آخر الأخبار
ticker وزارتا الأوقاف والشباب تعقدان جلسة تعريفية بجائزة الحسين للعمل التطوعي ticker تكريم وزارة العمل على تميزها بإعداد دراسات الأثر للتشريعات والسياسات ticker الأردن يحصد جائزة خدمة العملاء للبريد السريع "EMS" المستوى الذهبي 2025 ticker ماكرون: الضربات الإسرائيلية في قطر "غير مقبولة أيا كان المبرر" ticker أمير قطر لترامب: سنتخذ الإجراءات الكفيلة بحماية أمننا ticker الصفدي : هجوم جبان على الدوحة يتطلب موقفا عربيا موحداً ticker توضيح من "مياه اليرموك" بشأن حجز أموال مواطنين ticker حماس تعلن اغتيال 5 من أعضائها .. ونجاة قادتها من الضربة الإسرائيلية ticker بدء محاكمة المتهم بالتخطيط لاغتيال ترامب ticker إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من دخول أراضيها ticker إعلام عبري: "إسرائيل" حصلت على الضوء الأخضر من أمريكا ticker العدول عن قرار منع النشر بقضية الصحافي الحباشنة ticker الرواشدة يدعو للمشاركة في حملة "تبرع بقطعة تراثية .. تنشئ متحفًا وتوثق إرثًا" ticker ترامب: وجهت بإبلاغ قطر بالهجوم الإسرائيلي لكن الوقت لم يسعفنا ticker ضبط شخص يصنع مواد تنظيف بشكل مخالف داخل منزله في إربد ticker "أكسيوس": هجوم الدوحة صدم البيت الأبيض وأثار غضب كبار مستشاري ترامب ticker بلدية إربد تدعو السكان للإبلاغ عن تجمعات الكلاب الضالة ticker 65 % نسبة الإنجاز في مشروع إعادة تأهيل طريق الطفيلة - الكرك ticker الأردن والبحرين يوقعان برنامجًا للتعاون في مجال الإسكان والتنمية الحضرية ticker مديرية شؤون المرأة العسكرية تعقد اجتماعاً لسفراء النوع الاجتماعي

التسوية تحتاج لعوامل غير متوافرة

{title}
هوا الأردن - حمادة فراعنة

الإدارة الأميركية، تدرك أن رفض نتنياهو لحل الدولتين، كأساس لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لا يقتصر على تراجعه عن خطابه أمام جامعة بار إيلان، بقوله “ لن تقوم دولة فلسطينية “ بعهده، بل ثمة إجراءات أخرى اتخذها، وعمل على تشريعها خلال دورة البرلمان الإسرائيلي السابقة، وهي لا تقل سوءاً عن تصريحاته التي تم انتقادها من قبل الرئيس أوباما ومن الناطق بلسان الخارجية الأميركية . 


فقد شرّع البرلمان الإسرائيلي قانوناً، يجعل التوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمراً متعذراً يصعب تنفيذه على الأرض، حيث أقر البرلمان قانوناً أساسياً، يجعل التنازل عن القدس الشرقية أو عن الجولان السوري أو تبادل أراضي من مناطق 48، أمراً يتعذر تحقيقه، لأنه يحتاج إلى ما يقل عن ثمانين نائباً من الكنيست حتى يتم تمريره أو الموافقة عليه .


