حماية الدولة المتحضرة!
واضح أن القوة العسكرية العربية التي أقرتها قمة شرم الشيخ لها هدف واحد محدد هو:
-صيانة الأمن العربي المُهدّد الآن بالعدوان الواضح على مفهوم الدولة العربية الحديثة، والذي يصطدم بمشروعات هدامة تمس بالتنوّع الديني والعرقي والطائفي وتوظفه في صراعات دموية برعاية أطراف خارجية.
إن وقوف قوى إقليمية ودولية وراء ما جرى ويجري في العراق، هدفه ليس حكم الأكثرية الشيعية، أو إنصاف السُنّة والأكراد، وإنما هو يتناول العراق - الدولة الحديثة، بالتقسيم، وإثارة النزاعات والأحقاد واشعال الفتنة، وما دور أميركا بعد غزوها لدولة عضو ومؤسس في الأمم المتحدة، وفكفكة لُحمتها المدنية، إلا مقدمة لاطلاق سراح ملالي إيران في تجنيد التعصب المذهبي، واخضاع بلد عربي للهيمنة الفارسية، وانتقال المؤامرة إلى سوريا ولبنان وأخيراً إلى اليمن .
الآن يقول العرب: على المؤامرة أن تتوقف. وهناك جيش عربي يتصدى للمؤامرات التي توظف التنوع العظيم في مجتمعات العرب: التنوع العِرقي، والديني، والطائفي الذي يغني المجتمعات المتآخية الموحدة. فمنذ متى ينقسم المغرب إلى عرب وبربر، وطوارق، وأمازيغ وقد كان حاضنة الثورة ضد الاستعمار الأوروبي؟. وكيف يقبل اللبنانيون هيمنة مجموعة مسلحة تعلن ولاءها للولي الفقيه في طهران على حساب وحدة لبنان وكيانه الوطني؟ ولماذا يتحوّل النظام إلى محميّة إيرانية في سوريا تدافع عنه ميليشيات حزب الله وأبو الفضل العباس وعصائب الحق، وجنرالات الهزيمة الإيرانية أمام العراق؟ أو يعارضه مرتزقة القاعدة، وإرهابيو النصرة وداعش واخواتها؟.
الإرادة القومية العربية تقول: نؤسس جيشاً يحمي حرية الحياة المدنية في الوطن العربي. وعضوية من يريد الإنضمام إليه مفتوحة فمن شاء فليشارك ومن شاء فليمتنع. لكن مسؤولية الجيش العربي ستشمل كل الوطن العربي .
لقد ولد هذا الجيش، قبل الحمل به. وهذا مؤشر خير، فالوحدة العربية بقيت حبيسة النقاشات في دهاليز المخابرات المعتمة، وحبيسة السفه الإعلامي ثلاثة أرباع القرن. لكن اليمن بكل ما حملته من تاريخ العرب، وتكوينهم الحضاري كانت بسملة الصلاة القومية، وها هو «الطيران العربي» يضرب المؤامرة بلا هوادة: فاليمن لن تكون عراقاً آخر أو سوريا أخرى أو ليبيا أخرى. وباب المندب له من يحميه من أساطيل العرب.
وكذا سيكون مضيق هرمز، فهذا الخليج الذي أطلع القواسم، وهزم القوة البرتغالية العاتية، وعرقل الاستعمار الإنجليزي قرناً كاملاً. هو حامي مضيق هرمز.. ودون حرب .