على أرض الامارات ما يستحق الانتماء
في ربيع عام 1998 حطت بنا الطائره في مطار دبي الدولي . وكانت أول زيارة لي لهذا البلد العربي الخليجي . وأحمل في ثناياي حلم كل شاب يتطلع ان يغير بحياته شئ نحو الأفضل. والبدايات دائما تحمل الانطباع الذي لاينسى . فكانت البداية من موظفي المطار بابتسامتهم الساحرة والصادقة وليست بابتسامة مهنية كما الخواجات ومرورا بطرقات دبي وجسورها ونظامها ونظافتها . كل هذا البدايه والعنوان وأسجل هنا أنني لست قادم من دوله متخلفة بل قادم من الاردن المشهود له بالنظام والتطور والنظافة ( أعني عام 1998) .
وها أنا أمضي سحابة ستة عشر عام ويزيد مقيما وعاملا في الامارات . وأحسبهن ستة أشهر فقط وهذا الاحساس لايتولد بسهولة بل له أسبابه وجذوره .
نعم كافة أبنائي ولدوا على هذه الارض الطيبة وعاشوا وترعرعوا وتعلموا بحمد الله وشكره . ما أردت تبيانه للناس اجمعين أن هذه الدولة تستحق الزيارة والاحترام والتقدير والشكر الموصول . لأن من عاش هنا وكان شاهدا على كل شئ جميل يفخر بهذا الاحساس.
فأنت هنا كمقيم وليس مواطن تستطيع ان تحقق كل شئ مشروع ولا تظلم ولا تنهر ولا تبخس بأي شئ لديك مادي أو معنوي وتستطيع كمقيم ان تقابل أكبر مسوؤل وتطلب ما شئت بما هو مستطاع . واذا أبدعت تكرم واذا قدمت القليل تعطى الكثير واذا نخوتهم لا يخذلونك .
انهم بحق بعصر الاساطير التي نسمع عنها لانك حينما تعيش مع بشر من أكثر من مئتي جنسية بكل بيئاتهم وألوانهم وثقافاتهم . وترى بأم عينيك انه لا فرق بين عربي أو عجمي أبيض أو أسود الا بالانتماء والولاء لقوانين وعادات وتقاليد هذه الأرض التي يعيشون ويسترزقون بها . انها بحق معجزه ان تعيش بين هذه الملل وترى الجميع سواسية . لاظالم ولا مظلوم . والاسباب كثيرة وأهمها :
القيادةالبصيرة والعادلة والحكيمة في زمن عز فيه الرجال والقوانين التي تطبق على الصغير والكبير والشعب الخلوق الذي تربى على احترام الضيف وحب البشرية.
هنيئا لكم ولنا ايها الأشقاء بعيدكم وفخركم هذا التميز. وعلى هذه الارض ما يستحق الانتماء.
Omer_momani@yahoo.com