تساؤل حق ومشروع
لأول مره منذ خمسين يوماً ،لم أكتب في هذا الموضوع وهو وفاة الدكتورة سيرين شاور و إبنها عزالدين علاء العويوي ، إثر حادث تسمم في فندق خمس نجوم في منطقة البحر الميت .
و تتسم علاقتي بهذا الموضوع علاقة وكأنها مع نفسي ، فهم كأهلي بالإضافه إلى الوضع الإنساني الصعب جداً الذي يغلف هذه القضية. إذ أن جد الطفل هو صديقي عزو العويوي "أبو علاء" و تمتد علاقة الصداقة هذه ل 48 عاما، ولم تنقطع يوما مذ كنا على مقاعد الدراسة في المدرسة أو على مقاعد الجامعة أو في مرحلة العمل .
حتى يومنا هذا ما نزال نعمل معا ، وحيث أنني واكبت قضية وفاة الأم وفلذة كبدها ، دقيقة بدقيقة ، وآخرها أننا أنتظرنا بعد هذه المآساة خروج التقرير الموثق من الجهات الرسمية المتخصصة، المناط بها هذا الموضوع ، ورغم أننا أبلغنا بأكثر من موعد لخروج هذا التقرير إلى العلن ومن جهات رسمية ، إلا أننا وللأسف الشديد وحتى اللحظة لم نتسلم هذا التقرير ، وما زاد الطين بلة أن ذوي المتوفين أبلغوا مؤخرا بأن التقرير جاهز ،فذهبوا لاستلامه لكنهم عادوا بخفي حنين والحسرة على من فقدوا ترافقهم .
أبلغوا أن الموضوع تأجل دون معرفة السبب ،و أن الوعد تكرر لأكثر من خمس مرات ولم يحصل شيء ،ونحن بحاجة للتقرير لإيقاف الشائعات التي جدف بها بعض افعلاميين دون تمحيص ، ويعاني الأهل علاوة على حسرة فقدان الأم ونجلها ، صعوبة الإنتظار والوعود الكاذبة ، وما لحق بهم من الهم والغم و الإحباط هم ومن معهم من أقارب وأصدقاء ومتعاطفين لم تنقطع أسئلتهم عن السر الكامن وراء عدم خروج التقرير إلى العلن.
أنا مع الوطن بشكل عام ومع الإستثمار ومع السياحة ، ولكنني أيضاً مع إنصاف المكلومين ، وكل شرفاء الوطن الذين ينتظرون تقريرا رسميا منصفا ، يوضح أسباب الوفاة ، وحتى يستطيع كل إنسان أن يأخذ حقه بموجب القوانين و الأنظمة المرعيه .
إن المصلحه العليا للوطن هي إظهار الحقيقة وبالسرعة الممكنة ، وكل ما يهم المواطن أو السائح أو المستثمر أو الوطن بشكل عام ،هو أن نعرف أين تكمن نقاط الضعف وأين يقع الخطأ وماهي الطرق الواجب إتخاذها لعدم تكرار ذلك .
كل دول العالم المتمدن والحر ودول القانون يحدث فيها ذلك ، ولكن الدول التي تحترم مواطنيها وتحترم قوانينها و أنظمتها ، تظهر الحقيقه كما هي وتفصح عن العلاج وتطبقه .
السؤال الملح هو :ما دام أن التقرير جاهز كما أبلغنا ، قلماذا لم نتسلمه حتى الساعة؟ خاصة وأن اللجنة المحترمة والمتخصصة المنتدبة من عدة جهات ، أصدرت نتائج التشريح و الفحوصات ولكنه ولأسباب لم نعلمها ، تم إيقاف إعلان التقرير ،ولا نعرف لماذا ونحن الآن نريد أن نعرف الحقيقه وبأسرع وقت ، حماية لحقوق الوطن و المواطن و لإيقاف الشائعات .
و الله الموفق