رسالتي للملك: حكومة بحجم الشهادة..
ما أصاب الأردنيين كان كبيراً، لكنه لم ولن يفتّ في عضدهم، بل زادنا جميعاً إصراراً على الوحدة والتماسك.. ولأن هذا هو حال الأردنيين، وأنْعِم به من حال، فإنّ الفرصة اليوم ربما تكون هي الأنسب للدعوة إلى مزيد من الإنجاز والإصلاح النوعي وتصويب مسيرة الدولة، ولعل في مقدّمة الأولويات، حسب ما أرى، أن يحظى الأردنيون بحكومة نوعية خلال المرحلة المهمة من تاريخ الدولة، هذه المرحلة التي تستدعي تشكيل حكومة أردنية بمستوى الشهادة التي لقي معاذ ربّه عليها، حكومة بمستوى شهادة الشهيد.. بطولةً وهِمّة وكفاءةً وعزماً ونزاهةً وكبرياءً، حكومة قادرة على النهوض بالدولة اقتصادياً واجتماعياً وتربوياً، ودعم دورها في الإقليم بنديّة تُعزّز مكانة الأردن كلاعب أساسي حيوي إنساني في المنطقة، حكومة يقبلها الناس ويقتنعون بأشخاصها رئيساً وأعضاءً.. وليس من باب الترف أو المناكفة السياسية أو غيرها أن ندعو اليوم إلى تشكيل حكومة أردنية جديدة بهذه المواصفات، بل لأن الظروف والأوضاع التي نعيشها وسط فوضى ونيران تكاد تلتهم منطقتنا، إضافة إلى الأوضاع القاسية التي يعيشها المواطن وحالة عدم الرضا في الشارع، هي التي تفرض مثل هذا الاستحقاق الوطني المُلحّ، ذلك أن أي إصلاحات لا تتم من خلال حكومة تحظى بالقبول لدى الشارع، لن يُكتب لها النجاح، في حين أن الإصلاحات البرامجية التي تجري على يد حكومة منبثقة من الشعب وبقوّة الشعور الجمعي للأردنيين، ستكون هي الأقدر على تحقيق الهدف والمبتغى..! ولأن الأردنيين الآن في حالة غير مسبوقة من الوفاق والاتفاق، ومن الوئام والانسجام، وأن عيونهم ترنو إلى إصلاحات حقيقية في الدولة على كافة المستويات ترقى إلى مستوى وعنوان الشهادة، فإن تشكيل حكومة كفاءات أردنية سياسية واقتصادية وعسكرية يغدو مطلباً شعبياً ونخبوياً ملحّاً للغاية، لا بل إن الظروف الراهنة لا تحتمل المزيد من التأجيل، وتستدعي الإسراع في تشكيل هذه الحكومة، لكي تضطلع بمسؤولياتها الكبرى في البناء والإصلاح وتعزيز منعة الدولة وهيبتها. رسالتي إلى الملك أننا نريد حكومة كفاءات أردنية من الوزن "الثقيل" بمستوى شهادة شهيدنا معاذ، وبمستوى بطولته ورباطة جأشه، وبمستوى عزّته وكبريائه في مواجهة نار الظلمة المارقين، حكومة قادرة على إشاعة العدالة الاجتماعية بين الناس، ووقف استشراء الفساد في المجتمع ولجم المفسدين، وتقديم تشريعات تُعزّز مدنية الدولة وديمقراطيتها، واحترام حقوق الإنسان عبر ممارسات ممنهجة وتقديم الخدمة اللائقة والمقنعة له، وتحسين معيشة المواطن عبر كل السبل الممكنة، وإشعاره عملياً بدوره ومكانته السامية في الدولة. ما نتمناه يا جلالة الملك: حكومة بمستوى الشهادة ومكانة الشهيد، كلما رأى الأردنيون إنجازاتها، يترحمّون على روح شهيدنا البطل معاذ صافي الكساسبة..! Subaihi_99@yahoo.com