آخر الأخبار
ticker وزارتا الأوقاف والشباب تعقدان جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي ticker تكريم وزارة العمل على تميزها بإعداد دراسات الأثر للتشريعات والسياسات ticker الأردن يحصد جائزة خدمة العملاء للبريد السريع "EMS" المستوى الذهبي 2025 ticker ماكرون: الضربات الإسرائيلية في قطر "غير مقبولة أيا كان المبرر" ticker أمير قطر لترامب: سنتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية أمننا ticker الصفدي : هجوم جبان على الدوحة يتطلب موقفا عربيا موحداً ticker توضيح من "مياه اليرموك" بشأن حجز أموال مواطنين ticker حماس تعلن اغتيال 5 من أعضائها .. ونجاة قادتها من الضربة الإسرائيلية ticker بدء محاكمة المتهم بالتخطيط لاغتيال ترامب ticker إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من دخول أراضيها ticker إعلام عبري: "إسرائيل" حصلت على الضوء الأخضر من أمريكا ticker العدول عن قرار منع النشر بقضية الصحافي الحباشنة ticker الرواشدة يدعو للمشاركة في حملة "تبرع بقطعة تراثية .. تنشئ متحفًا وتوثق إرثًا" ticker ترامب: وجهت بإبلاغ قطر بالهجوم الإسرائيلي لكن الوقت لم يسعفنا ticker ضبط شخص يصنع مواد تنظيف بشكل مخالف داخل منزله في إربد ticker "أكسيوس": هجوم الدوحة صدم البيت الأبيض وأثار غضب كبار مستشاري ترامب ticker بلدية إربد تدعو السكان للإبلاغ عن تجمعات الكلاب الضالة ticker 65 % نسبة الإنجاز في مشروع إعادة تأهيل طريق الطفيلة - الكرك ticker الأردن والبحرين يوقعان برنامجًا للتعاون في مجال الإسكان والتنمية الحضرية ticker مديرية شؤون المرأة العسكرية تعقد اجتماعاً لسفراء النوع الاجتماعي

سؤال لكل أردني

{title}
هوا الأردن - فهد الخيطان

تستحق اليابان؛ شعبا وحكومة، وقفة احترام من جميع الأردنيين. لقد كانت هناك فرصة جدية لإنقاذ حياة الرهينة الياباني مقابل إطلاق سراح ساجدة الريشاوي، هذا على فرض أن تنظيم "داعش" كان جادا في عرضه. لكن رفض الأردن لهذا الطلب والإصرار على توسيع الصفقة لتشمل الطيار معاذ الكساسبة أولا، حال دون إتمام الصفقة، فكانت النهاية البشعة لحياة الصحفي الياباني كينجي غوتو على يد التنظيم الإرهابي.

 


منذ اللحظة الأولى لعرض "داعش" مبادلة الريشاوي بالصحفي غوتو، أبدى اليابانيون تفهمهم لموقف الأردن الرافض للتفريط بورقة الريشاوي من دون الإفراج عن الطيار الأردني. الملك عبدالله الثاني كان قد أبلغ رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بموقف الأردن بهذا الخصوص، ولم يُظهر الأخير أي تحفظ، لا بل كان مقتنعا بأن الحكومة الأردنية لا تستطيع أن تتصرف خلاف ذلك.

 


عرض "داعش" بمبادلة الريشاوي بالصحفي غوتو كان عرضا خبيثا منذ البداية، ويهدف إلى وضع النظام السياسي الأردني في موقف محرج مع شعبه أولا؛ ففي حال الموافقة على العرض، سيبدو النظام وكأنه غير مكترث لحياة الطيار الأردني. وإذا ما رفضه، فإنه سيكون في موقف محرج مع حليف وصديق بحجم اليابان. لكن حكومة اليابان وشعبها فوتا الفرصة على "داعش"، وتصرفا بنبل مع الأردن. فبعد قتل الصحفي الياباني بساعات، بادر آبي إلى الاتصال بالملك مرة ثانية، وشكره على كل ما بذل من جهود لليابان، وأكد أن علاقات البلدين لن تتأثر بما حصل.

 


من الناحيتين الإنسانية والاخلاقية، ليس سهلا على متخذ القرار أن يتجاهل التبعات المترتبة على موقفه برفض عرض المبادلة، لمعرفته المسبقة بأن حياة إنسان بريء معرضة لخطر الموت. لكن لم يكن أمام الأردن من خيار في ظل وجود مواطن أردني بقبضة التنظيم الإرهابي.

 


وثمة سؤال افتراضي يتبادر إلى الأذهان: ماذا سيكون موقف الأردن لو لم يكن هناك رهينة أردني على الطرف الآخر؛ هل كان سيوافق على إطلاق سراح ساجدة الريشاوي لإنقاذ حياة الصحفي الياباني؟ السؤال أخلاقي بامتياز، ويستحق التأمل من جانبنا.

 


بعد تنفيذ "داعش" لتهديده بقتل الرهينة الياباني، خرجت مسيرة في طوكيو تندد بالجريمة، وتدين السلوك المتوحش لتنظيم "داعش"، وكذا الحال في الصحافة اليابانية. لم يأتِ أحد على ذكر الموقف الأردني بسوء، ولم نسمع أي إشارة تحمّل الأردن المسؤولية عن قتل الصحفي وعدم الاستجابة لعرض "داعش".

 


في أجواء مشحونة كالتي نعيشها، لم يكن مستغربا أن تخرج أصوات في اليابان تطالب بقطع المساعدات للأردن، أو حتى الدعوة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، كما يحلو لبعضنا أن يفعل عند حصول أي إشكال مع دولة أجنبية. كما لم يتهم أحد في طوكيو حكومة بلاده بالتقصير في إنقاذ حياة الرهينتين اليابانيين.


بمجرد الإعلان عن قتل الرهينة الثاني، خرج اليابانيون إلى الشوارع بمسيرة صامتة، تحمل شعارات الإدانة لمرتكب الجريمة النكراء. حتى والدة الصحفي غوتو لم تجد من الكلمات لتقولها سوى التذكير بالأهداف الإنسانية لرحلة ابنها إلى سورية، وسعيه إلى مساعدة الناس هناك في التغلب على ويلات الحرب.

 


يبقى في البال سؤال افتراضي هو الآخر: ماذا لو كنا في موقع اليابان؛ الطيار الرهينة ياباني، والصحفي أردني، وساجدة الريشاوي في السجون اليابانية، هل سنتخذ نفس الموقف الذي اتخذوه من الأردن بعد مقتل رهينتهم؟


اليابانيون علموني درسا لا ينسى.

تابعوا هوا الأردن على