كلمات عابقة بالحكمة مثقلة بالمرارة
"الى نكرة لم يرفع راسه في حياته مرةً واحدة.خلعته الايامُ من جذوره، كما تَخلعُ المرأةُ زوجها لإنعدام غيرته،وغياب رجولته .فوق هذه السبليات السالبه، كانت سلبيته ضِعته الوضيعة وطبعه الخنزيري.اليوم هو في بيات شتوي.يتكَوَرَ على ذاته كثعبانٍ بعد ان نفذ سمه وتساقطت اسنانه،منتظراً عزرائيل لنزع روحه الشريرة ".) *** حسني مبارك،كنزعمالة للصهيونية العالمية، لا لإسرائيل وحدها.وصمة عار في جبين أُمة.تبرئته من تهمة اصدار امر باطلاق النار على المتظاهرين في الميادين العامة مجروحة.عشرات الشباب قُتلوا،والمئات جرحوا.بلغت جراح بعضهم حد الاعاقة. رئيس الدولة بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة، مهمته ليست إعطاء الاوامر باطلاق النارعلى شعبه،و الا لكانت القيادة كارثة والرئاسة مهزلة،والحُكم مسخرة.اذا سلمنّا جدلاً ان الرئيس المخلوع لم يصدر امراً باطلاق النار.فمن باب أّولى ان يكون مُداناً، لانه لم يصدر امراً بمنع اطلاق النار على الجماهير.الجرائم الواقعة في ميدان العمليات مسؤولية القائد.رأس الرئيس مبارك مطلوب في كلتا الحالتين سواء امر باطلاق النار او امتنع عن عدم اصدار امرٍ بمنع الاطلاق.القائد الذي يدعي حب شعبه، ويخشى ربه، يقف في صف الناس.مَنْ جاء صدفة او جاءته القيادة بالوراثة او حملته دبابة ذات ليلةٍ سوداء.لن يكثرت لاحد او باحد.حياة الناس عنده لا تساوي فِجلةً. اما اذا ارتفع منسوب الدم في الشوارع،فانه يتنصل من مسؤوليتة،و"يدبها" بظهر وزير داخليته.هذا ما حدث بين حسني ووزيره عدلي. يا امتي:"عدي رجالك عدي من الاقرع للمصدي". حرية التعبير ام حرية التبعير؟! المدافعون عن حرية التعبير في " الدول العربية" عن الانظمة الرسمية.مجموعة من "العواية" امتهنوا النباح، و ازعاج الناس بالتسلل الى بيوتهم ،لا من ابوابها بل لِواذاً عبر نوافذ الفضائيات.الحكومات تعرف ان "زلمها" اكذب من مسيلمة الكذاب،و اعلى صُراخاً من توفيق عكاشة. المُتلقي العربي لا ياخذ رواياتهم التضليلية على مجمل الجدـ منذ ستينات القرن الماضي،بطولات في الاذاعات وكوارث على الارض .الصحافة،الكتابة،ادارة الحوارات النقاشية مهن احترافية،شديدة التأثير،بالغة الحساسية. لا كما يتصورها الصغار،زخارف بلاغية ومحسنات لفظية.مذيعو التجعير و اعلاميو التبعير،تجاهلوا نشر خبر فصل طالب صغير من مدرسته في مصر العربية، لانه انتقد تبرئة الرئيس المخلوع في الاذاعة المدرسية امام زملائه في الطابور الصباحي.الطفل لم يحتمل الخبر،فاعلن ببراءة الاطفال عن وجهة نظرة من دون تورية لان الحكم القضائي فضحية والعدالة كسيحة،والقضاء مطية لفلول السفلة. الاجهزة الامنية لها رايها،بان اجتثات الطفولة مبكراً افضل من تركها تستعصي على الشلع. فاصدرت اوامرها،بحرمانه من التعليم ليكون عبرة ودرساً للاطفال من ابناء جيله."متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم اماتهم احرارا". صرختك الازلية يا بن الخطاب،ضاعت في الصحاري العربية،انتهى مفعولها .غاب صداها.فنم على حلمك وزمنك المجيد.