اليمن إلى أين
اكتب عن اليمن باهتمام لعدة أسباب من بينها أنها قطر عربي نتألم لما يصيبه من تشظٍ وفوضى وقتل وتدمير وهي مرحلة صعبة في التاريخ الحديث فقدنا فيها الإحساس العام كجيل من شعور لأي عثرات تصيب أي قطر ,وثانيها أنني خدمت فيها كسفير,في مرحلة صعبة في التسعينات من القرن الماضي,وعندما دخلت في محنة,كان الأردن الأول في الاهتمام,والأول في حل الإشكال ومنع الانهيار والحفاظ على الوحدة ,وقد كلفنا ذلك كثيرا من الجهد والعمل الدؤوب في عهد الراحل الملك الحسين بن طلال رحمه الله ,حيث كان يعتبر ما يحدث في اليمن وكيف يمكن علاجه,من الأولويات طيلة أكثر من عام من الزمان,حتى جمعنا الفرقاء في رمضان عام 1994في عمان,وتم توقيع وثيقة العهد والاتفاق,والثانية أن الدول ألان مشغولة بقضاياها, والجامعة العربية غائبة,ولا احد يمسك بزمام الحل أو في اتجاه المساعدة,حيث نسفت المبادرة الخليجية,وانتهت وثيقة الشراكة والسلم,وحل السلاح محل الحوار,والقتل محل السؤال,وضاعت المصلحة العليا لليمن في خضم الصراع,وما أنجزناه وتعبنا عليه وأصبح خطرا التقسيم عنواناً جديداً غير مستغرب. في فترة الربيع العربي ,كان يمكن أن تنتهي الأمور بانتخابات وتنازلات يصعد فيها من يصعد,ولكن اليمن تبقى ,وفي خضم المواقف المختلفة من هذا الربيع توقفت الثورة اليمنية,وتم تنازل رئيس اليمن عن السلطة، وكان من الممكن أن تطبق، وثيقة الأقاليم,وان يعاد هيكلة الجيش ويعاد النظر في اقتسام السلطة والثروة ,وفجأة برز على السطح قوة تنامت مع الزمن,وحققت اختراقات للنسيج القبلي,ودعمت خارجياً,وغض الطرف عنها إقليمياً,ووجدت في خسارة الرئيس السابق مدخلاً للتعاون ووجد فيها ضالته في الانتقام من كل الأطراف محلياً وخليجياً ودولياً,بما يملك من مقدرات تسمح له بالحركة في داخل الجيش وزعماء القبائل,فحدث ما يشبه التسليم وبدون خسائر كبيرة لمفاصل الدولة ,هذه القوة هم الحوثيون الذين أصبحوا أن صح التعبير على يسار الزيدية وأكثر قربا من الأثنى عشرية,كي ينتقل النموذج الإيراني واللبناني,فكراً وتنظيماً إلى اليمن,وأصبح الجنوب أكثر قرباً من طرح الأنفصال.الحوثيون غير مؤهلين للحكم,والرئيس السابق هو الأقدر بحكم الاستمرارية والخبرة والنفوذ أن يمسك بزمام الأمور,على شكل اقتسام جديدة للسلطة معهم ودون غيره,ومعه دون غيرة ساعد على ذلك تردي الوضع الاقتصادي والبطالة والفقر,وضعف القوة الموالية للرئيس الحالي,ووجود تفاهمات خارجية ربما إيرانية غربية,للحصول على موطأ قدم هنا,مقابل التنازل هناك حتى يمكن أن يطال الأمر مفاوضات النووي الإيراني. الأكثر تأثراً بالوضع هي دول الجوار المملكة العربية السعودية,وعمان فإذا لم تتدخل دول الخليج التي طرحت المبادرة,بكل ثقلها فستسير الأمور لصالح الحوثيين ,وتقبل اليمن على (صوملة) جديدة تزيد من حالة التدهور والانقسام العربية,ويزيد الوضع تعقيداً وجود القاعدة وقواعدها في اليمن وقربها من دول الخليج,وقوة حزب الإصلاح الذي لإيراد له أن يعود للساحة بعد الإقصاء لهذا الاتجاه في المنطقة,نرى في المشهد دبابات عليها أناس يهتفون الموت لأمريكا الموت لإسرائيل ,من هم ,في الطليعة مجموعة من الحوثيين ومن ورائهم قوة الرئيس السابق,الحوثيون أن جاز التعبير وقعوا في الفخ,هم مرحلة ستتم تصفيتها,أما بالتفاهم أو بالقوة ، أين (60) مليون قطعة سلاح في اليمن,لم تستعمل,نريد لليمن أن ينهض من كبوته,ولا نريد له أن (يتصومل),ولا نريد حربا أهلية,ولا انفصال ولا حرب جيران,تأخذ منطقة الخليج,كما أخذت العراق وسوريا,كان يقال عند حدث في الأمة (ردة ولا أبا بكر لها),ونقول(يمن ينادي فمن يجيب),لقد أجبناهم في الأولى,فهل نجيبهم ومعنا العرب في الثانية نأمل ذلك.