خطوة في الإتجاه الصحيح
من المطالب الملحة والتي يراها الأردنيون من الضرورة بمكان لتصحيح المسار وتعديل النهج ومنذ زمن ليس بالقصير كان حسن الإختيار على رأس هذه المطالب. وما الذي أهم وأخطر من البطانة المحيطة بجلالة الملك؟؟ فهي تلعب دور حلقة الوصل بين القصر من جهة والحكومة والشعب من الجهة الأخرى.
فإن أحسنت الأداء وحافظت على نقل المعلومات والتقارير التي تعكس الوضع العام في الدولة بأمانة وصدقية وواقعية لجلالته, تكون قد قامت بما أنيط بها من واجب.
أما إذا أساءت وبتعمد مدروس ونقلت لجلالته صورة مشوهة بمعنى تزيين وتجميل الواقع وإحاطته بإطار ذهبي يسر الناظر أي الملك حتى لا تزعجه , تكون قد عملت على تكريس الأخطاء وخانت ما أتمنت عليه وبالتالي الشعب هو الضحية لتلاعب مجموعة لا تخاف الله بالوطن والمواطن. كما أن الملك هو ضحية أيضا لأنه سيبني نهجه ويرسم سياساته بناءً على ما يصله من البطانة التي يظنها أهلا للثقة.
وهنا يقع الخلل الذي يقود للوم والإنتقاد وعدم الإرتياح من قبل المواطن الذي تطبق عليه السياسات العامة من قوانين وقرارات بنيت أصلا على أساس غير موجود بل خلقته تلك المجموعة طمعا بالبقاء بقرب الملك والتنفذ وبالتالي التكسب والإسترزاق والإنتفاخ والوطن والمواطن ليس بذي قيمة عندهم. ما دفعني لكتابة هذه المقالة تعيين رئيس هيئة الأركان المشتركة ومدير المخابرات العامة مستشاران لجلالة الملك. وهي خطوة أثلجت صدورنا وأدخلت البهجة على نفوسنا.
فالرجلين أثبتا جدارة ومهنية واحترافية في موقعيهما يشهد له الجميع. وما أحوجنا لمثل هذه النوعية من الرجال الذين يصدقون بتقديم النصح والمشورة لجلالة الملك!! أستطيع القول أن هذا الإختيار الموفق إن شاء الله سيأتي أكله في قادم الأيام آملين أن يكون باكورة خطوات الإصلاح الذي يزحف ببطء شديد.
وسيعمل الرجلان مباشرة مع الملك وهما يرأسان أهم وأكبر مؤسستين من حيث الدور والواجب والعدد.
نسأل الله لهما التوفيق بالتكليف الإضافي وندعو الله أن ينعكس إيجابا على المناخ العام في الوطن. لقد كان ذلك مطلبا نادينا به مئات المرات لعل الأمور تستقيم من خلال تقديم المشورة الصادقة لجلالته والتي تخدم ولا تهدم والتي تتناغم مع ما يصبو إليه المواطن الأردني الذي عانى كثيرا وصبر كثيرا كصبر الجمال على العطش بصحراء قاحلة.
من زاوية أخرى, ربما تأتي هذه الخطوة توليفا لوزارة الدفاع واعتبارات أقدمية الخدمة العسكرية وتفاديا لما يمكن أن يحدث من تضارب باتخاذ قرارات سير العمل بين الأشخاص كما هي ضمانة لتحقيق السلاسة في العمل دون عوائق أو منغصات.
حتى وإن كان هذا التعيين تمهيدا لتعيين آخرين في موقعيهما الأصليين, فهي ما زالت خطوة جديرة بالتقدير والترحاب وفي الإتجاه الصحيح نحو الإصلاح الذي ننشد والذي تأخر لكن أن تأتي متأخرا أفضل بكثير مما لا تأتي مطلقا. نبارك لجلالة الملك ولأنفسنا على حسن الإختيار الذي ينسجم تماما مع المطلب العام لكنه حلقة من سلسلة حلقات نأمل أن تكتمل وتتشابك حتى تكون البطانة متوافقة ومتناغمة على نهج قويم يخدم الأردن ويدفع به إلى الأمام, والله الموفق.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com