معاذ الكساسبة إبن الوطن كله
تمر على شعبنا الاردني أيام عصيبة ، تُوجههم وقلوبهم تضرع إلى الله عز وجل أن يُفرح والد ووالدة الطيار البطل معاذ الكساسبة بعودة الى أحضانهم وحضن الوطن الدافئ سالماً معافى .
الا أنه رافق هذه المشاعر الجياشه من قلة أحسن الضن بهم لأقول ، إن استغلال هذا المصاب عن قصد أو عن غير قصد ، قد يُؤثر ويأخذنا الى اتجاهاتٍ خارج السياق لا يُحمد عقباها ، فنسمع ونشاهد من يُردد أحاديث غريبة ومؤذية لمشاعر مجتمعنا وتُشكك بمصداقية مؤسساتنا التي نحترم ونقدر انجازاتها التي قامت بها وما زالت ، و تُسيئ لقيمنا وأخلاقنا التي تربينا عليها ، و حتى الى الدولة برمتها، وهذا خطير وغير مقبول التحدث أو التفكير به .
لنا الله بهذه الضروف وهذه المرارة التي نعيش ، وكلنا مع والد ووالدة عزيزنا معاذ ونقدر كل ما يتحدثوا به وما يفعلوا في سبيل سلامته والإطئنان عليه ، فهذه هي قلوب ابائنا وأمهاتنا وقلوبنا معهم ، وهذا من حقهم وأتمنى من الله أن يلهمنا وإياهم وشعبنا الأردني الصبر ، وأن تسود الحكمة والثقة بالله أولاً وبمؤسساتنا التي بكل تأكيد لن تترك وسيلة لتخليص ابننا من هذه المنظمة الضلامية ، وأقدر عالياً ما تحدث به أخينا وعم معاذ اللواء المتقاعد فهد الكساسبة ، فكان حديثه و مواقفه مشرفة ومسؤولة و وطنية بأمتياز .
ما سمعناه وعلى الفضائيات ربما أخذت البعض الحمية والنخوة في مطالبة بتعين عضوا في لجنة المفاوضات المشكلة من قبل الدولة لتخليص ابننا معاذ ، فهذا الطرح غريب ولا يجوز ، والكل يعرف ويعيش بأن كل الشعب الأردني أصبح لجنة وطنية للدفاع عن ابننا معاذ وعن كل فرد من افراد شعبنا بكل الاوقات الضروف .
لم نسجل حادثة أو سبب واحد يسمح لنا أن نشكك في مؤسساتنا التي تقوم بهذه المهمة الصعبة على أكمل وجه ، ونعلم بأنها لن تفرط بحق الوطن والمواطن في كل الضروف ، والمؤكد أيضاً أن هذه مهمة هي مهمة الدولة ومؤسساتها، وأبننا معاذ هو إبن قواتنا المسلحة ، والتي كما عودتنا لن تفرط به مهما كانت التضحيات ، والشواهد كثيرة يعرفها العدو قبل الصديق ، أثبت فيها جيشنا العربي وعلى مدار التاريخ أنه جيش وطني و مصلحة الوطن والذود عنه والمحافظة على سلامة شعبه وكل من يعيش على أرضه هي أولى أولوياته ، خدم القريب والبعيد بكل روح وطنية عالية ، وهنا تُكد اعتزازنا و ثقتنا بقيادتنا وقواتنا المسلحة وبأجهزتنا الأمنية الساهرة على امننا وراحتنا ... في الختام لنتذكر قول الله تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ) .
و نضرع إلى المولى عز وجل أن يُفرح كل محبيه و شعبنا الأردني أهله وعزوته ، الذين يقيمون الليل حتى صلاة الفجر ، يدعون لعودتة سالماً غانماً مُعافى بإذن الله ، وأن تسود الحكمة في قراراتنا والصبر على ما اصابنا ، والثقة بالله أولاً وآخرا ، وتأكيد وحدتنا كما تعودنا دائماً .. اللهم آمين ...