من يضع حدا لتجاوزات النواب
فايز شبيكات الدعجه
ما هذا نائب في البرلمان يشتم مدير الأمن العام قائلا بأنه (من عقلية متخلفة وفوقية' وانه يتغطى بجلالة الملك) ،ونائب آخر يقول في حديث لوزير الداخلية (إن إجابتكم على سؤالي المتعلق بالإستراتيجية الوطنية لمحاربة الإرهاب والتطرف 'إجابة هزيلة') ،ونائب ثالث يصف أمين عمان بأنه (رد عليه رداً سخيفاً وساقطاً، ويجب عليه أن يجلس في المسجد وبيده مسبحة أم 99، ويجب أن نستفيد من الكفاءات، خاصة أنه لا يحمل أي مؤهل).
في البداية ظننا أن الأول سيثني على الإستراتيجية الأمنية لمكافحة الجريمة والانحراف وعلى الانجازات الأخيرة للأمن العام ، وعندما بدأ يشتم ، ظنناه سيقول - لا سمح الله- ان الباشا سكرجي ،وانه شاهده على الانترنت وهو يشرب بالحفاية ،ويسب الآخرين ويترنح بحالة سكر شديد،.وغير متمالك لقواه العقلية والجسدية .
لا هذه ولا تلك. كل ما هنالك ان سعادته اكتشف وجود (جم) في مكتب الباشا، وعلى تفاهة هذا الاكتشاف وسخافته حاول ان يجعل منه قضية وطنيه كبرى في ذروة أزمتنا مع داعش ، وأمعن في تضخيمها ،ووجهه سؤالا حولها لوزير الداخلية، أجاب علية الوزير تحت قبة البرلمان التزاما بالقانون، واستمع منه فورا لهذه الشتيمة .
أما النائب الثاني فلم يكتف برد وزير الداخلية على استفساره عن إستراتيجية مكافحة الإرهاب ،وفقد أعصابه لأنه يريد كشف تفاصيل ألاستراتيجيه بكل ما تحتويه من أسرار .
وبلغ الذروة قائلا (ونقول للشعب الأردني كنا نعتقد ان هناك زلم يحمون البلد' ) ،يعني من وجهة نظره لا يوجد رجال يحمون البلد ،ثم عاد وزاد حجم الاساءة قائلا إن وزارة الأوقاف ميتة !!!.وفيما يخص أمين عمان لم نجد سبب واضح لشتمه بتلك الألفاظ المشينة .
على اي حال كان رد المسئولين الثلاثة هذه المرة ردا صامتا بليغا ومن باب القوة والحلم ، لكن لا نظنه سيكون كذلك في المرات القادمة . الجدير بالذكر انه سبق هذه الحالات قيام نواب بحض المستثمرين على عدم الاستثمار في الأردن، والسكر المقرون بالشغب في الطائرات ،وارتياد النوادي الليلية ، وإطلاق النار من أسلحتهم أثناء الجلسة او من سياراتهم الخاصة ، واحتلال كرسي رئيس الوزراء في المجلس والقول (خسا يقعد هون ) وضرب بعضهم البعض ،وقول (كندرتي تشرّف كل المسئولين الأردنيين).
وعلى إحدى المحطات الفضائية شاهدنا نائبا يضرب احد محاوريه ويشهر عليه مسدس، بل لقد قيل أن نائبا آخر سب الذات الإلهية في مركز الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الأردنية .... السكوت هؤلاء يشجعهم ويشجع أمثالهم على التطاول . فما الحل؟ ومن يا ترى يوقف هذا الانفلات ويضع حدا لهذه التجاوزات؟.