آخر الأخبار
ticker إصدار 113.3 ألف شهادة عدم محكومية إلكترونيا لغاية آذار ticker إحباط تهريب 2389 كروز دخان عبر مركز حدود الكرامة ticker خريج صيدلة عمان الأهلية يحرز لقب أفضل إنجاز لعام 2024 في Viatris العالمية ticker رئيس الوزراء يشيد بتخصيص شركة البوتاس 30 مليون دينار على مدى 3 سنوات لمشروع المسؤولية المجتمعية ticker زين والأردنية لرياضة السيارات تُجددان شراكتهما الاستراتيجية ticker البحث الجنائي يكشف ملابسات جريمة قتل سيّدة في عام 2006 في محافظة الكرك ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشائر السواعير والأزايدة والشديفات والأرتيمة ticker الأردنيون خلف نشميات السلة في مواجهة ايران اليوم ticker عمان الأهلية تحتفل بيوم العلم الأردني بأجواء مميزة ticker معرض للجامعات الأردنية في السعودية ticker رابطة العالم الإسلامي تؤكد وقوفها وتضامنها مع الأردن ticker الأمم المتحدة: 500 ألف نزحوا بغزة منذ منتصف آذار الماضي ticker منتخب السلة للسيدات يفوز على نظيره السوري ticker صرح الشهيد يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker رابطة علماء الأردن تستنكر كلِّ أشكال العبث أو المساس بأمن المملكة ticker بالصور .. جامعة البلقاء التطبيقية تحتفل بيوم العلم الاردني ticker الدبعي يرعى ختام مسابقة هواوي الإقليمية لتقنية المعلومات في عمّان ticker المهندسين : نُحيّي جهود أجهزتنا الأمنية ونؤكد أن أمن الأردن فوق كل اعتبار ticker معهد العناية بصحة الأسرة يحتفل باليوم الوطني للعلم الأردني ticker سفيرة جديدة لـ بروناي في الأردن

كفى تبرئة للذات

{title}
هوا الأردن - خيري منصور

لو سأل كل منا نفسه وهو يتأمل ما يجري حوله باندهاش عن حصته من هذه الوليمة التي تفوح منها رائحة الفحم البشري لتضاعفت دهشته، لأنه ساهم بقدر أو بآخر بها، منذ قرر ان يصغي الى الموعظة الخرقاء التي شكلت بوصلة مجتمع بكل شرائحه، وهي أنجُ سعد فقد هلك سعيد، لأنه يكتشف بعد فوات الاوان ان النجاة مستحيلة، حتى لمن أوتي حذر الفأر ورشاقته عندما تشرف السفينة على الغرق.

 


ما يحدث هو حصيلة لتحالف بين جهل مدجج بالزهو وفقر تحوّل الى عورة نسعى للتستر عليها بدلا من اعلان الحرب على أسبابها وأنانية لا ترى  في الآخر حتى لو كان توأما غير عدو محتمل، وكأن اللقمة هي دائما في فم آخر لا بد من انتزاعها منه حتى لو كانت نصف ممضوغة!

 


فالشقاء بمختلف محاصيله ليس نبتا شيطانيا، او مجرد سوء حظ، انه نتاج انماط من التفكير والسلوك أفرزها تخلّف له قوانين نمو كالتقدم تماما، وليس تبادل التخوين والتجريم الذي بلغ ذروته هذه الأيام الا محاولة بائسة لتبرئة الذات، فمن ملأ جوفه وتجشأ ولم يتخيل عدد الجياع من بني جلدته كان على موعد محتم مع هذا الانتقام، ومن ظنّ انه طوى بوليصة تأمين في جيبه تحميه من هذا الشقاء مجرد واهم، وهو آخر من يعلم بما سوف يؤول اليه مصيره، ولو كانت لدينا نوايا حقيقية لمجابهة كل ما يحاصرنا ويفسد حياتنا ويهدد احفادنا لبدأنا من أول السطر وليس من الخاتمة، رغم ان النقد الذاتي نعمة لا ادري لماذا حُرمنا منها، لهذا فالاخطاء بدلا من ان يتم تداركها او الاعتذار عنها تتحول الى خطايا لأن من تأخذهم العزة بالاثم لا يكرهون عدوا قدر كراهيتهم للحقيقة، التي قال تشرشل ذات يوم انها عزيزة وغالية وتستحق ان يدافع عنها جيش من الكذابين!

 


هذه المرة لا يشكو العرب من مستعمر يمتص نخاعهم ويطاردهم ويقتلهم بل يشكون من بعضهم، لأن القاتل والقتيل منهم، والظالم والمظلوم منهم، لهذا فما من ذريعة تعلق على المشجب الذي نخره السوس.

 


ما من أحد بمقدوره تبرئة ذاته مما يحدث للجميع، لأن الفرار والتواطؤ والانكفاء داخل شرنقة الذات هي ادوات انتحار وليست كما يتوهم من يمارسونها طريق نجاة، لكن ذلك يتطلب خيالا وهو الان شحيح ليس بسبب فائض الواقعية السّاحقة والتي لا تتيح لضحيتها ان يرى أبعد من ظلّه، بل لأن الارتهان لتربويات تفضل الاقامة في الجحور على الحرية، وتحذر من الآخر حتى لو كان أخا يحوّل الانسان الى سلحفاة، بيتها الذي تحمله على ظهرها هو قبرها!

تابعوا هوا الأردن على