اعتذار للشهيد القط ..
أحتاج إلى زمن طويل من التفكر والتمحيص في طبيعة وكنه مجلس النواب الأردني وموظفيه. المثل الشعبي الذي يقول لا هم للسيف ولا للضيف ولا لعازات الزمان ينطبق تماماً عليهم إلا في حالة التعامل مع قطة أو قط أتاهم زائراً لمجلسهم، حيث لم يذكر الطب الشرعي للحيوانات The veterinarian medical examiner أن هذا القط هو ذكر أو أنثى، كما لم يذكر الطب الشرعي المختص بالحيوانات أيضاً ما إذا كان هذا القط يعاني حالة نفسية جنونية ناتجة عن مرض يجعل أعضاء المجلس يستنفرون كما تبين من صورهم، فقد أظهرتهم الصور منتفضين، متيقظين، فقاموا يحاصرون القط/القطة ويطردونه واسلموه إلى موظفهم }الغضنفر{ ليقتله.
موظف المجلس أخذته الحمية فقتل القط الضيف، وكأن هذا القط عميل موساد جاء يجلس بينهم، وأن الموساد مثلاً أو السي آي ايه أو الكي جي بي بحاجة لإرسال قط يتلقط أخبار القوم!!! بينما صمت المجلس حيال الكثير من الأعمال التجسسية لصالح قوى وكيانات أجنبية كان آخرها فضيحة الذهب أو كنز الرومان في الشمال الأردني.
أنا في حالة من القرف وعدم الرضا ومن الممكن أن أكتب أي شيء حول هذه الحكاية المؤلمة. أعرف أن الأردني يقتل أخاه الأردني من أجل هاتف نقال، فمنشورات مواقع التسلية كثيرة بهذا الخصوص قرأت فيها ذلك، وقرأت أيضاً أن شاباً قتل خطيبته أو فتاة أحبها لسبب باهت، كما قرأت أيضاً أن مراهقاً قتل أباه لكي يأخذ بعض دنانير يدخرها، وبكل إنصاف للمجتمع الذي أنا منه وهو مني أحس أننا في غابة أو مجتمع تملؤه الكراهية بسبب هذه الأخبار. فقتل الإنسان للإنسان معهود عبر تاريخ طويل من الثأرات والحروب غير المبررة والمبررة، والقتلة المجرمون في كثير من الأحوال يحتفظون بقط أو كلب أو حيوان ما يأنسون له أثناء رحلة جريمتهم ضد إخوانهم من البشر، لكن موظف المجلس قرر عكس الصورة فأراد ان يحتفظ بمؤسسة تشريعية بأكملها ليأنس بها إلى جانبه في رحلة تعذيبه ثم قتله للقط أو القطة.
لست بطبعي محباً للحيوانات ولا آلفها أبداً، لكن لم أكرهها أيضاً، ولو كنت جائعاً وخيرت بين ان أضع لقمة في فمي أو فم قطة أو كلب لوضعتها في فم ذلك الحيوان طمعاً في أن أكون إنساناً مميزاً وتكون هذه الفعلة سبباً في تكفير أخطائي عند ربي، وأذكر أنني مازلت أدعو على ابن حارتنا رجب بأن يعذبه الله كما عذب الحيوانات على ملأ، فقد كان يأتي بالحمار ويصارعه حتى يكاد ينفقه تعذيباً، ثم يقوم بحرقه حيّاً. أدعو على هذا المجرم لأنه كان وحشاً بثوب إنسان، ورسم في مخيلتي منذ كنت طفلاً صورة وحشية قذرة، لكن وبعد أن مرّ بنا الزمان وسارت الأيام جاء موظف مجلس نيابي تشريعي ليعيد الصورة لذهني بقتله لهذا القط.
أعتذر لهذا القط، فربما أخطأ العنوان ولم يذهب إلى بيت كرم يلقي له بقايا طعامه ليحملها إلى قطته أو قططه الصغار.
ربما ظن هذا القط أنه في أحد أحياء عمان المدللة، تغص قمامتها باللحوم وبقايا الموائد المنهوبة من دم الشعب.
لم يدرك هذا المسكين أن المجلس هم نواب الشعب، ولم يشبعوا نهمهم بعد ليلقوا بقايا طعامهم في سلال المهملات ...
ربما كان هذا القط صاحب مزاج وظن أن أحد النواب سيشاركه الفستق الحلبي أو القضامة التي جاء بها للتسلي ....
لا أدري، ربما ظن أيضاً إن إحدى نائبات الكوتة سترأف بحاله وتحمله إلى بيتها وتعطف عليه ببعض ما تبقى من آخر طنجرة دوالي قامت بلفها قبل أن تصبح نائباً وتحكي بطولاتها عبر ميكرفون المجلس.
وربما أيضاً ظن هذا القط أن مجلس النواب سيصدر تشريعاً يمنحه وقبيلة القطط المهملة تشريعاً يضمن لهم طعاماً وشراباً ...
أو لعله أراد أن يستفيد من سكن كريم لعيش كريم أو الضمان الاجتماعي أو أي برنامج حكومي ...
قد يكون أيضاً هذا القط فزعة لرئيس الوزراء عبدالله النسور فقتله المناؤون للرئيس ...
ثم ربما هو من الحراك الشعبي للقطط وجاء محتجاً على قرارات أمن الدولة بحبس إخوانه من الحراكيين من بني البشر ... ألم نقرأ عن وفاء الحيوان؟ أفلا تكون هذه إحدى حكايات الوفاء؟
لقد قتل القط بدم بارد من قبل موظف مياومة يرتدي بدلة تليق بعيون النواب، لكنه يفتقد أخلاقاً تليق بالإنسان الأردني ....
ألم تعلم يا أيها الموظف الشهم، أن جدي المختار وخالي شيخ العشيرة وعمتي بنت الأصول وحمدة أم الأيتام وجميع اولاد حارتنا كانوا يتقاسمون مع القطط خبز طابونهم و شراكهم والزبدة، والحليب وبقايا التمر، ويؤثرونها بفئران البيت، وكثيراً من أرزاق الشتاء حينما كانت تغطي الأرض ثلوج السماء؟
كلهم كانوا يفعلون الخير للقطط والحيوانات إلا ذلك الغضيب رجب ....
أما اخترت أيها الموظف اللبق مع النواب طمعاً في حسين وضعك بواسطة أحدهم ان تكون من بين الأردنيين إلا رجباً .... عجبي ... وعجبي ...!
رحم الله شيخ حارتنا .... فقد توعد رجباً يوماً وطارده في الجبال بسبب حمار قتله ... أيكون مجلس النواب بشهامة شيخ حارتنا ...؟ لا ... ليس لدينا من هو كشيخ حارتنا ... فمجلسنا ينطبق عليه المثل لا للسيف ولا للضيف ولا لعازات الزمان وليس هذا المجلس للقطط أيضاً كما لم يكن للشعب قط.....
رحم الله القط وأسكنه ما يحب من ثرى الأرض، ويكفيه فخراً أنه حمل أعضاء مجلسٍ تشريعي بأكمله على مغادرة مقاعدهم مذعورين ...لقد فعل مالم يفعله الشعب وحراكه وأحزابه .... وأعتذر له أن جاء خبر مقتله بلفظة نفق فهذه تقال للجبناء والقط هنا كان شجاعاً أكثر من أعضاء المجلس وأرعبهم فقط بحركته ومخترته بينهم ....