هل يجيب الملك نداء واستغاثة الشباب الاردني
أبا الحسين بهذه المقالة المستعجله ، نود أن نطرح أمامكم ازمة الشباب الاردني، ومن باب "ان درء المفاسد أولى من جنب المنافع" ومن هنا فمن حقوق الرعيه على الراعي أذأ اصابهم الضيق أن يلجؤ الى ولي الأمريشكون الظلم والجور من بعض من حملهم ولي الآمر أمانة أدارة شؤون الناس، ومن هنا ومن باب "درء المفاسد'أبعث الى مقامكم السامي أبا الحسين هذه البرقيه المستعجله عن حال الشباب الاردني اليوم، وما الضرر الذي أصاب الشباب ألاردني من بعض الذين خأنوأمانة المسؤوليه التي حملتموهم أياها،، ومن هذا الضرر،، أن الشباب الاردني كان ومازأل يعيش بين أرث الماضي القريب الذي تميز بتهميش كامل لحقوقه، وبين حاضر، وواقع مؤلم تمثل بنظريات الإقصاء والتهميش لقطاع هام من نخب الشباب الاردني وتواكب هذا الشيء مع أزمات وظروف خانقه يعيشها الشباب الاردني هذه الايام،، ، فهذا الشباب الطامح لمستقبل أفضل الطامح إلى حقوق تضمن له كرامته في وطنه، وتجعله يشعر بالأمان المعيشي الدائم، الطامح حين يعبر عن رأيه سواء كان مع او ضد ان يحترم رأيه، وحين يطالب بحق من حقوقه المسلوبة أن يعطى حقوقه، فهو لايطلب الكثير ومايريده هو فقط أن يتم احتواء مشاكله و أفكاره، ومساعدته على تنمية قراراته، وتلبية مطالبه،، فلقد كان الحديث الروتيني المعهود من قبل الساسه في الاردن ومتخذي القرار وصناع القرار يدور بفلك واحد فقد كان هذا حديثهم عن الشباب وما زالو يرددون نفس الاسطوانة المشروخة وهي كالتالي "أن الشباب هم من أسس البناء لمشاريع التغيير" كما يتحدثون "ويضيفون هنا" أنهم من مكونات مشاريع النهضة والمستقبل الافضل للاردن "ومع هذا الحديث ومع تقادم هذا الحديث وترديد نفس العبارات نستطيع أن نختصر هذا الحديث بمقولة" نسمع جعجعه ولانرئ طحين "فقد بدأت علامات الشيخوخه تظهر على وجوه الشباب ولم يرؤ من حديثهم سوى الكلام،، ومن هذا المنطلق فإن تناول موضوع الشباب الاردني وسياسة التهميش "الممنهجه والمقصوده" لقطاع واسع منهم يعد مسألة تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي كما تتعلق ببناء الخطط التنفيذية لاحتواء الشباب الاردني، ليتخلص من التهميش الممارس عليه في كل ميادين الحياة،،، ولنبدأ بالوضع الاقتصادي للمجتمع الاردني والذي يؤثر بشكل كبير على فئة الشباب من هذا المجتمع الذي يعتبر بعمومه مجتمع فتي، فقد قدرت منظمة العمل الدولية بتقريرها الصادر قبل فتره وجيزه ارتفاع معد ل البطالة في الأردن إلى 30٪ مع نهاية العام الماضي نسبة إلى عدد السكان،، وأضافت المنظمة في تقريرها الى ان معدل البطالة في الاردن يزيد على معدل البطالة في الشرق الأوسط البالغ 27٪ تقريبا،، 'ومن هذه النسبه نستطيع ان نحلل ونستنتج معدلات خطوط الفقر ومعدلات الفقر وعدد جيوب الفقر ولنقيس عليها كل مقاييس الاقتصاد الاخرى لنعرف حجم الازمة الاقتصادية التي يعيشها الشباب الاردني والتي تنعكس على الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي للشباب الاردني،،، اما سياسيآ فنرئ ان دور الشباب الاردني في هذا الجانب مازال مهمشآ بشكل كامل فلا تزال قضية تمكين الشباب سياسيآ وجعلهم يأ خذون أدوار متقدمه بهذا المجال مازال حبرآ على ورق، وشعارات حبيسة ظلمة الأدراج فهي لا ترى نورآ للتشريعات والتغييرات، ولا تجد طريقا للتطبيق الا ممارسة المزيد من التهميش لهم بهذا المجال ففي