صهينة الاعلام
لا تترك اسرائيل شارده او وارده تستطيع الاستفاده منها وتسخيرها - بالحق او الباطل - لخدمه اهدافها الا وتنتهزها وتستغلها لاقصي ما يمكن. لذا فهي بالاضافه الي نجاحاتها في كثير من الاصعده، تستغل فشل الجانب العربي، وبعض السلبيات التي تظهر في اداء هذا الجهاز او ذلك من اجهزه العمل العربي، لتجيره لصالحها. فالصهيونيه كحركه سياسيه اعمت الكثير حول العالم وغسلت ادمغتهم بشعارات زائفه، وفبركه واختلاق كثير من الاحداث وتفسير بعض الهنات التي تخرج من مسؤولين او اعلاميين عرب بشكل يحورها عن مضمونها. وعمدت الصهونيه طوال سنواتها الي الاستفاده من الوقائع التي حدثت علي مدي انشائها ووظفتها لخدمه المشروع الصهيوني، ابرزها الحرب العالمية الأولي ومن ثم محرقه الهولوكست، واقاموا وطنهم علي انقاض ما تبقي من منازل الفلسطينيين التي هدمت انذاك وقام اليهود بتطهير عرقي للفلسطينيين فكان هدفهم تهجير اكبر قدر ممكن من الفلسطينيين ورغم النجاح الكبير الا انه ظل علي الارض من الفلسطينيين ما اصبح اليوم يُشكل عصاً في عجله اسرائيل لاستيطان البقيه المتبقيه من فلسطين. وكانت حرب غزه الاخيره وتخاذل الاعلام العربي، بل ووقوف بعض اجهزه الاعلام والاعلاميين العرب مع التبريرات الاسرائيليه لغزو القطاع، فرصه استغلها الاعلام الصهيوني مجدداً لتثبيت ادعاءاتها الزائفه. واظهرت دراسه قام بها طلبه جامعيون يدرسون الصحافه والاعلام المعالجه الاعلاميه الاسرائيليه للعدوان الاسرائيلي علي قطاع غزه عام 2009 "بان الاعلام الاسرائيلي جهز نفسه واقفاً خلف المؤسسه العسكريه والامنيه في الحكومه الاسرائيليه ، ووظف الاعلام العربي والفلسطيني باخطائه وتجاذباته السياسيه في اطار التبريرات الاسرائيليه لعمليات القتل والتدمير والتخريب التي شنتها قوات الاحتلال علي ابناء شعبنا في قطاع غزه . ونوه الباحثون عن عدم وجود استراتيجيه للقنوات التلفازيه العربيه والفلسطينيه وان المعالجه الاعلامية العربيه للعدوان الاسرائيلي تاثرت بالاجنده السياسيه للحكومات العربيه علي القناه التي تبث من اراضيها". لكن ما ظهر اخيراً من انحياز بعض اجهزه الاعلام والاعلاميين العرب الي جانب اسرائيل، ووصل الي قيام اسرائيل بشكرهم باسم الجيش الاسرائيلي، تعدي كل التوقعات. كانت حرب غزه الاخيره اذاً فرصه لا تعوض توسعت اله الدعايه الصهيونيه فيها لتوظيف اتهامات بعض اجهزه الاعلام العربيه، والاعلاميين والكُتاب العرب لحماس بالمسؤوليه عن اندلاع الحرب التي يشنها الكيان الصهيونى علي القطاع لتبرير قتل النساء والاطفال والشيوخ. واشارت مصادر اسرائيليه ان وزاره الخارجيه الصهيونيه ترجمت تصريحات بعض الاعلاميين وبعض كبار السياسيين والمحللين العرب الي لغات عده وقامت بتضمينها في منشورات وزعت علي ممثلي السفارات الاجنبيه في تل ابيب، علاوه علي الطلب من السفارات الصهيونيه في ارجاء العالم بتوظيف هذه التصريحات في التدليل علي صدقيه الموقف الصهيوني في الحرب. ونوهت الاذاعه العبريه الي ان وزاره الخارجيه وديوان رئيس الحكومه بنيامين نتنياهو يعكفان علي توظيف ما يكتبه الكثير من الكتاب العرب المعادين للاسلاميين بشكل عام، والذين يحملون حركه حماس المسؤوليه عن سقوط القتلي في صفوف المدنيين الفلسطينيين،بزعم انها التي سارعت للحرب. وهكذا وبدلاً من ان نُسخر جهودنا الاعلاميه لمواجهه اله الاعلام الصهيونيه اصبح اهتمامنا اليوم منصباً لمواجهه من اسماهم البعض بـ"المتصهينين العرب" داخل اعلامنا العربي .. بينما يضع الاعلام الصهيوني رجلاً علي رجل ولسان حاله يقول: "فخار (عربي) يكسر بعضه بعضاً"!! [[لعبت وسائل الإعلام الاسرائيلي ولاتزال دوراً اساسياً في تشويه الصوره العربيه في الرأي العام العالمي، وصورت العرب الذين احتلت اراضيهم علي انهم امه عدوانيه تسعي الي القتل وتدمير الحضاره وابراز المواطن العربي علي انه بدائي, متخلف ارهابي, معادٍ للحضاره والتقدم.]] الرائد تقي الدين التنير ومحمد عطوي