبدأ , ولم ينحرف في حياته ,قاتل الغرور وحب الظهور , واحيا الايمان بالأمل وحب العمل . وانني مهما حاولت فانني لااستطيع ان أفي هذا الرجل حقه من الوفاء والتقدير الذي يستحق , وابراز المكانة الحقيقية التي تليق برجل اكبر من حجم الوطن , ملأ الأسماع وملك الألباب . واذا كان للأردن تاريخ في السياسة , فهو عهد وصفي التل الذي كان كل مايصدر عنه يعادل قامتة وارادته , ويمثل ارادة شعبه وجيشه . رحم الله وصفي لقد مات وماتت معه المروءة ,وعناصر الرجولة ولم يترك لنا إلا........, وذكرى مريرة حزينة مؤلمة , كلما ابتعدنا عنها نزداد توجعا وتفجعا وحسرة .