الطريق إلى محاربة الفكر والتطرف
لسؤال الذي يلح على الجميع هذه الأيام، هو: كيف يمكن محاربة ظاهرة انتشار التطرف والفكر المتطرف؟.
لا يمكن الإجابة على هذا السؤال دون التوقف عند الاسباب ،التي تدفع جيل الشباب نحو الفكر المتطرف ، ويجدون فيه ملاذا آمنا من كل الظواهر الصعبة التي يمرون بها .
حين يتسارع خط الفقر المدقع في البلاد بفعل الأوضاع الاقتصادية الصعبة ،وحين لا يجد الشاب الذي يصل الى مقتبل العمر ، طريقا واضحا نحو حلول متوقعة لنمط حياته سواء في العيش الآمن أو تكوين الأسرة التي يحلم بها أو بالوظيفة التي تقوده حتما الى مناخات صحية ، تجده يدخل في باب المتعطلين عن العمل وفي أبواب الفراغ والتشرد دون أي حلول اجتماعية .
وفي ظل هذه الاوضاع التي يعيشها الشباب ،من سيطرة ضغوط الحياة والشعور بأنه لا يزال عالة على إسرته التي فتحت له كل السبل من أجل العمل والتعليم ،لكن ظروف البلاد وتراجع القدرة على التشغيل ،تجعله يقع فريسة لقوى وأفكار متطرفة وإخرى تبحث عن الاسترزاق ، عبر تجنيد شباب مسلم ودفعه نحو ساحات القتال مقابل أموال ودولارات لهم ووعد بالجنة وحور العين .
أمام كل هذه المناخات الجاذبة للفكر المتطرف ،علينا التفكير جديا ببرامج ووسائل قادرة على استقطاب هذه الفئات من الشباب في إطر فعالة قادرة على توفير ظروف العمل وفتح آفاق المستقبل الواعد لهم من خلال برامج مكثفة ،تقدم الحلول المهنية والفكرية والتسهيلات المالية القادرة على توليد مصادر مدرة للدخل .
في غياب برامج فكرية ، وحزبية وطرق عمل قادرة على جذب الشباب وتحصينهم وتكون هذه البرامج خلاقة وليست روتينية لا نستطيع تقديم حلول صحية وفاعلة لجيل الشباب في مواجهة أفكار جاذبة ووعود تتسلح برؤى العدالة الاجتماعية ومحاربة الغرب المستوحش .
علينا أن نستنهض كل الطاقات الفكرية وفق برامج مدروسة لمحاربة الفكر المتطرف على قاعدة فكرية برامجية وخطوات مدروسة بعيدا عن الانتظار والحالة العبثية وردات الفعل الموسمية .
وحده العقل قادر على الاقناع، ووحده الفكر قادر على التغيير، فدعونا نجرب برامج لم تجرب بدل البقاء في صف التنظير والعبث .