الخاذلون
أصبح الخاذلون والمشككون - على قلتهم - اخطر علينا من داعش .أولئك الذين قرروا التمرد ومغادرة الصف الوطني والانفصال عن الثوابت الوطنية ،وسلكوا طرق الخذلان الوعرة ، وتعالت في الأيام الماضية أصواتهم على نحو واسع .نحن على ثقة بأن المؤسسة الأمنية بتفرعاتها المختلفة ستكون صارمة ،وستفعّل دورها في ملاحقة هؤلاء ومحاسبتهم ولو على مقدار حبة من خردل من إساءة .
لم تعد جرعات الوعظ والإرشاد مجديه في مواجهة المشوهين، وحان الوقت لأن نخاطبهم بلغة أمنية بحته بعد ان تمادوا في التطاول وأمعنوا بمحاولات زرع الفتنه . صبرنا صبر النبي أيوب على هذه الفئة الضالة بلا جدوى ولغاية اللحظة لم نسمع عن أي تدخل رسمي لردعهم ووقف تمدد ألسنتهم وتشعبها ،ويقول المتابعون ان السيل بلغ الزبى ما يستوجب وضع حد لممارساتهم عاجلا غير آجل .
وأن تشهر أجهزة الدولة المختصة العصا الغليظة بوجههم قبل ان يتكاثروا، وان تكتفي بهذا القدر من اللين والمجاملات في طريقة التعامل معهم .حتى لا ينقلب هذا اللين الى لين الضعف وليس لين الحلم والصبر...هذا من جهة .
من جهة أخرى ، أصبحنا بحاجة لتطوير إستراتيجية وطنية إعلامية وتوعوية لتحصين المجتمع من خطر الإشاعات ،تتناسب مع متطلبات المرحلة لعزلهم ومقاطعتهم ، بعد فشل البيانات والمقالات والتصريحات في كف شرورهم ، وعدم قدرتها على قطع دابرهم . وعلى العشائر ان تتحمل مسئوليتها ،وان تنهض للقيام بدورها لضبط سلوك أبنائها الشواذ .
والخارجين عن الأعراف العشائرية وتقاليدها ،ومحاصرتهم وضربهم ضرب غرائب الإبل، قبل ان يلطخوا صورة عائلاتهم وعشائرهم ،ويجلبوا لها السمعة السيئة والعار .
الخروج عن الإجماع الوطني خيانة...الخيانة بكل ما تعنيه هذه الكلمة، والثوابت الأردنية كتلة واحدة لا تتجزأ ،وليست خاضعة للآراء ووجهات النظر والاجتهادات،ولهذا يقف على رأس إستراتيجية مكافحة هذا الوباء الفكري المنحرف، توجيه الرأي العام ،والإعلام ،ووسائل التخاطب الالكترونية للاستمتاع للإعلام الوطني الرسمي خلال الأزمة .
وقد ثبت ثبوتا قطعيا انه الأنقى والأصدق .وتصيغه المؤسسات المختصة، استنادا لمعلومات دقيقة تعكس الواقع ،بعيدا عن التخمينات والتوقعات العشوائية والانفعالات العاطفية.