آخر الأخبار
ticker مجلس الشيوخ الأمريكي يقر إلغاء "قانون قيصر" على سوريا ticker النشامى يختتم تحضيراته لمواجهة المغرب في نهائي كأس العرب ticker جامعات تؤخر دوام العاملين وتحول محاضرات الطلبة عن بُعد الخميس ticker الأرصاد تحذّر: انجماد والحرارة دون الصفر الليلة وصباح الخميس ticker الصناعة والتجارة: أخذنا بمجمل التوصيات للتعامل مع مدافىء الغاز ticker رئيس الوزراء يوجّه بتطبيق القانون على ملقي النفايات عشوائيًا ticker بالأسماء .. تأخير دوام طلبة مدارس في الجنوب الخميس ticker الملك يهنئ المسيحيين في الأردن وفلسطين والعالم بالأعياد المجيدة ticker تأخير دوام عاملي سلطة البترا الخميس إلى التاسعة صباحاً ticker الأميرة سمية بنت الحسن ترزق بحفيد جديد ticker بالصور .. الجيش يبدأ بإجراء الفحوصات الطبية لمكلفي خدمة العلم ticker شاشات عملاقة لعرض مباراة النشامى بنهائي كأس العرب في المحافظات كافة ticker سلامي: أنا قائد المنتخب الأردني أسعى للتتويج ولا أحد يشكك بأمانتي ticker إعلان نتائج الشموسة .. إحالة التقرير للقضاء وقرارت حكومية لحظرها ticker إسرائيل تمنع أعضاء في البرلمان الكندي من دخول الضفة عبر الأردن ticker الأشغال: لا حوادث أو أضرار غير اعتيادية في ثلوج الجنوب ticker بالصور .. المستشفى الميداني الأردني في شمال غزة يستأنف عمله ticker يزن النعيمات يعلن نجاح العملية الجراحية ticker الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة طائرة مسيرة ticker تخفيض رسوم التداول ورسوم تجديد الترخيص في بورصة عمان

كفى تبرئة للذات

{title}
هوا الأردن - خيري منصور

لو سأل كل منا نفسه وهو يتأمل ما يجري حوله باندهاش عن حصته من هذه الوليمة التي تفوح منها رائحة الفحم البشري لتضاعفت دهشته، لأنه ساهم بقدر أو بآخر بها، منذ قرر ان يصغي الى الموعظة الخرقاء التي شكلت بوصلة مجتمع بكل شرائحه، وهي أنجُ سعد فقد هلك سعيد، لأنه يكتشف بعد فوات الاوان ان النجاة مستحيلة، حتى لمن أوتي حذر الفأر ورشاقته عندما تشرف السفينة على الغرق.

 


ما يحدث هو حصيلة لتحالف بين جهل مدجج بالزهو وفقر تحوّل الى عورة نسعى للتستر عليها بدلا من اعلان الحرب على أسبابها وأنانية لا ترى  في الآخر حتى لو كان توأما غير عدو محتمل، وكأن اللقمة هي دائما في فم آخر لا بد من انتزاعها منه حتى لو كانت نصف ممضوغة!

 


فالشقاء بمختلف محاصيله ليس نبتا شيطانيا، او مجرد سوء حظ، انه نتاج انماط من التفكير والسلوك أفرزها تخلّف له قوانين نمو كالتقدم تماما، وليس تبادل التخوين والتجريم الذي بلغ ذروته هذه الأيام الا محاولة بائسة لتبرئة الذات، فمن ملأ جوفه وتجشأ ولم يتخيل عدد الجياع من بني جلدته كان على موعد محتم مع هذا الانتقام، ومن ظنّ انه طوى بوليصة تأمين في جيبه تحميه من هذا الشقاء مجرد واهم، وهو آخر من يعلم بما سوف يؤول اليه مصيره، ولو كانت لدينا نوايا حقيقية لمجابهة كل ما يحاصرنا ويفسد حياتنا ويهدد احفادنا لبدأنا من أول السطر وليس من الخاتمة، رغم ان النقد الذاتي نعمة لا ادري لماذا حُرمنا منها، لهذا فالاخطاء بدلا من ان يتم تداركها او الاعتذار عنها تتحول الى خطايا لأن من تأخذهم العزة بالاثم لا يكرهون عدوا قدر كراهيتهم للحقيقة، التي قال تشرشل ذات يوم انها عزيزة وغالية وتستحق ان يدافع عنها جيش من الكذابين!

 


هذه المرة لا يشكو العرب من مستعمر يمتص نخاعهم ويطاردهم ويقتلهم بل يشكون من بعضهم، لأن القاتل والقتيل منهم، والظالم والمظلوم منهم، لهذا فما من ذريعة تعلق على المشجب الذي نخره السوس.

 


ما من أحد بمقدوره تبرئة ذاته مما يحدث للجميع، لأن الفرار والتواطؤ والانكفاء داخل شرنقة الذات هي ادوات انتحار وليست كما يتوهم من يمارسونها طريق نجاة، لكن ذلك يتطلب خيالا وهو الان شحيح ليس بسبب فائض الواقعية السّاحقة والتي لا تتيح لضحيتها ان يرى أبعد من ظلّه، بل لأن الارتهان لتربويات تفضل الاقامة في الجحور على الحرية، وتحذر من الآخر حتى لو كان أخا يحوّل الانسان الى سلحفاة، بيتها الذي تحمله على ظهرها هو قبرها!

تابعوا هوا الأردن على