مؤتمر مصر الاقتصادي
فاق نجاح مؤتمر مستقبل مصر الاقتصادي كل التوقعات ولم يكن مؤتمراً اقتصادياً وحسب، بل سياسي بامتياز، حيث ظفرت مصر في عهدها الجديد ورئيسها عبد الفتاح السيسي بدعم سياسي غير مسبوق من نحو مائة دولة، ليس فقط بحضور ملوك وأمراء ورؤساء، بل أيضاً بحضور عشرات المؤسسات الدولية وصناديق الاستثمار وشركات كبرى ومستثمرين.
لم يقصـد بالمؤتمر الاقتصادي أن يكون مؤتمر مانحين لجمع التبرعات، بل مؤتمر مستثمرين شركاء تدفعهم مصالحهم التي تجد لها مكاناً جاذباً في مصر، حيث الأرض الشاسعة والمناخ الملائم والعمالة الرخيصة.
المشاريع التي طرحت في المؤتمر، تثير الانبهار: بناء عاصمة إدارية جديدة، مشاريع زراعية إنتاجية، مشاريع كهرباء وبترول وغاز، بناء مدينة سكنية كبرى، مفاعلات ذرية إلى آخره.
مصر سوف تتحول خلال السنوات القليلة القادمة إلى ورشة عمل. وعمال مصر الذين تعمل فوائضهم في بناء اقتصادات دول عربية عديدة، جاء الوقت لكي يجدوا فرص عمل لبناء اقتصاد بلدهم.
خلال ثلاثة أيام عمل تم التوقيع على مشاريع للتنفيذ الفوري بمبلغ 2ر36 مليار دولار، ومشروعات ممولة بقيمة 6ر18 مليار دولار، وتعهدت أربع دول عربية بدعم مصر بمبلغ 5ر12 مليار دولار، وعقدت قروض ميسرة بمبلغ 2ر5 مليار دولار، أي ما مجموعة 5ر75 مليار دولار فإذا أصفنا كتب النوايا والتفاهم غير الملزمة، فإن الرقم يقترب من 200 مليار دولار، مما يعني تخفيض معدل البطالة خلال سنة إلى 10%، ورفع نسبة النمو الاقتصادي بالأسعار الثابتة إلى 6% على الأقل.
نعم، لماذا لا تقوم مصر في الوطن العربي بمثل الدور الاقتصادي والسياسي الذي تقوم به ألمانيا في أوروبا الغربية، فقد جاء الوقت لتشهد المنطقة بزوغ نمور شرق أوسطية على نسق نمور الشرق الأقصى التي حققت المعجزة.
جلالة الملك عبد الله قدّم دعم الأردن غير المحدود لمصر ورئيسها فاستحق الأردن شكر وامتنان الرئيس المصري جنباً إلى جنب مع السعودية والإمارات والكويت والبحرين.
مصـر تمثل القلب النابض للوطن العربي، وقوتها الاقتصادية مصلحة عربية، فهي صاحبة الدور القيادي، ودعمها سياسياً واقتصادياً استثمار في الامن القومي العربي.