يوم تاريخي في السعودية
لم تكن ليلة الجمعة الماضية ،ليلة عادية في الحياة العامة والسياسية في المملكة العربية السعودية ،بل كانت تمثل يوما مفصليا وتاريخيا ،حيث أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قرارات ، أعادت رسم المفاصل الأساسية في المملكة بما يتفق مع توجهاته والتطلعات التي يؤمن بها ،(34)أمرا ملكيا طالت كل مفاصل الحياة ترسم ملامح العهد الجديد بصورة واضحة .
تضمن أحدها إعادة تشكيل مجلس الوزراء، ليحمل ملامح النهج الجديد في واحد من أكبر التغييرات الوزارية في تاريخ المملكة، أقال بموجبه (6) وزراء عيَّنهم الملك السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل نحو (6) أسابيع.
كما تضمنت الأوامر الملكية إعفاء الأمير مشعل نجل العاهل السعودي الراحل من منصبه كأمير لمكة وتعيين الأمير خالد الفيصل، أمير مكة السابق، والذي كان يشغل منصب وزير التعليم، أميرا لمكة بعد إعفائه من منصبه كوزير للتعليم، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية .
لم ينتظر الملك السعودي -حماه الله ورعاه- سوى سبعة أيام لبسط ملامح وصورة العهد وفق منهجه وطريقته في الحكم وهو الملك الخبير الذي كان شريكا في القرار على مدار الحقب الملكية التي مرت، وارسلت التغييرات التي تمت رسائل مهمة للشعب السعودي خاصة والعربي عامة ، فقد تمثلت الرسالة الأولى بتلمس أوضاع الناس حيث أمر الملك بصرف رواتب شهرين لكل موظف في الدولة لتحسين معيشة الناس الى جانب قرار بالعفو الملكي عن كل سجناء الحق العام الى جانب تسديد كل الحقوق المترتبة للغير والتي تقع تحت سقف (100)ألف دينار، حيث قدرت المبالغ التي صرفت بموجب الأوامر الملكية قرابة ما يزيد على (120)مليار ريال سعودي ،ستنعكس حكما على حياة الناس وتترك أثرا واضحا في الشارع السعودي .
وختم الملك سلمان قراراته بتعليق على صفحته على «الفيس بوك» قال فيه :»أيها الشعب الكريم : تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم، أسال الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدِّين والوطن، ولا تنسوني من دعائكم» .
نعم إنه يوم تاريخي في السعودية له ما بعده من قرارات تتسم بالحكمة والعقلانية وتعكس الخبرة والتجربة التي يتمتع بها الملك حفظه الله .