للأبطال جولة وأنت مغوارها "يا معاذ"
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه، إمام النبيين، وقائد الشهداء والصالحين، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فعزاؤنا بمصيبتنا الكبرى بالشهيد معاذ الكساسبة، هو بمصيبتنا الكبرى بجدّ الهاشميين، محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، الذي علمنا بالقرآن، وبهديه النبوي، كيف نصبر على الشدائد، ونتحمل ونتجلد، طمعاً بما عند الله، من أجر عظيم وثواب كبير، "وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون".
" ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربّهم يرزقون"، "وإن لله ما أعطى، وله ما أخذ، وكل شيء عنده بقدر"، وإن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنّا على فراقك يا معاذ لمحزونون، ولكننا لا نقول إلا ما يرضي الرب، فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، عليه توكلنا، وإليه أنبنا، وإليه المصير.
أقول كلمة للتاريخ كلمة أنت عنوانها يا معاذ: للأبطال جوله وأنت مغوارها، بشرى لك يا معاذ من شعبك واهلك في الأردن بأنك، وحدت قلوبهم، وجمعت صفوفهم، على حبّك وحبّ الوطن الذي استشهدت من أجله، وهذه بعد بشرى الله لك بالجنّة، جزاءً حساباً.
أما أنتم يا أهل معاذ، فثقوا إننا وكل الأردنيين معاذ، وأنّ مصيبتنا واحدة، وأننا وإياكم مع قيادتنا الهاشمية الملهمة، لا سيما في هذا الظرف الدقيق، للحفاظ على مكتسباتنا وديننا من التشويه والتحريف، على أيدي هؤلاء المارقين، والعملاء المأجورين.
وأما أنتم يا صاحب الجلالة، يا حامل الراية، وقائد المسيرة، فنقول لك إننا بك ومعك ماضون، فسر على بركة الله، وبسم الله، ولن تجد منا إلا التضحية والفداء بكل ما نملك، ليبقى دين جدّك عالياً فوق الشبهات، وليبقى الأردن أنموذج الأمن والأمان، وليبقى جلالة أبو الحسين رمز الصمود والعطاء، وليبقى شعبك رمز الوفاء والانتماء.
وأخيراً سلام عليك يا معاذ في الأولين والآخرين، ولك من إخوانك وأخواتك، وآبائك وأمهاتك في جامعة الزرقاء بخاصة وكل الأردن بعامةٍ ثواب الفاتحة.
رئيس الجامعة
أ.د. محمود الوادي