لن يكون مخيم فلسطيني مأوى للإرهاب
تقرير صادر عن منظمة العدل والتنمية لحقوق الانسان حول التنظيمات التكفيرية بالشرق الاوسط واشارت المنظمة ان عناصر السلفية الجهادية التى ترتبط بتنظيم القاعدة والتى تفرعت منها جبهة النصرة السورية تتواجد داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان والمخيمات الفلسطينية في الاردن . فى ظل توافر البيئة الاجتماعية والاقتصادية الحاضنة لأفكار السلفية الجهادية داخل المخيمات مما ينذر بانفجار فعلى داخل المخيمات الفلسطينية لتكون نواة لدولة داعش . إن الفقر هو الوحش الذي يلتهم العقول ويقتل القلوب ويخنق الأحاسيس الإنسانية ويجعل المرء يهيم في درب الحياة دون أمل ، وعندما تزداد ضغوط الحياة أكثر من المعقول والمحتمل وتتسع الهوه بين أفراد المجتمع ويستشري الفساد والمحسوبية ينتاب الناس مشاعر الحقد ويجنح الفقراء إلى ممارسة العنف وترتفع معدلات إنتشار الجرائم فضلاً عن الاضطرابات وانعدام الأمن والأمان وصولاً إلى الحروب الأهلية فيجب على العالم ان يعمل على رفع الظلم عن الفقراء في المخيمات الفلسطينية . إلا أن المفارقة الخطيرة أن التقرير صدر في نفس يوم تصويت البرلمان الفرنسي على الاعتراف بالدولة الفلسطينية وفي وقت تتزايد فيه الاعترافات بدولة فلسطين وما تعنيه وترمز له من اعتراف بأن الشعب الفلسطيني بات قادرا ومؤهلا ان يحكم نفسه بنفسه ويقيم دولة ، عن قصد أو دون قصد ، رسالة معاكسة مفادها أن الفلسطينيين غير مؤهلين لأن يحكموا أنفسهم ويُقيموا دولتهم المتحضرة . مما يثير بأن من يقف وراء هذا التقرير هو العدو الصهيوني وأشخاص او جماعات لها حسابات سياسية خاصة . لو بحثت ستجد من الانصار داعش في كل الوطن العربي ، عندما تصبح مؤسسات الدولة او السلطة القائمة فاشلة وعندما تعجز الدول الكبرى في التدخل مباشرة لحماية مصالحها ، تظهر الضرورة لصناعة جماعات مسلحة تنفذ مصالح واهداف السلطات المأزومة وأطراف خارجية. الدول المعنية بخلق الفوضى وتدمير الدولة الوطنية العربية لتأمين مصالحها ولقطع الطريق على أي حركة او فكر وطني أو قومي أو تحرري ، تلجأ لتوظيف الدين لصناعة جماعات الفوضى والقتل تحت كل المسميات ذات المغزى والدلالة الدينية. فما ساعد واشنطن والغرب وما يساعد العدو الصهيوني اليوم في تنفيذ مخططهم التخريبي من خلال توظيف الدين ، أنه لا توجد ايديولوجية أو فكر وطني أو قومي عربي قادر على التعبئة والتهييج سوى الايدولوجيا الإسلامية كما يعبر عنها رجال دين جهلهم بالدين لا يقل عن جهلهم بالسياسة . إن كانت واشنطن وحلفاؤها في المنطقة صنعوا داعش لخدمة مصالح الغرب والصهيوني في المنطقة ، فإن العدو الصهيوني معني بصناعة داعش في فلسطينية خدمة لمصالحة في فلسطين . داعش فلسطينية ولو كانت مزورة ومصطنعة ولا علاقة لها بتنظيم الدولة الإسلامية الرئيسي تخدم العدو الصهيوني استراتيجيا ، حيث ستدعم سياستها لإضفاء طابع ديني على صراعها مع الفلسطينيين ، وإغراق الفلسطيني بمزيد من المشاكل ، وتدفع نحو مزيد من الفتنة الداخلية . الفلسطيني يرفض التحريض الإعلامي بحق اللاجئين الفلسطينيين ولن يكون مخيم فلسطيني مأوى للإرهاب ولا للخارجين على القانون. وفي المقابل ، نطلب من الجميع ان لا يتم تظهير الفلسطيني وكأنه يؤوي المجموعات الارهابية. المخيمات الفلسطينية الان اكثر المناطق استقرارا في لبنان والأردن ، ونحن معنيون بان تبقى على هذا الاستقرار. ولا نسمح لأحد ان يورط المخيمات في اتون الصراعات او تفجير الواقع الفلسطيني من الداخل. اضافة الى ذلك هناك مشكلة اجتماعية واقتصادية يعيشها الفلسطينيون . وطالبنا بضرورة العمل بشكل جاد لتخفيف هذه المعاناة عبر طرق ووسائل لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني. أن الأعمال الإرهابية