المتقاعدون العسكريون .. آه لو كنا يهود
نحن نكافح للبقاء على قيد الولاء ،ونقاوم هجمات الوسواس الخناس ونصارع لطرده من صدورنا ...لو كنا إسرائيليون عندما شكونا ظلم رئيس الوزراء لتداعت إلينا أعلى المستويات بالحمى والسهر ...رئيس الوزراء خالف القانون عن سبق الإصرار ،وفصل خمسة ضباط متقاعدين برتبة فريق ولواء وعميد وعقيد من المجلس التنفيذي لمؤسسة المتقاعدين العسكريين قبل انتهاء مدة عضويتهم القانونية دون تحقيق - وأنا واحد منهم - ، بسبب موقفهم المتشدد من الفساد المالي والإداري الذي حل بالمؤسسة حديثا ...عندما يشكو يهودي او يصاب بلدغة عقرب في وديان وادي بن حماد او جبال الشوبك او حمامات عفرا.
تقيم أعلى المستويات الدنيا ولا تقعدها ،ويفتحون له على وجه السرعة تحقيقا موسعا ،او يرسلون اليه الطائرات العامودية لإنقاذه...المستويات العليا قبلت الذل والمهانة لقادة الجيش والأمن السابقين ورضيت بظلمهم. لقد بحّت أصواتنا دون أن يستمع لشكوانا احد ....لا ديوان ملكي ولا رئاسة وزراء ولا ما يحزنون ، وبدأنا نتعرض فعلا لهجمات الوسواس الخناس لثنينا عن الولاء والردة عن الإخلاص، لكننا لا نزال موالون اقحاح، ومستمسكون بالعروة الوطنية الوثقى ومتطرفون في الانتماء .
خضنا التجربة لأول مرة بكافة أبعادها، وتوصلنا الى نتيجة قطعية واحدة ،مفادها أن حكاية العدالة ورفع المظالم والرعاية المباشرة والأبواب المفتوحة للجميع . عبارة عن شعارات وهمية خادعة ،وجميع حملة هذه الشعارات والمروجون لها كاذبون. نحن أناس عاديون ومتمترسون في خندق الوطن ولسنا مشاغبون ،لكننا عمالقة جبارين ولا نطالب الا بحق ، ولن نكون فريسة سهلة للجبناء فلا تستخفوا بنا ،ولا تصنعوا منا نجوما يشار إليهم بالبنان. إذا استمر ت حالة الظلم وتطنيش الشكوى ،ربما يظهر إلى حيز الوجود أسئلة المتقاعدين العسكريين التالية ...هل نحن أردنيون حقا ، وهل سنضطر الى رفع شعار "رتبتي مذلتي" .
وهل سندعو الإعلام وفضائيات العذاب لمهرجان مهيب نعيد فيه رتبنا العسكرية العليا إلى الحكومة ،ونلقيها أمام رئيس الوزراء على مرأى من العالم ؟؟؟ نتمنى إن لا يحدث ذلك.