لن يصلح التعليم نظام البصمة
نظام البصمة الالكتروني يمكن إن يصلح لكل وظيفة أو مهنة بإستثناء مهنة التعليم ؛ فالمعلم كان ولم يزل صاحب الرساله وان اي تفكير في سجنه داخل صفه او حبسه داخل مدرسته بغية حثه على العمل لن بجدي نفعا” ولن يقدم شيئا للعملية التعليمية .
الذي سيحسن من عطاء المعلم هو قناعته برسالته التربوية والتعليمية وتعامله مع الطلاب على أنهم أمانة بين يديه ، وبإنهم أبناءه المطيعين المهذبين التواقين لطلب العلم ؛ وهذه هي الأهم من كل الامور والقرارات الشكلية الرامية للتجميل أو الترقيع . ولو تم حبس المعلم في مدرسته ولم توجد لديه القناعة في دواعي حبسه فلا تنتظروا منه تقديم شيء جديد ايجابي لمسيرة التعليم المتعثرة .
خدمنا سابقا كمعلمين منفردين في مدارس نائية ومقطوعة ، ولكننا قدمنا كل ما استطعناه لطلابنا لاننا ايقنا دائما بأننا اصحاب رسالة سامية ومتماشية مع رسالة الانبياء ، وايقنا كذلك بأن الرقيب علينا موجود ولا يغفل أو ينام وهو يرانا حين نقوم وتقلبنا في الساجدين . لقد عملنا خلال مسيرتنا التعليمية وقدمنا لاكمال الرسالة والمسيرة التي خطها المعلمون الاوائل الذين أفنوا كل أعمارهم وقدموا أجمل ما عندهم لتغذية العقول وتجميل النفوس والقلوب .
وزير التربية الحالي يحاول مشكورا اصلاح التعليم ولكن دون الرجوع الى المعلمين الأقرب منه للميدان ، وهنا قد يصيب الوزير وقد يخطأ ولكن لو تشاور مع المعلمين وجس نبضهم واستلهم اراءهم لاقترب من الصواب وابتعد عن الاخطاء ؛ وعلى سبيل المثال لا الحصر : لقد أصاب السيد الوزير في خطته لضبط الغش العلتي المفصوح في التوجيهي ؛ ولكنه اخطأ هنا في قراره المتسرع لتعميم نام البصمة الالكترونية على المدارس .
كلنا يتذكر بأن التعليم الاردني تقدم سابقا وازدهر دون بصمة ، وفي سوريا العربية المتقدمة والعريقة في التعليم كان المعلم هناك يأتي مع بداية حصصه تماما مثل معلم الجامعة ، فاذا انتهت حصصه وليس في برنامجه إشغالات أو واجبات غادر المدرسة ، وإن كل من خدم في دول خليجية رأى كيف طبق نظام البصمة على كل المواقع والوظائف والجوائر ، ولكنهم إستثنوا دائما المدارس والتعليم ، فهناك يأتي المعلم قبل الطابور الصباحي ويعطي كامل حصصه فإن وجد عليه أية اشغالات في برنامج الاشغال اليومي للحصص انتظر في المدرسة ، والا فلا شيء يمنعه من المغادرة مع نهاية حصصه ، ودون التوقيع على دفتر مغادرة او ما شابه ذلك .
إن تطوير التعليم سيكون بزيادة انضباط الطلاب في داخل المدرسة ، وسيكون في حثهم عل البحث عن العلم وليس عن الشهادات والوظائف ، وإن الاقتراحات لتطوير التعليم هي كثيرة جدا” ولكن ليس منها وعلى الإطلاق نظام البصمة ، ومن هذه الإقتراحات على سبيل المثال : أن يتناوب المعلمون على تدريس مستوى جديد او صف جديد نع بداية كل عام دراسي ، وهذا الشيء سيقضي على الروتين التعليمي ، وسيجعل المعلم اكثر خبرة وتمكنا وثقة بنفسه ؛ وسيلغي الانانية التي تميز بها المتمتروسون حول صفوف التوجيهي لهدف التصحيح او الدعاية لدروسهم الخصوصية او بحثا عن الراحة ، كما أن تحريك الادارات المدرسية في كل سنتين مرة بين المدارس المختلفة سيزيد من خبرة الادارات وسيعمم الفائدة على الجميع وسيلغي الشللية والمحسوبية .
إن الاقتراحات والطرق الرامية لتطوير التعليم والمدارس كثير جدا ، ولكن لا يمكنتا أبدا اصلاح التعليم دون تواصل دائم وحقيقي بين المعلمين القريبين مما يجري في المدارس وبين المسئولبن واصحاب القرار .