قانون “ الاستفتاء العام “ تم تشريعه بمبادرة من قبل الأغلبية البرلمانية، المكونة من ائتلاف الأحزاب الحاكمة التي يقودها الليكود برئاسة نتنياهو، مع الأحزاب اليمينية المتطرفة الشريكة في صنع القرار الحكومي والبرلماني على السواء خلال ولاية حكومته السابقة 2013 - 2015،

 

وهذا هو قيمة القرار وأهميته، أنه تم بمبادرة من أحزاب الائتلاف الحاكم، وليس من المعارضة، فالمعارضة قاطعت جلسة التصويت، لأنها تقرأ قرار الكنيست على أنه إعاقة إضافية تمنع التوصل إلى تسوية مع الشعب الفلسطيني، وتحول دون تنفيذها، وهذا يعني بالضرورة أن الائتلاف الحاكم برئاسة الليكود هو الذي وضع العراقيل وما زال يضعها أمام التوصل إلى تسوية ويمنعها، وهذا يكشف زيف إدعاءات نتنياهو نحو رغبته في التوصل إلى تسوية مهما بدت واقعية وعملية  مع منظمة التحرير الفلسطينية .

 


وبذلك حينما تُجدد الأغلبية الإسرائيلية لنتنياهو ولحزبه الليكود، يوم 17 أذار الماضي، وتمنحه الأغلبية البرلمانية فهذا يعني أن المشكلة لا تقتصر على الليكود نفسه بل لدى الأغلبية الإسرائيلية، وهي حصيلة دفعت الصحفي اليساري الإسرائيلي جدعون  ليفي ليقول في إحدى مقالاته “ يجب تغيير الشعب الإسرائيلي “ .

 


الإدارة الفلسطينية، تلعب بورقتها الوحيدة، المتمثلة بنشاطها السياسي والدبلوماسي على المستويين العربي والدولي، وهي تكسب سياسياً وتُضيف قرارات تراكمية لصالح عدالة القضية الفلسطينية وتظهير شرعيتها، وتُسبب الحرج والإدانة التراكمية ضد مكانة “ إسرائيل “ وتنزع الشرعية عن سياساتها الاحتلالية التوسعية العنصرية المتطرفة، وهي سياسة إيجابية وخيار قوي يجد القبول لدى الأوروبيين، والتفهم لدى الأميركيين، ولكن هل هذه السياسة وهذا الخيار كافٍ لاستعادة الشعب العربي الفلسطيني لحقوقه الثلاثة : المساواة في مناطق 48، والاستقلال لمناطق 67، والعودة للاجئين ؟؟ .

 


لقد حقق الفلسطينيون ثلاثة إنجازات في تاريخهم الحديث، والأول تمثل بإقرار التمثيل الفلسطيني الموحد عبر منظمة التحرير، وإستعادة هويتهم الوطنية المبعثرة وبات لهم كيانهم الوطني وشخصيتهم المميزة، ولم يكن ذلك ليتم لولا نضالهم المسلح من خارج فلسطين .

 


والثاني تم بفعل الانتفاضة الشعبية داخل الوطن العام 1987، والتي أدت إلى الاعتراف الإسرائيلي الأميركي بالعناوين الثلاثة : بالشعب الفلسطيني وبمنظمة التحرير وبالحقوق السياسية المشروعة، عبر اتفاق أوسلو عام 1993 وما تحقق على الأرض، قبل التراجع الإسرائيلي عما تم الاعتراف به والإقرار بوجوده .

 


والثالث تم بفعل الانتفاضة المسلحة عام 2000، والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإزالة المستوطنات وفكفكة قواعد جيش الاحتلال، فالنضال على الأرض، ومن داخل مسامات الشعب وبفعل تضحياته وصموده وصلابته، في مواجهة الاحتلال ومؤسساته وجيشه، هو الذي أعطى الشعب الفلسطيني، حالة حضوره السياسي والوطني، وبدون ذلك ستبقى قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية والتعاطف العالمي مجرد قيم معنوية أخلاقية  ضرورية ومهمة ولكنها لن تعيد للشعب الفلسطيني الحد الأدنى من حقوقه، وها هي المبادرة العربية بما حوت من تنازلات جوهرية لصالح المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي، لم تقدم شيئاً فعلياً وعملياً لاستعادة حقوق الفلسطينيين وتطلعاتهم الثلاثة في المساواة والاستقلال والعودة  .

تابعوا هوا الأردن على