آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

احترام القضاء يا دولة الرئيس

{title}
هوا الأردن - مالك نصراوين

اوجه هذا النداء الى دولة رئيس الوزراء الاكرم ، لانصاف عدد من موظفي شركة البوتاس العربية، وهو الذي كان سندا معنويا لنا ، عندما كان نائبا في البرلمان ، فكم قمنا بالاتصال معه ، وكم كان وفيا عندما كان يعاود هو الاتصال معنا ، ان كان هاتفه مشغولا ، او لم يتمكن من الاجابة في المرة الاولى ، وهذا ما حدث معي شخصيا ، وهو امر يدل على نبل اخلاقكم يا دولة الرئيس ، والتصاقكم بقضايا شعبكم ، وانتم المشهود لك بالنزاهة والاستقامة والوطنية الصادقة ، طيلة عشرات السنين ، من تقلدكم ارفع المنصب .

 

منذ عام 2008 ، وهو العام الذي جرت فيه الهيكلة الوظيفية في شركة البوتاس العربية ، ومئات العاملين في الشركة ، وجلهم من قدامى العاملين ، الذين عاشوا اصعب ظروف العمل ، وتعرضوا لاكبر المخاطر ، ونالوا اقل الرواتب ، فاصبح مصيرهم كمصير خيل الانجليز عندما تهرم ، يعيشون دوامة الصراع مع ادارة الشركة ، ومع نقابة العاملين المتواطئة معها ، من اجل انتزاع حقوقهم المنتقصة ، بعد ان اصبحت هذه الهيكلة ، اكبر عنوان للظلم والمحسوبية .

 

لقد جاءت هذه الهيكلة ، بعد خمس سنوات من خصخصة شركة البوتاس عام 2003 ، وبعد مخاض عسير استمر لسنوات ، تبارى فيه العديدون من ابناء الوطن ، ممن كانوا يحتلون مناصب متقدمة قبل الخصخصة ، لتقديم خدماتهم للمستثمر الاجنبي ، عبر التضييق على ابناء وطنهم ، والتضحية بحقوقهم ، بعد ان تضاعفت رواتبهم فجأة ، الى خمس او ست مرات ، وبدل ان يكون هذا الخير الذي هل عليهم ، دافعا لتحسين اوضاع زملائهم في العمل ، اصبح سيفا بايديهم ، مسلطا على رقاب من يجرأون على المطالبة بحقوقهم ، وكأن ما ناله هولاء المحظوظون من امتيازات ، لا يمكن الحفاظ عليها الا بسحق من يطالب بحقه .

 

لقد لجأ المئات من العاملين المنتقصة حقوقهم ، الى كل السبل الادارية الممكنة لتحصيل هذه الحقوق دون جدوى ، كما لجأوا الى نقابة العاملين في المناجم والتعدين ، وهي احد المتسببين بهذه المظالم ، بعد ان وقعت اتفاقية عمالية مع الشركة لاقرار الهيكلة ، رغم كل ما فيها من مساويء ، دون دراسة مستفيضة ، او ربما ربما ارتبط التوقيع بمصالح شخصية ، ومنحت هذه الهيكلة شرعية عمالية ، واعترفت جميع الاطراف لاحقا بسوء الهيكلة ، فتشكلت العديد من اللجان لانصاف المتظلمين ، لكن دون جدوى ، مما اضطر العشرات من العاملين ، الى اللجوء الى القضاء الاردني ، كسبيل وحيد لنيل حقوقهم العمالية بقوة وعدالة القانون ، اضافة الى المئات من قضايا التامين الصحي ، ولهذا الموضوع الاخير قصة اخرى .

 

في عام 2012 ، تشرفت شركة البوتاس العربية ، بتعيين معالي جمال الصرايرة ، رئيسا لمجلس ادارتها ، وحظي هذا التعيين بالترحاب ، والامل بتغيير الاوضاع الى الافضل ، لما عرف عن معاليه من سمعة عطرة ، وهذا ما كان بداية ، حين اصدر معاليه ، ومنذ الايام الاولى لتعيينه ، قرارا باعادة دراسة الهيكلة السابقة ، وتصحيح مسارها ، وهذا اكبر دليل ، على الخلل الذي رافق تلك الهيكلة .

 