لا تستهدف لبنان والأردن وسوريا ومصر والعراق فحسب بل تستهدف الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية من خلال محاولات تهدف إلى زج الوجود الفلسطينى فى الاردن و لبنان فى صراعات وحروب وفتن داخلية. ونرفض استخدام المخيمات ومحاولات الزج بالفلسطينيين فى هذا الصراع الذى لا يخدم القضية الفلسطينية , أن الإرهاب المستمر والمتنقل يصب فى خدمة المشروع الصهيونى الهادف إلى تفتيت المنطقة العربية وإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين. أن أمن المخيمات الفلسطينية جزء من أمن واستقرار لبنان والأردن .أن الفلسطينيين يتبنون الحياد الإيجابي ، ولن يكونوا إلا إلى جانب لبنان والأردن وسوريا ومصر . نرفض التحريض الإعلامي على الفلسطينيين لجميع المنابر التي تحرض عليهم وعلى وجودهم إن الألسن التي تحاول الإيقاع بين الفلسطيني واللبناني والأردني والعربي ، هي ألسن صهيونية يجب ايقافها , من تداعيات الحملات التحريضية الإعلامية التي تشنها وسائل الإعلام ضد الفلسطينيين ، وتوجيه الإدانات والاتهامات لهم دون دليل وسند قانوني.. ينظر بقلق بالغ لعمليات التحريض الإعلامية والتي فيما بدا أنها عمليات منظمة وشهدت تصاعداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة ، جاءت مصحوبة بخطابات تُثير الكراهية ، وهي العمليات التي تتعاظم الشكوك بأنها محض افتراء وتلفيق ، وهو ما يُساهم في خلق بيئة عدائية للفلسطينيين ، ويُهدد أمنهم وسلامتهم وإن عمليات التحريض الأخيرة تركزت حول اتهام الفلسطينيين بالتدخل في السياسة الداخلية المصرية ، أن تلك الاتهامات لا تستند إلى أدلة حقيقة . وقبل ذالك الأزمة السورية وإصرار البعض على زج المخيّمات الفلسطينية في تداعيات هذه الأزمة ، وزجّه وإدخال العنصر الفلسطيني في التجاذبات الداخلية وقبل ذالك العراق وليبيا . إياك أن تتصور أن حملات شيطنة فلسطين والفلسطينيين تعبر عن قطاع ولو صغير من الرأي العام ، بل هي حملات منظمه كلما كان العدو ينوي اتخاذ قرارات أو سياسات ضد فلسطين ولصالح العدو الصهيوني . إنهم يطلقونها اليوم بسبب فرض الحصار على غزة ونزع سلاح المقاومة وهدم الأنفاق وإغلاق المعبر وربط الإعمار بنزع السلاح. وهذا مدخلا وبوابة لعودة الحديث عن شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وما يعنيه ذلك من خطورة توطين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم والهجرة للشباب الفلسطيني. ولأن أحدا لا يجرؤ أن يعلن عن هذه الحقيقة ، فإن البديل السهل هو التذرع بخطورة الفلسطينيين على الأمن القومي العربي , ولقد سبق وتعرض الفلسطينيون لحملات تشهير مماثلة ، فتم توجيه الإعلام حينذاك ليشن حملة شرسة على كل ما هو فلسطيني ، بات مطلوباً من الشعب والقوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية أنْ تتّخذ موقفاً حازماً وصريحاً وواضحاً بتسمية الأمور بأسمائها ، وليس الاكتفاء ببيانات الإدانة والشجب والمطالبة بضبط النفس ، أنّ العدو الصهيوني المخطّط لتنفيذ سيناريو تفجير صراع مستمرّون في تنفيذ مشاريعهم بوسائل متعدّدة ، يستخدمون أيٍّ منها لتحقيق أهداف المؤامرة ، التي تستهدف الفلسطينيين ، وما تشكّله القضية الفلسطينية من نقطة محورية ، ومن الواضح أنّ الملف الفلسطيني عاد ليطفو على السطح مجدّداً ، في ظل: - تعثُّر المفاوضات الفلسطينية - الصهيونية ، على الرغم من المساعي الأميركية لإنقاد المفاوضات . إذا حملة تحريضية من قبل بعض وسائل الإعلام ،يجب ان يقابلها حملة مكافحة فلسطينية تهدف إلى رفع شعار مفاده أن الفلسطيني هو إنسان صاحب قضية عادلة أكبر من أي اتهامات سخيفة لا ترتبط بالواقع ، وهنا لا بد من توجيه رسالة إلى الأقلام والأصوات التحريضية بأن أوقفوا لعبتكم العنصرية وأكاذيبكم .