الوقت الذي يقدر فيه متوسط أعمار نقباء النقابات المهنية بأواخر الأربعينات تجاوز متوسط أعمار القيادات الحزبية ال 65 عاما، أما كلآ من مجلس النواب والأعيان فقد قارب متوسط الأعمار فيهما ال 60 عاما اما الوزارات والمناصب العليا فهذه طبعآ حسم موضوعها مسبقآ فقد أصبحت كراسي متوارثه لبعض الوزراء ورؤساء الوزرات فهؤلاء كما يعتقدون أنهم اغتصبوها وسلبوها عنوه نتيجه لمفهوم خا طئ علق باذهان هؤلاء وهو ان المناصب تشريف وليست تكليف فورثوها بكل سهوله وورثوها لمن تبعهم وليستمر مسلسل الفساد والافساد كماهو والخاسر الوحيد من كل سياسة الافساد والفساد هذه هم الشباب الاردني الذي نرأه اليوم يتحمل عبئ كل من أفسد وفسد بهذه البلاد،،، اما اجتماعيآ فقد بات الشباب الاردني اليوم يعيش حالة من الاغتراب في مجتمعه ووطنه الام وذلك نتيجة لارتباطه بمتغيرات وإفرازات المجتمع الذي ينشأ فيه، ولاتزال أزمة البطالة تلاحقه في كل مكان وهو عاجز عن توفير لقمة العيش والمسكن كي يتزوج أو على الاقل أن يؤمن قوت يومه وهذا على الاقل سبب كاف لزيادة الشعور بالاغتراب داخل الوطن وفي البيئة المجتمعية الحاضنة لهؤلاء الشباب، في ظل عدم حدوث أي تغيير حقيقي في ظروفهم الاقتصادية وأحوالهم المعيشية واتساع المسافة بينهم وبين خطط المسؤولين الذين مازلنا "نسمع جعجعتهم ولانرئ طحينهم '،،،، اما ثقافيآ وعقائديآ فوسط تلك المناخات المذكوره سابقآ تبرز ظاهرة الإحباط والقبول به لدى الشباب وهو اخطر ما يمكن ان يواجهه المجتمع، نتيجة إفرازات الواقع المعاش وتراكم الكبت الذي أصبح مركبآ ومعقدآ للغايه في ظل انخفاض العامل الديني الذي يعمل على تحصين الشباب ويحوله الى قوة ممانعة ترفض الفشل ،، فقد انتشرت بين الكثير من الشباب الاردني حالة الاحباط جراء البطالة والفقر وعدم الاستقرار النفسي، فلا يجد بعضه وسيلة للخلاص الا بإلقاء نفسه في النار، ويسهم في ذلك الفراغ الروحي فاليوم نرئ حاله غير طبيعيه بانتشار افة المخدارات بين الشبا ب ولنقس على هذه الظاهره باقي الظواهر التي أصبحت تنخر بالجسد المجتمعي للمجتمع الاردني واخص فئة الشباب منه،،، و يحد ث كل ذلك وسط شبح البطالة التي يعاني منها قطاع الشباب وخاصة خريجي الجامعات والكليات والمعاهد العليا، بجانب حالة التهميش واشتداد موجة الفقر، وقلة الحيلة لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة،، وبالنهاية،، يا أبا الحسين نحن كشباب أردني نوصل رسالتنا اليك أملين بكم خيرأ،، فنحن ببساطة،، عندما نوصل رسالتنا لغيرك نشعر أن هناك مسافة و فرقآ كبيرا بيننا وبين الجيل الأكبر سنآ وأخص بعض صناع ومتخدي القرار بالدولة الاردنية، ونشعر أنهم يتخذون القرار الذى يدفع الشبا ب نحو ما هو أسوأ الى - مزيد من التضييق الى - مزيد من التهميش الى - مزيد من الاعباء الاقتصاد ية الى مزيد من الشعور بالغربه داخل وطننا وأجزم هنا أن أولئك المسؤولين ليس لديهم أى فكرة عن واقع الوضع التهميشي السيا سى والاقتصادي و الاجتماعى والثقافي للشباب الاردني فهؤلاء يقيمون بقصورهم العاجية فمات من مات وعاش من عاش فكل هذا لايهم هؤلاء،، ولذلك توجهنا بصوتنا لكم و نتمنى منكم يا أبا الحسين أن تنظرو بحال الشباب الاردني الذي أصبح اليوم يعيش بين مطرقة الواقع المعيشي المأساوي بكل تجلياته وبين سندان المستقبل المظلم المعالم ........
*كاتب وناشط سياسي –الاردن . hesham.awamleh@yahoo.com