فمنذ رحيلك،لم تلد العربيات سوى العبيد". حُكام آخر زمان. ممنوع على المسؤولين تدخين السجائر الاجنبية. حلال عليه ان يتزوج مراهقة اجنبية. ممنوع حمل اسماء عائلة الزعيم الاعظم، للحفاظ عليها داخل هالة مقدسة، اما هو فله حرية اختيار الاسم الذي يريد.على طلاب الجامعة الالتزام بـ " قصة شعر الرئيس"،لإرضاء غروره،وليرموا هم شعرهم الجميل في سلال نفايات صالونات الحلاقة. الرئيس يشنق زوج عمته لانه تقاعس عن التصفيق في حضرته،ويسبق الجميع في تعزية الارملة العجوز. الرئيس صاحب واجب كباقي خلق الله المحترمين،لا يتاخر عن القيام بالواجب بتعزية اليتامى و الارامل. اظن وبعض الظن ليس إثماّ.ان الزعيم الكوري الشمالي " كيّم شوخ"ـ عليه ـ فيه عرق عربي.حركاته شديدة الشبه بحركات المفصوم معمر القذافي،اما سلوكياته فهي قريبة الشبه بالخليفة الفاطمي الحاكم بامر الله،صاحب الشخصية الهستيرية، الذي حَرّم "الملوخية"على شعبه. نتسآل بحيادية وموضوعية: ما فائدة القانون،الدستور،الحكومة،الدولة،اذا كانت هذه المنظومة مجتمعة لا تستطيع لجم مسؤول نافذ،من ظُلم مواطنِ مسالم مثلي. ذنبه انه كشفه في احدى لحظات ضعفه.سبر اغوار تفاصيله.تغلغل بادق احداثه،رفع الغطاء عن مكامنه.كانت النتيجة،ان الرجل الاسطورة ايام العرفية "مضروب على قفاه"،ومعطوب منه زوج نعلاه. العربي الشهم ! ثري عربي من وزن ثقيل،دخل مطعم اوروبي شهير، لتناول وجبة سريعة برفقة عائلته الكريمة.غضب غضبة مضرية على النادل لانه تلكأ في خدمتة. المُتدشدش بالدشداش،المتلفعِ بالغُترة. كان حضارياً.لم يتصرف تصرفاً بربرياً باطلاق الشتائم او تفجير المكان بحزام ناسف. كذلك لم يكن بوهيمياً يبحث عن لذةٍ عابرةٍ عند امراة بمقاسات ايطالية بل يسعى الى لقمة يسكت جوعه.استدعى بادب جم كبير الخدم.استعلم منه عن المالك. عرفه،فهاتفه متحدياً منازلته للأخذ بثأره.ولما حضر المذكور وجلس قبالته.استل صاحبنا، دفتر شيكاته بدلاً عن سحب سيفه. دفع الرقم المطلوب دون ان ينبس بكلمة.ولما آلت اليه الملكية.امر بطرد الخادم البائس الذي تقاعس عن مسح طاولته،وتعليق عباءته على شماعة العنجهية." اصيل والله" ابو عرب.لا ينام على إساءة،ولا يتنازل عن حق حتى لو سالت الشوربة في المطعم للركب.مشكلة "ابو عرب" انه مصاب بعطب في العصب.لم يسمع عن تهويد القدس زينة العرب.لم تدمع عيناه على تكسير بغداد جمجمة العرب.لم يُفجع بتدمير دمشق شامة العرب.لم يسأل مرة ماذا جرى في القاهرة قلب العرب.يا للعجب،ما استفزه سوى خادمٍ لم ينحنِ لجيوبه المعبأة بالذهب وعقاله المغزولِ من قلة الادب.لا تعجبي يا امة العرب،فقمة العجب ان تتعجبي من هكذا عرب. سقوط آخر القلاع ! وصلت العدالة الى شبهات موجعة حتى يٌقال،على ذمة الرواة، انها ضُبطت في بيت دعارة. كان الظن، ان حارس العدالة محصنٌ ضد الرشوة،وفوق الشبهة وبعيد عن الرذيلة. تهاوت الحصون.تساقطت القلاع.في ايامنا لا مكان للطهارة. الكل غارق بالقذارة. ماذا بقي لم يفسد.؟!."الملح"هو الوحيد الباقي في جبهة المقاومة والممانعة. الراسخون في علم المعرفة بالاشياء و اهل الكيمياء، اعلنوا ان الرهان على صموده، بات ضعيفاُ .ضغوطات هائلة يتعرض لها "الملح"على مدار الساعة كي يلحق ربعه،ويهز البقية الباقية من ثقة الناس فيه رغم انه يضعظ غيره .