مع الأستاذ السعودي : أحمد بن عيد الحوت الغامدي
انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل في ثناياه اعتراض بعض المصلين في المسجد الأقصى على خطيبهم عندما قام بالترحمِّ على العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز – رحمه الله - وهذا الاعتراض لا يصدرُ إلا من الحمقى والزائغين ، الذين ارتووا من حياض الجهل أو وجار البدعة .
العاهل الراحل له من المآثر التي أسألُ اللهَ أن تكون له نوراً في قبره ، وبضاعةً رابحةً يوم الحساب ، وأنا لستُ في صدد ذكرها ونشرها ، فالرجلُ أفضى إلى ربهم ، وما لنا إلا الترحم عليه ، وذكره بالذكر الجميل .
ولكن ساءني مقالٌ لرجل مثقفٍ يعتلي مركزاً مرموقاً في الديار السعودية – حفظها الله – ( وكيل مساعد للإعلام الداخلي ) ، حيث إعترف الأستاذ أحمد بن عيد الحوت : أنه زبر مقالاً تحت انفعالٍ شديد عندما رأى هذه الشرذمة الجاهلة أو الحزبية تعترض على خطيب المسجد الأقصى عندما ترحَّم على العاهل السعودي – رحمه الله – فَخلَّط في مقاله ، وأتى بالشوك والشجر ، والشحم والورم ، فقد بدأ في مقاله - غيرةً على مليكه - بالرد على هؤلاء الحمقى الذين لا يرتضي فعلَهم إلا رافضيٌّ أو إخواني ، ثم توسَّع حتى شملَ كُلَّ شعب فلسطين ، بالطعن والمنِّ كأنَّه هو من يطعمهم ويسقيهم ، فيا ليتَه اقتصر في الطعن على الشرذمة الحاقدة التي اعترضت على الخطيب بل وسَّع في الطعن والنقد ، وهذا فعلٌ بغيض لا يرضاه العقلاءُ !
ومما ساء العقلاءَ قولُ الأستاذ أحمد بن عيد الحوت حين بدأ يسألُ عقلَهُ لماذا الشعب الفلسطيني تحدثُ له المجازر ، وأخذ يعدد المجازر ، ومنها مجازر النظام النصيري للأبرياء في مخيم اليرموك ، و مخيم تل الزعتر ، وطرد القذافي لهم ، ومجازر صبرا وشاتيلا ...
ثم خرج الإستاذ باستنباط غريبٍ وعجيب ، حيث أراحَ عقلَه بهذه الإجابة :
( إنَّ هذا كلَّهُ دليلٌ على أنَّهم يعضون اليدَ التي تمتد إليهم لِتُطْعِمَهم ، وتواسيَهم ) !
فهذا الأسلوب ُ الغريب من هذا الأستاذ المثقف الذي يعتلي مكاناً يوجب عليه أنْ يكونَ حَذِرَاً في منطوقه ، وأسلوبه ، فإنَّ التعميم جورٌ ، والتَّوَسُّعَ في الطعن حيفٌ !
وقد نهى رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - عن هذا التعميم في الهجاء والذم والقدح ، فقد أخرج ابنُ ماجة ، وابنُ حبَّان ، والبيهقي في الكبرى ، وصححه الألباني من رواية عائشة – رضي الله عنها وعن أسرتها الكريمة – قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - :
( إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِرْيَةً اثْنَانِ : شَاعِرٌ يَهْجُو الْقَبِيلَةَ بِأَسْرِهَا ، وَرَجُلٌ انْتَفَى مِنْ أَبِيهِ ) .
فإن الشعب الفلسطيني فيه الصالحُ ، وفيه الطالحُ كبقية الشعوب العربية ، فهل يرضى الأستاذ الفاضل أحمد بن عيد الحوت ، تعميم الحكم على جميع الشعب السعودي لوجود طالح وفاسد فيهم ؟ طبعا ، لا ، لأن هذا من الظلم والجور .
وهل إرجاع تقتيل المجرم بشار النصيري للأبرياء في مخيم اليرموك ، وصبرا وشاتيلا ، للعلة التي ذكرتها ، وكانت هي الجواب الذي أراحَ عقلَكَ ؟
ومن الأدلة على فضائل الشعب الفلسطيني ؛ ذلك الخطيب الذي ترحم على العاهل السعودي في المسجد الأقصى ، وكثيرٌ وكثيرٌ ممن يعرف للسعودية قدرَها ومكانتَها ، خاصةً الدينيةَ السلفيةَ المحاربة للرفض والبدع على شتَّى أصنافها .فإنَّ من أبناء وطنك أيها الأستاذ أحمد بن عيد الحوت ، من لم يترحم على مليكه ، ولم يوجد على صفحاتهم ترحمٌ ولا دعوةٌ للملك عبدالله – رحمه الله – ولعلَّك من المحبين لهم من أمثال عائض القرني ، ومحمد العريفي ... وهم أولى بالترحم من غيرهم ، لأسباب كثيرة منها أن الملك عبدالله وفَّر لهم الأمنَ بعد الله ، ووفرَّ لهم ...
فإنَّ من أفرادِ الشعب السعودي من يحقد على الملك عبدالله ، وغيره ما يفوق الشرذمة التي تواجدتْ في المسجد الأقصى ، ومن هؤلاء ولعلك من محبيهم ، ناصر العمر ، وسفر الحوالي ، وسلمان العلوان ، وعائض القرني ، وسلمان العودة ... واللائحة تطول يا أستاذ أحمد .
فأرجو الإنصاف ، وألا ينحدِرَ قلمُكَ إلى هذا الأسلوب الذي نهى عنه سيدُ البشرية جمعاء محمد – صلى الله عليه وسلم –