الا ان ما جرى خلال هذه السنوات الثلاث ، من مماطلة في التصحيح ، قد خيب الامال ، بعد ان استطاع المتنفذون الالتفاف على قرار معالي رئيس مجلس الادارة ، وتفريغه من مضامين العدل المنشود ، وترافق ذلك مع اجراءات غير قانونية ، مارسها المستشار القانوني في الشركة ، الذي تم تعيينه قبل ثلاث سنوات ، من خلال اجباره للموظفين المستقيلين والمتقاعدين ، على التنازل عن قضاياه في المحاكم ، كشرط لاستلام حقوقهم المالية ، ولكم يا دولة الرئيس ، ان تتصوروا حال موظف ، وصل الى سن الستين ، عاش الظلم لسنوات عديدة ، وها هو يغادر موقع عمله ، وشعور بالقهر وغياب العدالة ، سوف يرافقه مدى حياته ، ثم بعد ذلك يجبر على اسقاط قضاياه في المحاكم ، وقد خسر حقوقه التي طالب بها لسنوات طويلة خلت ، وخسر ما ترتب على اجراءات عقابية مارستها الادارة ضد من رفعوا القضايا ، حين حرمتهم من كثير من المزايا ، حتى من دورات تدريبية متواضعة ، في مركز التدريب التابع للشركة ، وسيخسر ايضا الالوف من الدنانير ، كاتعاب للمحامين الذي اوكلت لهم القضايا ، في نفس الوقت الذي اتبعت فيه الدائرة القانونية في الشركة ، سياسة المماطلة مع القضاء ، من خلال تاجيل الجلسات بمختلف المبررات ، فهناك قضايا لعاملين وانا منهم ، لم يصدر فيها قرار بدائي منذ حوالي خمس سنوات ، وترافق ذلك مع اشاعات تبث ، تسيء لقضائنا العادل المشهود بنزاهته ، وتسيء الى المحامين ايضا .

 

لقد عمل الاستاذ فهد ابو العثم ، رجل القانون المخضرم ، مستشارا قانونيا للشركة منذ بدايتها ، وحتى الى ما قبل خمس سنوات ، فرض فيها احترام القضاء على ادارات الشركة المتعاقبة ، بما فيها الادارة الاجنبية في عهد الخصخصة ، ولم يمارس اي ضغط او عقاب ، على كل من رفع قضية ضد الشركة ، وكان الجميع يحترم قرار القضاء ، الذي لم يكن دائما في صالح الموظف ، وفي ذلك كان احتراما ايضا ، لرجال الدولة الاردنية ، الذين تعاقبوا على قيادة الشركة في مراحل سابقة ، اما الان ، فان هذه الممارسات التي تجري ، تنم عن عدم ثقة بالقضاء ، وتشكيك بنزاهته ، خاصة امام المستثمر الاجنبي ، الذي كان يحترم قرارات القضاء ، ويصرح بذلك علانية ، وهو الان يشارك في حملة الضغط هذه .

 

لقد اشتدت الحملة على من رفعوا قضايا هذه الايام ، بعد ان اقترب موعد اعلان تعديل الهيكلة ، فيمارس المستشار القانوني حملة ضغط على هولاء الموظفين ، لاسقاط قضاياهم ، مقابل حصولهم على الفتات من حقوقهم ، والا سيظلون على حالهم ، او يتعرضون لعقوبات اضافية ، وقد استجاب العديدون لهذا الضغط ، اما خوفا على مستقبلهم الوظيفي ، او نيلهم ما يريدون ، وما زال العشرات يرفضون التنازل عن قضاياهم وحقوقهم ، ويعيشون بين نار الخشية على مستقبلهم الوظيفي ، ونار ضياع الحقوق . اننا نناشدكم يا دولة الرئيس ، التدخل لوقف هذه الممارسات التعسفية ، وفرض احترام القضاء الاردني ، على المواطن والاجنبي ، فاسقاط القضايا يجب ان يكون تعبير عن المصالحة والرضى ، وليس بالاكراه ، وان كانت شركة البوتاس لا تريد انصاف هولاء المتظلمين ، لعدم قناعتها بمطالبهم او لاي اسباب اخرى ، فلتترك الامر في ذلك للقضاء ، الذي سيرضى بحكمه الجميع .

 

كما نناشد دولتكم ، التدخل ايضا لانصاف من تعرضوا لهذه المظلمة ، واجبروا على التنازل عن قضاياهم وانا منهم ، بالاكراه او بعد انتظار طويل ، ساهم بزيادة الضغوط المالية عليهم ، ولم يستطيعوا الانتظار لسنوات اخرى ، في ظل مماطلة الشركة بالاجراءات القضائية ، خاصة ان مطلب الاسقاط ، لم يشمل قلة من المستقيلين ، لاسباب لا نفهمها ، وفي هذا تمييز واضح ، وقهر اضافي .

 

هل تقبلون يا دولة الرئيس ، ان ترفض شركة كبرى محترمة ، تعتبر من اعمدة الاقتصاد الوطني ، منح مهندس عمل لديها 26 عاما ، شهادة خبرة بعد استقالته ، بحجة انه لجأ للقضاء الاردني ، وبالتالي اغلاق فرص العمل لديه ، وهذا ماحصل معي ، فالى اي شرع او قانون تستند شركة البوتاس في موقفها هذا ؟ اننا على ثقة ان دولتكم ، ان اتيحت لكم الفرصة لقراءة هذا المقال ، فلن تترددوا في انصاف من التجأ اليكم ، وهدذا ديدنكم دولة الرئيس ، وانتم الاوفياء الصادقون ، القابضون على جمر الاخلاص للوطن وقيادتنا الهاشمية المظفرة . 

m_nasrawin@yahoo.com 

تابعوا هوا الأردن على