مفارقة كيميائية بحاجة لتفسير علمي مقتع،ما يرفع الضعط يتعرض للضغط.في كتاب الله :( ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاس). و في الحديث الشريف "ان الفاجر اذا مات تستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".ما حل بنا من قحط ومديونية و امراض و ازمات وباقي اللعنات.كلها بسب تقاعس الحكومات الرشيدة عن قطع دابر الفُجّار من هؤلاء الناس بما اقترفت ايديهم، بانزال اشد العقوبات بهم،وذلك على طريقة الشهيد صدام حسين بنصب اعواد المشانق لهم امام وزاراتهم و موسساتهم. ترك الحبلُ على الغارب، فاقم قضية الفساد.فلا تستغربوا اذا امطرنا الله،بحجارة تدمي رؤوسنا.لا تُفرق بين صالحٍ وطالح فالكلُ في الهم شرقُ. الرئيس الزاهد و البطران ! خوسيه رئيس اورغواي.نجم سطع في سماء العالم.تربع على قمة شعبية الرؤساء.سِجله النضالي غير مسبوق،وزهده بالسلطة والثروة غير ملحوق.عانى في حياته من ظُلم حُكامه القتلة وطغيانهم. اظهر قوة احتمالٍ استثنائية،وجَلدٍ خارق للعادة.تفننت اجهزة التعذيب في اذلال روحه،الا انها اخفقت بانتزاع جذوة تمرده. إبتدعوا له ابشع الطرق لاخضاعه.أَلقوه في بئر عميقة مهجورة كي يستسلم.حجبوا عنه الماء والغذاء والضوء،وكلما شارف على الموت القوا له بكسرة خبز وشربة ماء.صمد الاسطورة .استطالت قامته حتى صارت تُلامس غيم الماءِ في السماء.عربي بطران عرض على خوسيه الرئيس الافقر في العالم شراء سيارته الفولكس فاجن "الخردة" بمليون دولار حتى يتملح بسيرته امام اقرانه:" شوفوا اشتريت سيارة الزعيم المناضل من طرف الجيبة". الزعيم الشبعان من فقره، رفض عرض العربي الحاتمي المتخم بنفطه،وآثر الاحتفاظ بسيارته العجوز، والتمسك بفقره الطهور،فهو يعي تماماً ان السارق و الوارث والنفطي لا يعبأ بتبذير ماله.سيدي خوسية، اراهن انك لو طرحت فردة حذاءك لتَجِدّنَ من يساومك عليها.نحن على يقين انك لن تساوم على ذرة من ترابك،لكننا نعرف ان العربان يساومون على وطنٍ باكمله من الماء للماء. عقلانية عقل باعتماد العقل لا النقل ! من كان فينا يُصدق ان عمان ستغرق في "شبر ميه"؟!. الشتوة الصدمة،إنتشلتنا من الغرق في غيبوبة نشوة كاذبة. بدأت تتكشف جوانبها المستورة. الخوف في قابل الايام من "نفخة تؤدي الى هزة" ـ لا سمح الله ـ .حينها سيتذرع اميننا الامين بلتاجي، بشتى التبريرات،ويفعل مثلما كان يفعل جدي، بتعليق الامر كله على شماعة "القضاء والقدر". وسيقول عقل الامانة الاعقل ،وشيخ الطريقة الامثل بثقة العارف بربه في مؤتمرصحفي: ايها المؤمنون : قَدّر الله وما شاء فعل...كله بامر ربي...الله غالب على امره.لقد بذلنا جهدنا،و عملنا ما لم يُعمل في مواجهة تسونامي عماني غير مسبوق.و فعلنا ما امرنا به رسولنا الكريم في حديثه الشريف:" إعقل وتوكل"0الحمد لله ...ثم الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه "عقلنا وتوكلنا"، الا ان امر الله نافذ لا محالة حتى لو اجتمعت الانس والجن."ماذا ينفع الحذر مع القدر".لكن الله لطف .اقوال عقل : هل هي عقلانية تخضع للمنطق ام إتكالية بلاغية،لاخلاء "طرف"المسؤول،وتحميلها "للظروف".كلام في الهواء،و كأن السماء لا تُمطر الا في عمان. مدونة بسام الياسين