شراء 90 مليون رغيف في 48 ساعة يثير مجدداً سؤال «الثقة» في المؤسسات
أخفقت ضمانات الحكومة الأردنية مجددا بمنع المواطنين الأردنيين من التدافع على المواد الاستهلاكية عشية إستقبال العاصفة الثلجية «هدى» التي وضعت مجددا جميع الجهات في المملكة في مستوى الاختبار غير المسبوق.
تدافع الأردنيون بصورة غير مسبوقة على المواد الاستهلاكية بعدما طالبتهم الحكومة بالاحتياط للعاصفة الثلجية وأثار هذا التدافع موجة نقد لاذعة على المواقع والمنابر الإلكترونية وتسبب في نفاذ كميات الغاز المنزلي ومادة الكاز من الأسواق المحلية حتى قبل 24 ساعة من وصول العاصفة الثلجية.
لافت جدا للنظر كان أن تشهد مخابز العاصمة الأردنية عمان وبقية المدن الكبرى ازدحاما شديدا على طوابير الخبز بعدما ابتاع المواطنون نحو 90 مليون رغيف على الأقل في 48 ساعة وهو عدد غير مسبوق يكفي حسب الخبراء لإطعام 25 مليون إنسان فيما يوجد بالمملكة نحو 11 مليونا ما بين مواطنين وزوار ولاجئين.
الحكومة أعلنت مبكرا عدم وجود حاجة للتدافع على المخابز ومحطات الوقود والمواد الغذائية وصدرت تحذيرات من انتعاش سوق سوداء في لحظات ترقب العاصفة الثلجية.
رفوف بعض المحلات التجارية الكبيرة في العاصمة والمدن الكبرى خلت من البضائع خصوصا عندما تعلق الأمر بالمواد الأساسية وعاصفة الثلج ضربت المرتفعات في الشمال بالبداية قبل تحركها للعاصمة عمان وتسببها في تعطيل مظاهر متعددة في الحياة العامة.
الازدحام الشديد على الاستهلاكيات أثار موجة من النقاش السياسي في بعض التفاصيل حول أزمة المصداقية والثقة بين الحكومة والمواطنين خصوصا في ظل احتفاظ الرأي العام بملاحظات سلبية من العاصفة المماثلة «أليكسا» العام الماضي.
الاحتياطات اتخذت مبكرا لتدبير تداعيات العاصفة فقرر رئيس الوزراء عبدالله النسور تأجيل الامتحانات وتعطيل الدوائر الرسمية ليومي الأربعاء والخميس فيما تم تعطيل البنوك ومؤسسات القطاع الخاص والمدارس والجامعات أملا في تخفيف الزحام وتحسبا لتداعيات العاصفة الثلجية.
وبطبيعة الحال أعلنت حالة الطوارئ في جميع مؤسسات الخدمات العامة وأصدرت رئاسة الأركان أمرا لقوات الجيش بالاستعداد لتقديم يد العون والمساعدة للمواطنين الذين يمكن ان تؤثر عليهم العاصفة الثلجية في الوقت الذي يحاول فيه النشطاء ترقب مظاهر الإخفاق المحتملة في متابعة حالة الطوارئ بالبلاد بسبب العاصفة الثلجية.
مؤشرات خطط الطوارئ أخذت بالحسبان تمكين آليات ومدرعات القوات المسلحة من الوصول إلى بعض المناطق المنعزلة التي لا يمكن الوصول لها بالسيارات الاعتيادية في الوقت الذي دخلت فيه مع ظهر الأربعاء جميع غرف العمليات الحكومية في حالة الإجتماع الدائم.
العاصفة التي أطلق عليها إسم «هدى» أدخلت الأردنيين في حالة رعب غير معتادة من تداعيات إغلاق الطرق بسبب تراكم الثلوج والإقبال على التعاطي مع خدمات الإنترنت زاد بسبب جلوس مئات الآلاف من المواطنين في المنازل.
في الأثناء برزت انقطاعات في التيار الكهربائي في عدة مناطق شمالي المملكة وخصوصا في محافظة عجلون إضافة لمناطق وأحياء متعددة شرق العاصمة عمان.
وسجل العديد من الحوادث كان أولها حريق كهربائي في مدينة السلط تسب بنفوق عشرة آلاف طير من الدجاج في إحدى المزارع فيما اضطرت الشرطة للتدخل بتنظيم عمليات البيع والشر اء بسبب الازدحام في العديد من المناطق.
المأساة الحقيقة حصلت في مخيم الزعتري كما أفاد الناشط جمال جيت وهو يتحدث لـ «القدس العربي» عن وضع مأساوي للغاية لا يستطيع شرحه في مخيم الزعتري حيث تفترش آلاف العائلات الأرض وتلتحف بخيم بالية خلال العاصفة وموجات الصقيع.
الناشط جيت ورفاق له بادروا إلى تشكيل فريق إسناد أهلي لتقديم المساعدات للمقيمين في الزعتري في الوقت الذي لم تصل فيه العاصفة هدى بعد ظهر الأربعاء للمدى المتوقع منها.